تشهد الأيام القليلة المقبلة مواجهة دبلوماسية بين الولايات المتحدة الأمريكية وفلسطين فى الساحات الدولية، خاصة فى المحكمة الجنائية الدولية، بعد التصريحات المستفزة التى أدلى بها ديفيد فريدمان سفير الولايات المتحدة لدى تل أبيب، حيث زعم بأن لإسرائيل الحق فى ضم أجزاء من الضفة الغربية، علاوة على وصفه قيام دولة فلسطينية بأنه موضوع فاشل.
هذه التصريحات أعطت ضوءا أخضر للمستوطنين اليهود لاقتحام المسجد الأقصى المبارك ، حيث دنس أكثر من 400 مستوطن باحات المسجد الأقصى والقيام بطقوس تلمودية بزعم الاحتفال بعيد الأسابيع، حاملين رموزا من الهيكل المزعوم أثناء تأدية تلك الطقوس، فى حين وجهت القيادة الفلسطينية انتقادات حادة لـ"فريدمان".
ديفيد فريدمان
وقالت وزارة الخارجية والمغتربين الفلسطينية، إنها تدرس تقديم شكوى لدى المحكمة الجنائية الدولية ضد فريدمان بعد التحقق من إن كان كلامه يرتقي لدرجة تقديم الشكوى لما يرتكبه من تصريحات وأفعال ومحاولات لفرض رؤيته، وهو ما يدلل على خطورته على السلم والأمن في المنطقة، وتعريضه الشعب الفلسطيني لعديد المخاطر والمؤامرات.
وأضافت الخارجية أن تصريحات فريدمان تعد امتدادا لسياسة الإدارة الأمريكية المنحازة بشكل كامل للاحتلال وسياساته الاستعمارية التوسعية، متسائلة: "بأي منطق يعتقد فريدمان أن من حق إسرائيل ضم أجزاء من الضفة الغربية لها؟"، معتبرة أن تصريحاته متنتقضة للقانون الدولى الذي يمنع ضم الأرض بالقوة.
وأعربت الخارجية الفلسطينية عن استغرابها من كيفية تمرير مراسل صحيفة "نيويورك تايمز" هذا الكلام الخطير دون أية علامة استفهام أو استفسار أو تعمق في فهم مضامين مثل تلك الإجابة، وقالت : "إن ما يلفت النظر فى كلام المستوطن فريدمان أنه حريص على تحسين نوعية حياة الفلسطينيين تحت الاحتلال، من خلال توفير أموال عربية وغير عربية لدعم المشاريع المشتركة للغرفة التجارية الفلسطينية الإسرائيلية الاستيطانية المشتركة التي اهتم فريدمان شخصيا بتأسيسها لتكون عنوان التعايش تحت الاحتلال، في الوقت الذي جاهد من أجل قطع كامل المساعدات الأمريكية عن الشعب الفلسطيني ومؤسساته الخدماتية وبناه التحتية من مستشفيات وطرق، فكيف يلتقي قاطع المساعدات المباشرة مع من يطالب بتوفير الدعم المالي للتنمية الاقتصادية بمفهوم استيطاني كولونيالي؟ ومن هو لينتقد ملف حقوق الإنسان في فلسطين، بينما يشجع المستوطنين ودولتهم على الاعتداء على أملاك الشعب الفلسطيني والتعدي على حرياته الأساسية من تعليم وحرية عبادة وحركة وعمل وتنقل، الخ".
وزير الخارجية الفلسطينى رياض المالكى
من جانبه، قال المتحدث باسم الحكومة الفلسطينية إبراهيم ملحم، إن تصريحات فريدمان الخارجة عن الشرعية الدولية، والداعمة للسياسات الإسرائيلية تؤكد أنه سفير للاستيطان ولمواصلة العدوان على الشعب الفلسطيني وحقوقه التي أقرتها الشرعية الدولية، وفي مقدمتها حقه في تقرير مصيره، وإقامة دولته المستقلة على حدود الرابع من يونيو عام 1967 بعاصمتها القدس الشرقية".
وأضاف ملحم أن تصريحات فريدمان تعكس حجم الارتهان الأمريكي لنوازع الغطرسة، وشهوة التوسع الإسرائيلية، وتعكس بالمقابل حجم الفضيحة للدولة العظمى التي ترهن سياستها الخارجية بأيدي مجموعة من أولئك الذين لم يبلغوا بعد سن الرشد السياسى، وتنال من هيبة الدولة العظمى أكثر مما تنال من رصيد الهواة من تجار العقارات والصفقات الطارئين على العمل السياسى.
حنان عشراوى
في السياق نفسه ، استنكرت عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية حنان عشراوي، تصريحات فريدمان وتحريضه المباشر ضد الشعب الفلسطيني، ووصفت ما جاء على لسانه بـ "الكذب والحقائق المشوهة" بهدف تبرير جرائم إسرائيل.
وأضافت حنان عشراوى أن تزوير فريدمان للحقائق وتبريره المسبق لضم إسرائيل للأراضى الفلسطينية امتداد للنهج العدواني لهذه الإدارة - في إشارة للإدارة الأمريكية - وما إلقاء اللوم على الفلسطينيين والادعاء بوجود أغلبية فلسطينية صامتة تؤيد سياسات الإدارة الأمريكية الحالية إلا محاولة بائسة لاستحضار الأوهام وتبرير الإجرام وهو مرفوض جملة وتفصيلا .