لم تتميز بلاد الحبشة فقط، بثقافتها الغنية، وطبيعتها الساحرة، وألوانها الممزوجة فى الموسيقى والغناء فحسب، بل انفردت أيضًا بطقوس وعادات للزواج تربط العلاقات بين المحبين للأبد، وفى العصر الحديث قرر العروسان الاحتفاظ ببعض العادات القديمة، ودمجها بالحديث، للخروج بزفاف يلفت أنظار العالم إليه.
تتزوج النساء من سن 18 و 19 ، بينما يتزوج الرجال عندما يكبرون ، بين 28 و 29 سنة.
وتشترك أغلب القبائل فى أثيوبيا فى بعض العادات التى يعد أبرزها اختيار فتاة من خارج العائلة، وآباء العروس والعريس مسؤولون عن ترتيب زواج أبنائهم، بمجرد أن تحدد عائلة الرجل فتاة، فإن والده يقترب من والد الفتاة بنية الشروع في عملية التوفيق والتودد، و في بعض الحالات، تستخدم العائلتان وسيطًا للمساعدة في تسهيل المفاوضات.
وتبدأ بعد ذلك مرحلة ما يسمى سفاح القربى، والتى تؤخذ على محمل الجد فى الثقافة الإثيوبية، ووفقًا لتقاليد الزواج فى إثيوبيا، فإن سفاح المحارم يستدعى تلقائيًا لعنة على الأسر المعنية بالزفاف، ويقوم الآباء بالتحقيق فى العلاقة بين العائلتين منذ خمسة أجيال للتأكد من عدم وجود علاقة دم.
وقبل الزفاف، تقضي العروس بعض الوقت في إعداد نفسها لمدة أسبوع من احتفالات الزفاف، و يتم إرسال خبراء التجميل لتزيين راحة اليد والقدمين والأظافر بالحناء.
الزواج فى اثيوبيا
وتأتى عادة الـ Telosh بعد ذلك وهو الأمر الذى يقام قبل يومين من حفل الزفاف، حيث يقدم العريس وعائلته هدايا للعروس، وعادة ما يكون ثوب الزفاف أو المجوهرات، ثم يقدم بقية الناس هداياهم للعروس، وبعدها يتناول كل شخص حاضر العشاء.
وفي اليوم الذى يذهب فيه العريس لأخذ العروس، يذهب جميع أفراد أسرتها خارج المنزل ويغنون أغنية تقليدية تقول إنهم لن يسمحوا لأي شخص بالدخول، و يجب على العريس التسول حتى توافق عائلة العروس على دخوله، ثم يقدم لها الورود، و تقبل منه الزهور بقبلة ، ثم يرافقهم الأصدقاء والأقارب إلى سيارة الزفاف.
جلد السيدات
وفي يوم الزفاف، يتم إجراء حفل الطهارة، تصنع "كيشارة" من واحد أو اثنين من الأسلاك المطلية باللون الأبيض ترمز إلى نقاء العريس، والحمرة ترمز إلى عذرية العروس، ويتم وضعه على قدمي العريس بواسطة الحاخام، الذى يسحبه حتى رأسه ثم يربطه حول جبهة العريس.
ومن أكثر تقاليد الزفاف في إثيوبيا شعبية وشهرة هو تقبيل الركبة، ففي القاعة التي من المقرر أن يقام فيها حفل الزفاف، يجلس أجداد العروس والعريس، جنبًا إلى جنب مع كبار السن من العائلة الممتدة، وينتظرون وصول أحفادهم، عندما يصل الزوجان إلى القاعة، يسيران إلى أفراد الأسرة المسنين ويعبرون عن امتنانهم وشكرهم لهم بتقبيل ركبهم، و في المقابل، يعطي الأجداد الزوجين بركاتهما، إذا كان الوالدان جالسين في مكان قريب، فإنهما يباركان الزوجين أيضًا.
وفى اليوم الثانى للزفاف يقام احتفال فى المساء أو فى الليل يرتدى المتزوجون حديثاً الزى التقليدى الذى يدعى Kaba ويذهبون إلى المكان الذي يقيم فيه آباءهم هذا الحدث، وتمر العائلة ببرنامج تقطيع الخبز التقليدى، وبعد قطع الخبز، تمنح والدة العروس ابنتها لقبًا سيستخدمه الجميع في ذكرى حفل الزفاف.
أما اليوم الثالث بعد حفل الزفاف، يعقد والدا العروسين اجتماعًا معًا لجميع الأصدقاء والعائلة الذين لم يتمكنوا من حضور حفل الزفاف، ويتم اختيار مكان هذا الحدث من قبل والدى المتزوجين، و يهنئ الوالدان أبنائهما ويباركانهما، حيث يودعونهما.
وبعد الزفاف ، يأخذ العريس عروسه الجديدة إلى منزل والديه، بينما هناك يجب عليه أن يأخذ عذرية العروس فى غضون ثلاثة أيام، تتطلب تقاليد الزواج في إثيوبيا أن يقضي المتزوجون حديثًا شهر العسل فى منزل والدى العريس لمدة تتراوح بين أسبوع وثلاثة أسابيع، ولا يسمح للعروس بمغادرة المنزل في النهار خلال هذه الفترة.
وبعد انتهاء فترة شهر العسل، يعود المتزوجون الجدد إلى منزل والدى العروس لفترة محددة، يرافقهم أفضل رجل من أهل العريس.
وفي حفل الزفاف، تفضل العرائس الأثيوبيات ارتداء ثوب زفاف أبيض، بينما يرتدي العريس بدلة، ومع ذلك ، يرتدي الزوجان ملابس تقليدية في احتفالات اليوم الثانى والثالث.
ومن واجبات العريس لحظة إعلان خطوبته أن يكون في خدمة والد العروس دائماً، فيساعده مثلاً في الزراعة والرعي، أما عن مائدة الزفاف، فتقدم للحاضرين على طاولات خاصة، على أن لا يأكل العريس إلا من مائدة أعدّتها والدة العروس بنفسها كدليل على رضاها عنه، كما تقدّم له إناءً من اللبن ليشرب وأصدقاؤه منه، ويمنح هو في المقابل عمة العروس وخالتها هدية من المال.
وهناك بعض القبائل فى إثيوبيا مازالت تحتفظ ببعض العادات القديمة، وهى قبيلة “حمر”، حيث تقوم النساء بالنفخ في الأبواق والغناء ليعبرن عن حبهن لرجالهن عن طريق التوسل لجلدهن، تعبيراً عن استعدادهن للتضحية من أجلهم.
والتقط المصور البريطاني جيريمي هانتر، صوراً لهذا التقليد الذي يُعرف بـ”أوكولي بولا” الشعائري الغريب، والذي تجلد فيه النساء للدلالة على أن الشاب أصبح رجلاً، ويُسمح له بالزواج.
ولتخفيف آثار الجلد والضرب على سيدات القبيلة، تدهن أجسادهن بالزُبد وبعد إتمام عملية الجلد وإتمام عقد القران، بالنسبة للمتزوجين حديثاً تطلب المرأة أي شيء ترغب فيه أو تشتهيه وعلى زوجها أن ينفذ رغباتها وألا يتذمر.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة