فى ذكرى رحيله.. لماذا كره الجنرال كليبر البقاء فى مصر؟

الجمعة، 14 يونيو 2019 06:30 م
فى ذكرى رحيله.. لماذا كره الجنرال كليبر البقاء فى مصر؟ اغتيال كليبر على يد سليمان الحلبى
كتب محمد عبد الرحمن

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
تمر اليوم الذكرى الـ219، على رحيل الجنرال الفرنسى جان باتيست كليبر، قائد الحملة الفرنسية فى مصر بعد مغادرة نابليون، وذلك بعدما اغتيل طعنا على يد سليمان الحلبى 14 يونيو 1800م.
 
ودفن فى حديقة قصره بالقاهرة ثم حملت جثته عند خروج الجيش الفرنسى من مصر ليدفن فى فرنسا كما ذكر فى وصيته وذلك عام 1801م.
 
ولعل الجنرال الفرنسى قبل رحيله ينوى الخروج الآمن من مصر، وكان يرفض البقاء وذلك لعدة أسباب منها سوء أحوال مصر الاقتصادية، انخفاض الروح المعنوية لجنود الحملة، محاصرة الإنجليز لشواطئ مصر الشمالية، كثرة ثورات المصريين ضد الحملة، تحالف إنجلترا وروسيا ودولة الخلافة العثمانية ضد فرنسا.
 
وبحسب كتاب " بناء الدولة الحديثة فى مصر" للدكتور عبد الغفار محمد، يرى المؤرخون أن كليبر كان ناقما على خروج نابليون إلى مصر، وذلك لأنه كان يرى فشل الحملة، ثانيا لأنه كان يكره الإقامة فى مصر كسائر الفرنسيين، وكان يرى أنهم الأفضل.
 
ويوضح كتاب "العالم العربى فى التاريخ الحديث" للدكتور إسماعيل أحمد ياغى، الأوضاع التى وجد عليها كليبر البلاد بعد رحيل نابليون وانفراده بقيادة الحملة، حيث وجد الجيش الفرنسى مقسما إلى ثلاثة أحزاب، الأول هو الحزب الاستعمارى الذى يتزعمه مينو – القائد الثالث للحملة بعد كليبر "يعتقد أنه اسلم وتزوج من مصرية"، وهو الحزب الذى يرفض الجلاء ويصر على بقاء مصر كمستعمرة فرنسية ويرى أن تشكيل سياسة الحملة على أساس الاستقرار والبقاء على ضفاف النيل، والثانى هو الحزب المتمرد أو الساخط على بقاء الحملة فى مصر بزعامة كليبر نفسه، والذى كان يرى أن الفشل حل بالحملة فعلا منذ موقعة أبى قير البحرية.
 
 وبعد رحيل بونابرت إلى فرنسا قوى شأن هذا الحزب لعاملين أولهما اعتبار رحيل بونابرت دليل تأزم الموقف بالنسبة للحملة، وثانيهما تولى زعيم الحزب وهو كليبر القيادة العامة للحملة، ويذكر أن أفراد هذا الحزب أخذوا يحملون على بونابرت بعد رحيله ويرددون بأن رحيله لم يكن بقصد إنقاذ فرنسا بقدر ما كان هروبا من المعركة فى مصر، فبونابرت بذلك قد تخلى عن مسئوليته وعن شرفه العسكرى ويجب محاكمته.
 
أما الحزب الثالث فكان يرى أنه لا ينبغى على الفرنسيين أن يتركوا مصر إلا إذا أرغموا على ذلك أو أجبرتهم المصلحة الوطنية على التضحية، كأن تهزم فرنسا فى أوروبا ويصبح التخلى عن مصر بمثابة الثمن الذى يدفعه الفرنسيون نظير الصلح العام فى أوروبا، وكان ديزيه على رأس هذا الحزب.
 
ولعل الأسباب السابقة هى التى ساعدت كليبر على توقيع اتفاقية العريش، والتى كان يفترض بمقتضاها أن ترحل القوات الفرنسية عن مصر بكامل أسلحتها وعتادها، لكن خوف كليبر من عدم تنفيذ بنود الاتفاقية واتفاق انجلترا مع الدولة العثمانية ضد أوقف تلك الاتفاقية، حتى اغتيل الأخير على يد سليمان الحلبى فى مثل هذا اليوم، بعدما قتل العديد من المصريين أثناء صده لثورة القاهرة الثانية.









مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة