يجلس أمام منزله بمركز قوص شمال محافظة قنا، بينما أكوام القطن الأبيض تحيط به من كل جانب، حاملاً عصا من الجريد، وأدوات يدوية ليقوم بضرب المراتب المعبأة من القطن، ورغم مشقة المهنة لكنه يواصل عمله، محافظاً دون أن يمل على إرث والده من مهنة المنجد محاولاً إحياء تلك المهنة التى تواجه الاندثار بسبب ارتفاع أسعار القطن وعزوف الزبائن لشراء المراتب الجاهزة.
محمود العبد يبلغ من العمر 50 عاماً يعيش فى مركز قوص جنوب محافظة قنا، يحمل فى يديه أدوات التنجيد، وبجواره أجولة القطن بمختلف مستوياته فهناك القطن المستورد، والقطن المصرى الذى يتميز بالجوده والخامة القوية، يجند المراتب والمخدات الأفرنجى، والبلدى رافضاً التخلى عن فكرة الاتجاه إلى بيع المراتب الأفرنجى.
وقال "العبد" : "مرت مراحل التنجيد بعدة تطورات مختلفة، وخاصة فى مصر مع ارتفاع ثمن القطن المصرى، وكان المصريون لا يعرفون شيئا عن التنجيد الحديث والمتمثل فى شراء المراتب الجاهزة، وانحسر استخدام القطن على طبقة معينة، ولكن هناك طبقات فقيرة رفضت التخلى عن تنجيد القطن واستخدامه فى أثاث المنزل نظراً للقيمة التى يتميز بها عن الفايبر والمراتب السوست".
وأضاف: "تأثرت مهنة المنجد كثيراً خاصة مع عزوف المصريين عن شراء القطن وتنجيد جميع غرف المنزل من القطن والذى يباع بالقنطار، وارتفاع تكلفته وتردى الظروف الاجتماعية جعل الإقبال على شراء المراتب حتى وإن كانت رديئة فى أسعارها تبدأ من 500 جنيه وتصل إلى ألف ، متسائلا: "مين هينجد فى الظروف دى للى سعر القطن تجاوز فيه 2300 جنيه".
وتابع حديثه: "رغم الظروف الذى تعرض لها كل صنايعية التنجيد وانحسار المهنة وتراجع دورها فى سوق العمل لكن هناك زبائن لا يقبلون على شراء المراتب حتى لو وصل سعر القطنار 5 آلاف جنيه، فى المرتبة المصنعة من القطن لها عدة مميزات تختلف عن المراتب الجاهزة، والوجهاء من القبائل والعائلات الكبرى فى الصعيد يفضلون تنجيد القطن والأطباء يوصون به للمرضى الذين يعانون من آلام الظهر والفقرات".
واختتم: "فى ناس أدركت قيمة التنجيد القطن لأن المراتب الإسفنج لا تدوم، وتعرض السوست الموجودة بها للتلف، وهناك زبائن عادوا مرة أخرى بعدما عرفوا قيمة تنجيد المراتب والمخدات بالقطن فمهما تطورت الصناعات الآلية، يظل القطن هو الأصل والباقى تقليد، ومراتب التنجيد تستغرق وقتًا طويلًا لذلك تجدها متماسكة لكن الجاهز ظهرت له عيوب فى الصناعة والقطن يمكن إعادة تدويره مرة أخرى وتنجيده لكن المراتب الجاهزة استحالة إعادة تدويرها.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة