دراسات علمية كثيرة أثبتت أن متوسط عمر الإنسان هو 70 عاما من الناحية العلمية، أما من الناحية الدينية فإن هناك حديثا للنبي الكريم يعلن فيه أن أعمار الأمة ما بين الـ 60 والـ 70، وهو ما أدى فى النهاية إلى ظاهرة "المعمرين" والمقصود به كل من تجاوز المائة عام، وفي الآونة الأخيرة انتشرت ظاهرة المعمرين فى كل دول العالم حتى باتوا ضمن ظواهر المجتمع حيث يهتم الجمهور بأخبارهم وإجراء لقاءات صحفية معهم.
و يرصد "اليوم السابع" في هذا التقرير حياة الحاجة سرية حسن سرو، ابنة قرية تل بنى تميم التابعة لمركز ومدينة شبين القناطر بالقليوبية، وصاحبة الـ 105 عاما، وتأثير هذا العمر عليها وعلى أسرتها، وسر العادات التي لا زالت تتمسك بها، وموقفها مع أحفادها وأبنائها، وسر مرور المواقف عليها ومشاركة أبنائها فى الحروب التى دخلتها مصر فى عصرها المعاصر.
فى البداية، قالت سرية حسن سرو، صاحبة الـ 105 عاما، والتى ولدت فى عام 1914، إنها منذ ولادتها ظلت فى قرية تل بنى تميم التابعة لمركز ومدينة شبين القناطر، وتزوجت ابن عمها، وهى ابنة الـ 19 عاما، وأنجبت منه 5 أولاد و3 بنات، وظلا سويا إلى أن توفى زوجها في عام 1995م، وخلال كل هذه المدة حملت ذكريات لازالت محفورة في ذهنها حتى الآن، إلى جانب بعض الأعمال التى تولتها بعد وفاته حتى الآن مع الجميع كبار قبل الصغار.
وأضافت الحاجة "سرية" لـ "اليوم السابع"، التحق ولدي الكبيران بالقوات المسلحة قبل عام 1950، وظل أحدهما طيلة 17 عام، والآخر كان متطوعا، قائلة "بعد التحاق ولدي الكبيران بالقوات المسلحة في عام 1950، انطلقت ثورة 23 يونيو، وكنت خائفة جدا عليهما، وكنت بدعى أنا وأبوهم لهم فى كل صلاة وكل وقت، إلى أن مرت الحرب، وبعدها انطلقت حرب 1967، وكنا عايشين جو الحرب في البلد من الدوريات اللي كانت بطفي النور، ويقولوا لنا طفى النور يا ولية إحنا عساكر دورية".
وتابعت:"قامت ثورة 1919 وكان عندى 5 سنوات، وستات البلد كانوا نفسهم يروحوا يشاركوا فيها، ويساعدوا فى الدور الوطني الكبير، بس ساعتها كنت لسه بلعب في الشارع مع البنات اللى من سني، وزوجي بعد كدا صمم إننا كلنا نفضل فى بيت واحد، لحد ما مات، وبعد كدا 3 من اولادي اشتروا بيوت بره وقعدوا هناك، وهما الـ 3 ماتوا، لكن أولادهم وأحفادهم بيزوروني على طول، وخاصة في المناسبات والأعياد".
وأوضحت، "في ليلة زواجى أتزينت في بيت أبويا، وجه زوجي وأخذنى في الهودج على ظهر الجمل، وكانت الدنيا مش سيعانى، وفضل ظهرى وسندى لحد ما مات، وورثت منه تسليم العيدية لأولادى وأحفادي وأبناء أحفادى، ولازم كلهم ييجوا ياخدوا العيدية بدءا من الـ 5 جنيهات لأبناء الأحفاد، وحتى الـ 100 جنيه لأولادى وبناتي، ولازم الكل ياخذ العيدية، ومفيش حاجة اسمها كبر".
والتقط أطراف الحديث نجلها الأصغر الحاج عبد الله محمود حسين شعلان، صاحب الـ 65 عاما، أن الحاجة "سرية" لديها ما يقرب من 85 حفيد، وتصر دائما على تواجدهم جميعا في المناسبات والأعياد لتسليمهم العيدية التى أورثها إياها والده الراحل، مشيرا إلى أن حياتها حاليا تقضى يومين نائمة واليوم الثالث بينهم، مشيرا إلى أنها لازالت تحتفظ بالعديد من الذكريات وترددها بينها وبين نفسها، وتحكى لنا العديد من المواقف.
وأكد الحاج عبد الله، أن والدته لها مقولة دائما ما ترددها للجميع وهي "سيرة الإنسان أطول من عمره مهما طال"، ودائما ما تحكى لهم قصص وعظ لود الأقارب حتى ولو كانت هناك خلافات، ودائما ما كانت تساند زوجات أبنائها فى أعمال المنزل إلى أن ضعف جسدها ولا تصبح قادرة على العمل بجوارهم، لكنها تتابعهم فى كل الأعمال.
كما التقطت أطراف الحوار، إحدى زوجات أبنائها، مؤكدة أن الحاجة "سرية" دائما ما كانت تقف بجوارهم في العمل، موضحة "عمرها ما عاشت علينا دور الحما، وكان على طول ايدها بايدينا، وشغالة معانا، وتقولنا كله بيبقى سلف ودين واللى هعمله النهاردة هيعود على بناتي بالخير، ودايما واقفة في ظهرنا حتى لو ضد أبنائها، وبتعاملنا دايما أحسن من بناتها".
أكبر معمرة بالقليوبية
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة