جاء الهجوم على ناقلتى نفط فى بحر عمان، الخميس الماضى، ليشكل تصعيدا كبير فى المشهد داخل المنطقة ويزيد التوتر القائم بين الولايات المتحدة وإيران. وذهبت وسائل اعلام أمريكية للإشارة إلى الوضع الحرج الذى يواجهه الرئيس الأمريكى دونالد ترامب بشأن الرد على التصعيد الإيرانى.
وأشارت صحيفة نيويورك تايمز، السبت، إلى أن إن توجيه وزير الخارجية مايك بومبيو الاتهام لإيران بالوقوف وراء الهجوم على ناقلتى النفط، من شأنه أن يجبر الرئيس ترامب على مواجهة خيار تجنبه حتى الآن: وهو عما إذا كان سيفى بتهديده بأن طهران "ستعاني كثيراً" إذا تعرضت المصالح الأمريكية للخطر.
ولعدة أسابيع، كان ترامب يحوم حول الأمر وذلك بإرسال حاملة طائرات، الشهر الماضى، إلى الخليج العربى ثم نأى بنفسه عن وجهات النظر المتشددة لمستشاره للأمن القومى، جون بولتون.
وفى الأسبوع الماضى، قال إنه منفتح على التفاوض مع القادة الإيرانيين بالطريقة التى تفاوض بها مع كوريا الشمالية.
ويوم الخميس، مع ظهور صور لدخان أسود من ناقلة اصطدمت بلغم، بدا ترامب يعكس مساره حيث نشر تغريدة قائلاً: "من السابق لأوانه التفكير فى عقد اتفاق .. إنهم ليسوا مستعدون، ولا نحن كذلك! ".
وتقول نيويورك تايمز إن مراوغة ترامب تعكس الانقسامات فى إدارته، التى لم تتوصل أبدًا إلى اتفاق على استراتيجية شاملة للتعامل مع إيران، خاصة بعد أن أضرت بوحدة الحلفاء الرئيسيين للولايات المتحدة، الذين انضموا إلى إدارة الرئيس السابق باراك أوباما لإجبار طهران على الانضمام إلى الاتفاق النووى فى يوليو 2015، وهو نفسه الاتفاق الذى انسحب منه ترامب العام الماضى.
والآن، وبينما يعمل إلى حد كبير بدون حلفاء، فإن ترامب يواجه إيران التى ذهبت لتصعيد الإنتاج النووى والرد على العقوبات التى أعاد البيت الأبيض فرضها، دون مسار دبلوماسى فى الأفق لتوجيه الخصمين القديمين بعيدًا عن المواجهة.
وقال وليام بيرنز، نائب وزير الخارجية السابق الذى افتتح المفاوضات مع إيران أثناء إدارة أوباما: "إذا كان الإيرانيون مسؤولون عن الهجمات على الناقلات فى الخليج، فهو أمر متهور وخطير".
وأضاف: "للأسف، هذا على الأقل جزئيًا نتيجة متوقعة لاستراتيجية الدبلوماسية القسرية الأمريكية التى تأخذ حتى الآن بكل أشكال الإكراه وليس الدبلوماسية".
وأشار إلى أن "الخطر يتمثل الآن فى أن يصبح المتشددين داخل كل من طهران وواشنطن عناصر تمكين متبادلة".
وأمام تصعيد المشهد واحتمالات دفع المتشددين فى البلدين نحو الحرب، يرفض الكونجرس الأمريكى التورط فى حرب جديدة فى المنطقة.
وذكرت صحيفة واشنطن بوست أنه وسط مخاوف من احتمالات بأن يضع ترامب، الأساس لحرب مع إيران، هناك موجة من المبادرات داخل الكونجرس لتقويضه.
وأشارت إلى أن معظم المساعى هذه يقودها الديمقراطيون القلقون من تحركات ترامب ضد طهران بداية من الأنسحاب من الاتفاق النووى الذى عقدته إدارة الرئيس السابق باراك اوباما، فى يوليو 2015، وتصنيف الحرس الثورى الإيرانى فى أبريل الماضى، بأنه جماعة إرهابية، فى حين أنه أعلن حالة الطوارئ لتسريع مبيعات أسلحة إلى السعودية، الخصم الإقليمى الرئيسى لإيران.
كما انضمت كوادلا من الجمهوريين، بما فى ذلك السيناتور تود سي يونج وراند بول ومايك لى وليندسي جراهام، والاخير حليف لترامب، إلى الجهود الساعية للحد من سلطة الرئيس، فى محاولة من الكونجرس لعرقلة ما يعتقدون أنه سيؤدى إلى تفاقم عدم الاستقرار الإقليمى، حتى لو كانوا يؤيدون موقف ترامب ضد إيران.
وتقول الصحيفة إن الاسبوعين المقبلين سيكونان منعرجين رئيسيين، على الأقل داخل الكونجرس، حيث أن المشرعين يدرسون عدة تحركات تعرقل التحركات الأخيرة للإدارة الأمريكية والتى من شأنها أن تؤثر على منطقة الخليج.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة