رأت الفاينانشيال تايمز البريطانية، أن حزب المحافظين الحاكم فى حاجة ماسة إلى نقاش مخلص حول خروج البلاد من الاتحاد الأوروبى (بريكست).
واستهلت الصحيفة افتتاحية لها بالقول إن تعريف الجنون كما وضعه أينشتاين هو القيام بنفس الأخطاء وانتظار نتائج مختلفة.
وأشارت إلى استراتيجيات العديد من المرشحين البارزين لقيادة حزب المحافظين، قائلة إنها تفضى إلى نسخة أسوأ من تلك التى انتهجتها رئيسة الوزراء المنتهية ولايتها تيريزا ماى وآلت إلى الفشل.
ودعت الفاينانشيال تايمز أعضاء حزب المحافظين البالغ عددهم 120 ألفا إلى توخى الحذر من الوقوع فى فخ الوعود الخيالية، محذرة من أنهم بذلك يجازفون بتعريض حزبهم وبلدهم كليهما لخطر الانزلاق لأزمة أكثر عمقا.
وقالت إن نسخة بريكست التى ينتهجها صقور المحافظين من أمثال بوريس جونسون ودومينيك راب وأندريا ليدسوم تعيد إلى الأذهان التصورات الساذجة لذلك البريطانى الذى يعيش فى الخارج ويعتقد أن مجرد الصراخ والصوت العالى يكفى لإفهام الأجانب.
وأومأت إلى أن هؤلاء المرشحين يعتقدون أن مجرد استظهار قوة الشخصية والتلويح على طاولة التفاوض بتهديد الخروج بلا اتفاق بشكل قوى كفيلان بتمكينهم (المرشحين) من إعادة التفاوض على اتفاق تيريزا ماي، أو الخروج ببريطانيا من الاتحاد فى 31 أكتوبر إذا استحالت عملية إعادة التفاوض كما يريدون.
وقالت الفاينانشيال تايمز إنه لا وقت لإعادة التفاوض؛ وإن رئيس الوزراء الجديد سيصل مكتبه فى داوننغ ستريت فى أواخر يوليو بينما سيكون أعضاء البرلمان ومسؤولو الاتحاد الأوروبى حينئذ فى عطلة الصيف، وبعد الإجازات يبدأ موسم مؤتمرات الأحزاب فى بريطانيا ويستمر حتى بداية أكتوبر، وفى بروكسل ستكون المفوضية الأوروبية فى أسابيعها الأخيرة قبل تغيير قيادتها.
ونوهت الصحيفة عن أن أعضاء الاتحاد الأوروبى السبع والعشرين كرروا رفضهم إعادة التفاوض بشأن اتفاق الانسحاب وبشأن شبكة الأمان الخاصة بإيرلندا – العائق الأكبر أمام دعم البرلمان للاتفاق.
ورأت أنه لا يوجد مبرر لحصول رئيس الوزراء الجديد -أيا كان- على تنازلات لم تحصل عليها تيريزا ماي.
وكشفت الفاينانشيال تايمز عن أن قادة الاتحاد الأوروبى بصدد التجهيز لإصدار بيان حاد يوضحون فيه تلك النقطة فى قمة مرتقبة خلال الشهر الجاري.
ونوهت عن وقوف أغلبية مجلس العموم بوضوح ضد الخروج من الاتحاد بلا اتفاق، وعن إصرار رئيس المجلس، جون بيركو، على أنه لن يُسمح لأى رئيس حكومة بتنفيذ مثل هذا الخروج (بلا اتفاق) على غير إرادة البرلمان، وأن أية محاولة من هذا القبيل كفيلة بفتح الباب على أزمة دستورية كبرى.
ورأت الصحيفة أن رئيس الحكومة المقبل حين يجد نفسه فى مواجهة صراع كهذا سيكون مضطرا إلى الدعوة لانتخابات عامة، وهو آخر ما يحتاجه حزب المحافظين.
وقالت الفاينانشيال تايمز إن النهج المخلص يتطلب الإقرار بضرورة تأجيل موعد الخروج من الاتحاد لما بعد 31 أكتوبر.
ونوهت عن أن زعيم المحافظين الجديد سيكون فى موقف أقوى مما كانت فيه تيريزا ماى فيما يتعلق بعقد محادثات مع حزب العمال للوصول إلى حلول وسط وفيما يتعلق بالبحث عن طرق لتوسيع قاعدة الناخبين.
واختتمت الصحيفة بالقول إنه "من عيوب الدستور البريطانى غير المكتوب أن بضعة عشر آلفا من أعضاء حزب المحافظين هم من سيختارون قائد البلاد المقبل؛ وبينما يتوق الكثيرون إلى خروج سريع من الاتحاد الأوروبي، فإن على مَن لهم حق التصويت فى ذلك السباق أن يستخدموا ذلك الحق بحكمة".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة