أسباب عديدة جعلت مسألة انضمام تركيا إلى الاتحاد الأوروبى أمرا مستحيلا ، فى ظل أجواء القمع التى يمارسها النظام التركى ضد شعبه، فقد لا تنتهى محاولات أردوغان لاسترضاء الغرب، إلا أنه من الواضح وجود أزمة كبيرة بين الاتحاد الأوروبى وتركيا خلال الآونة الأخيرة، ويعزى ذلك إلى سياسات أنقرة حاليا، والتى وصلت إلى حد غير مأسوف عليه خاصة فى السنوات القليلة الماضية بعد تردى أوضاع حقوق الإنسان وديكتاتورية الحاكم وتراجع أداء الاقتصاد.
فى هذا السياق سلطت صحيفة زمان التركية التابعة للمعارضة الضوء على الأزمة بين الاتحاد الأوروبى وتركيا، مؤكدة أن من ضمن أسباب الأزمة، سوء العلاقات بين حليف أوروبا "أمريكا" وأردوغان إلى جانب مشاكله مع بلجيكا على وجه الخصوص، موضحة أن سياسات الرئيس التركى ألقت بظلالها على سوء العلاقات مع الاتحاد الأوروبى ليزداد التكتل ضد أردوغان رغم ما يعلنه أردوغان من سياسات تجميلية فى القضاء وتخفيف المحاكمات فى حين لا تزال أوضاع حقوق الإنسان سيئة إلى درجة لا ترضى المفوضية العليا للاتحاد الأوروبى.
ولفتت الصحيفة، إلى أن خطاب تركيا مخيب للآمال داخل أوروبا، كما أنه فشل فى الرد على اتهاماتها فى باتت مفاوضات انضمام تركيا إلى عضوية الاتحاد الأوروبي فى خطر شديد، وربما حكم عليها بالإعدام للأبد.
وفى إطار متصل ألغيت مناظرة كانت مقرر إجرائها بين مرشح المعارضة التركية فى مدينة إسطنبول ومرشح حزب العدالة والتنمية الذى يتزعمه رجب طيب أردوغان، بسبب الإجراءات التى اتخذها الرئيس التركى لمنع تلك المناظرة.
ونقلت صحيفة "زمان"، عن الصحفي التركى، أوغور دوندار، إعلانه تراجعه عن إدارة مناظرة بين مرشح حزب العدالة والتنمية لرئاسة بلدية إسطنبول، بن علي يلدريم، ورئيس بلدية إسطنبول المنتخب بحسب نتائج الجولة الأولى، أكرم إمام أوغلو، بعد إقدام نظام أردوغان على تحضيرات قد تلحق ضررًا بالديمقراطية في تركيا.
وأوضح أوغور دوندار، أن إجماع يلدريم وإمام أوغلو عليه لإدارة المناظرة المفتوحة بينهما قبيل الانتخابات المحلية بمثابة أحد الأوسمة المعنوية على مدار مسيرته المهنية التي يواصلها بفخر وشرف منذ 50 عاما، ولكنه لن يدير المناظرة المفتوحة، متابعا: انطلاقا من مسؤوليتي تجاه نفسي ومجتمعي ليس لدى أدنى شك أننى لن أحيد شبرا واحدا عن ميزان العدل خلال هذه المناظرة، وعلى الرغم من ذلك أرى أنه تم اتخاذ سلسلة إجراءات تركية قد تلحق ضررا بالمرشحين معًا والديمقراطية في البلاد عن طريق استغلال إدارتي للمناظرة.
من جانبه أكد محمد عبد النعيم رئيس المنظمة المتحدة الوطنية لحقوق الانسان أن الانتهاكات والجرائم التي وقعت في تركيا فاقت جرائم العالم وتمثل أرقام قياسية، وسط استنكار المجتمع الدولى، لافتا إلى أن الأزمة التركية ستسمر وسيظل النظام التركى يكمم الأفواه ويباشر اعتقالاته العشوائية والعدائية لشعبه.
وأضاف عبد النعيم، أن النظام التركى لاحق القضاة والصحفيين وغيرهم من كبارة قادة الجيش والشرطة والمسئولين، واعتقل الآلاف فهل نسمع الإخوان الإرهابية مجددا تتحدث عن حرية أو عدالة داخل تركيا.
ولفت "عبد النعيم"، إلى أن الاتحاد الأوروبى رفض دخول تركيا بسبب تلك الانتهاكات والتقرير والإعداد لحالات الاعتقال العشوائية والسقطات التى يقوم بها أردوغان، فى حين صمتت منظمة هيومان رايتس واتش أنها وغضت الطرف عن هذه الجرائم ولَم نسمع منها كلمة واحدة توثق جرائم السلطة التركية بالرغم من اعتقال الأخيرة لمندوبيها.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة