استنكر الأزهر الشريف وإمامه الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر، التصريحات التى نشرتها الجاردين الإنجليزية على لسان أون سان سو تشي رئيسة ميانمار، وفيكتور أوربان رئيس وزراء المجر، والتى أعربا فيها عن قلقهما بشأن تزايد أعداد السكان المسلمين فى المجر وميانمار، وأكدا أن ملف الهجرة يعد من أكبر التحديات التي تواجه أوروبا وجنوب شرق آسيا فى الوقت الراهن.
وأكد الأزهر أن مثل هذه التصريحات تعيد عالمنا إلى تاريخ سابق انتشرت فيه الشمولية والاحتكار الدينى بسبب ظاهرة "التعصب والاضطهاد الدينى"، إلى أن ظهر مصطلح "الحرية الدينية" مؤخرا فى قاموس السياسة الدولية، مشددا على ضرورة الالتزام بالإعلان الدولى لحقوق الانسان الذى ظهر عام 1948، الذى يكفل للجميع حق اعتناق الأديان وممارسة الشعائر الدينية ونبذ الاضطهاد الدينى واحترام الأقليات الدينية، وكان بمثابة الميثاق الدولى للحرية الدينية، وألزم كافة الدول بحماية حقوق الانسان والتى من بينها حرية الأديان.
كما أكد الأزهر على ضرورة احترام الحريات التى كفلتها الدساتير للاجئين والمهاجرين، وحقهم فى التمتع بالحماية لحقوقهم الإنسانية واحترامها، بغض النظر عن وضعهم في البلدان التي انتقلوا إليها، ويناشد الأزهر الحكومات أن تحمي جميع المهاجرين من العنف العنصرى، ومن الاستغلال وعمل السخرة، واحتجازهم أو إعادتهم قسراً إلى بلدانهم، إلا لأسباب مشروعة تنظمها الدساتير الدولية.
وطالب الأزهر الشريف المؤسسات الدولية بتأدية دورها فى حماية الحقوق الدينية، وإيجاد حل حاسم لعلاج التفاوت الملحوظ بين ما تنص عليه الدساتير المحلية والدولية، وبين ما تقوم به بعض الحكومات على أرض الواقع، مشيرا أنه على الرغم من أن أكثر من 90% من دساتير الدول تحوى بنودا لتأمين وحماية الحرية الدينية، إلا أن هناك بعض الدول لا زالت تقيد من تلك الحريات.