القارئ أحمد صالح أحمد يكتب: تركيا بين الغضب الأمريكى أو الروسى

السبت، 15 يونيو 2019 02:00 م
القارئ أحمد صالح أحمد  يكتب: تركيا بين الغضب الأمريكى أو الروسى أردوغان

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

فى عالم السياسة المراوغة فن وتبديل المواقف والخصوم لاقتناص المصالح يحتاج للتوقيت المناسب، ولأسباب لها وجاهتها الأخلاقية قبل السياسية، أما التقلب  الدائم بين محور الحلفاء والأعداء  فإنه يفقد الدول مصداقيتها وهيبتها ويضعف الثقة فى القائمين عليها، فالقيادة السياسية مثل التاجر الذى يحتاج دوما للسمعة الحسنة حتى وإن كان  ما خفى غير ذلك.

أمهلت الولايات المتحدة الأمريكية الدولة التركية حتى نهاية شهر يوليو لاتخاذ قرارها  بالعدول عن صفقة شرائها لمنظومة الصواريخ الروسية الصنع (إس 400) وهددت بعقوبات اقتصادية  كبيرة وأخرى عسكرية تتمثل فى إلغاء بيع صواريخ الباتريوت الى تطالب بها تركيا منذ فترة مع حرمانها من صفقة شراء  عدد كبير من الطائرات الأمريكية ( إف 35 )والسابق تعاقد الطرفين عليها مع طرد المتدربين   الحاليين من الطيارين الأتراك  على  قيادتها ، أما السبب فى ذلك فهو يرجع لمسئولى وزارة الدفاع الأمريكية الذين يرون استحالة  الجمع بين امتلاك الحليف التركى لهذه  النوعية من الطائرات الحديثة  وبين الصواريخ الروسية المتعاقد عليها مؤخرا (إس400)وذلك خشية اختراق لسرية صناعتها وإفشاء لخصوصياتها حيث إنه من الصعب  رصدها على الرادارات  ولذلك تسمى (الشبح) ولا  يشك الأمريكان أن روسيا (الخصم اللدود لها) سوف تتأخر فى فعل ذلك بل أنة البعض  منهم ذهب لان بيع الطائرة للأتراك مع  حصولهم على الصواريخ الروسية يمثل قيام  الولايات المتحدة  بوضع  طائرتها بمطار  روسى  وتركها.

للإنصاف، فإنه من حق أى دولة  تنويع مصادر السلاح لديها وامتلاك الوسائل الدفاعية اللازمة لتأمين حدودها  ولكن هناك عائقا  كبيرا لدى  تركيا قبلته وأقرته سابقا وعليها التحلل منه حتى تحصل على ما  تريد وهو اشتراكها فى حلف شمال الأطلسى (الناتو) وهو منظمة عسكرية  يشترك فيها عدد كبير من الدول من أوربا الغربية وأمريكا، وقد تأسست لمواجهة خطر الاتحاد السوفيتى وقت الحرب الباردة (1949) والذى قام فيما بعد بالرد على تلك الخطوة بتأسيس حلف وارسو (المنحل) بالإشتراط أيضا مع بعض الدول من أوربا الشرقية  ولأن روسيا هى امتداد الاتحاد  السوفيتى المتفكك  عام 1991 فإن  مخاوف أوروبا الغربية وأمريكا مشروعة  من هذه المنظومة الصاروخية   خاصة وأنها متطورة للغاية فهى متطورة للغاية تتحول للوضع القتالى فى خمس دقائق فقط وتصيب 36 هدفا مجتمعا، غير انها قادرة على رصد اهدافها على بعد ستمائة  كم -وتدمرها على بعد300 كم- ومن المؤكد أن الخفايا والإمكانات والتحكم بها يخضع لدولة الصنع   الروسية  العدو التقليدى  لحلف شمال الأطلسى.

أصبح التهديد والعداء واضحا بين تركيا (أردوغان) وأمريكا  رغم الحذر الدبلوماسى فهل يستكمل الرئيس التركى رجب طيب أردوغان  شراء المنظومة الصاروخية ويبدأ رحلة الانفصال والخروج من  حلف الناتو ومعاداة امريكا؟ أم أنه يخضع للتهديدات؟  شخصيا  أرى أنه تاريخ الرجل يشى  بأنه قد يتراجع عن اتمام الصفقة الروسية كما فعل عندما أعاد القس الأمريكى لبلاده سابقا  بعد ضغوط كبيرة من الرئيس  ترامب  اثرت وقتها على العملة التركية .

وفى جميع الأحوال، فإن صاروخ روسى من هذه المنظومة انطلق قبل موعد تسليمه ليصيب العلاقات التركية الأمريكية وما قبل الاتفاق للحصول  عليها سيختلف  تماما عن ما بعدها بعد أن وضحت نوايا كل طرف، وتبقى الحكمة من هذا المشهد أنه على من لا يملك المهارة اللازمة للحصول  على كل شىء تجنب المغامرة لأنه قد يخسر كل شىء.










مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة