تمر اليوم الذكرى السابعة على رحيل المفكر والفيلسوف الفرنسى المسلم روجيه جارودى، أو رجاء جارودى، إذ رحل فى 13 يونيو عام 2012، عن عمر ناهز 99 عاما، وهو فيلسوف وكاتب فرنسي اعتنق الإسلام سنة 1982.
وبحسب كتاب "أضواء على شخصيات إسلامية متميزة" للمؤلف على القاضى، فإن روجيه جارودى، دخل الإسلام عن اقتناع بعد دراسة طويلة للإسلام وللفلسفات الغربية وللأديان المختلفة وهو يحذر الغرب مما يدبره للإسلام وللمسلمين فى جميع البلاد، وكانت من أهم أقواله: "إن من أهم ما قام به الغرب فى البلاد الإسلامية محاولة إدخال المسلمين فى الأكفار الغربية، وقد نجح ذلك إلى حد كبير، وكان من نتائج ذلك أن أصبح الكثيرون من أبناء المسلمين يتحدثون بلسانه".
فى 2 يوليو 1982 أشهر جارودى إسلامه، فى المركز الإسلامى فى جنيف، وكتب بالمناسبة كتابيه "وعود الإسلام" و"الإسلام يسكن مستقبلنا". عرف الجمهور العربى والإسلامى جارودى لأول مرة بهذه المناسبة، فسطع نجمه فى المؤتمرات والندوات وضيفاً فى المنتديات.
حاول جارودى فى أعماله النظرية المتنوعة أن يترجم القلق الإنسانى المستمر الذى دفعه تدريجيًا إلى تناول قضية الحياة فى مجتمع مثالى (اليوتوبيا). صار واحدا من دعاة حوار الأديان السماوية ووحدتها مع إيمانه بأن الإسلام هو دين المستقبل، وهو عنوان كتاب له قال فيه "أظهر الإسلام شمولية كبرى فى استيعابه لسائر الشعوب ذات الديانات المختلفة، فقد كان أكثر الأديان شمولية فى استقباله للناس الذين يؤمنون بالتوحيد، وكان فى قبوله لأتباع هذه الديانات فى داره منفتحا على ثقافاتهم وحضاراتهم".
ناصر قضايا عربية وإسلامية كقضية فلسطين، وواجه الصهيونية بشراسة خاصة بعد مجزرة صابرا وشاتيلا فى لبنان عام 1982، حيث أصدر بيان إدانة لها وقعه معه الأب ميشيل لولون، والقس إيتان ماتيو، ونشر فى جريدة لوموند الفرنسية يوم 17 يونيو من العام نفسه بعنوان "معنى العدوان الإسرائيلى بعد مجازر لبنان".
شكك فى الرواية الصهيونية للهولوكوست، فحكمت عليه محكمة فرنسية عام 1998 بالسجن سنة مع وقف التنفيذ، وغرمته 120 ألف فرنك فرنسى (50 ألف دولار)، متهمة إياه بالعنصرية، وبإنكار جرائم ضد الإنسانية.
ألف غارودى عشرات الكتب، وكانت البداية برواية "البارحة واليوم" عام 1945، ثم كتاب "الشيوعية ونهضة الثقافة الفرنسية". ومن أشهر كتبه "الأساطير المؤسسة للسياسة الإسرائيلية"، و"فلسطين أرض الرسالات السماوية"، و"الأصوليات المعاصرة: أسبابها ومظاهرها"، و"محاكمة الصهيونية الإسرائيلية"، و"الولايات المتحدة طليعة الانحطاط"، و"كيف نصنع المستقبل؟"، و"الإسلام وأزمة الغرب"، و"الإرهاب الغربي"، و"المسجد مرآة الإسلام".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة