تنطلق بعد قليل مناظرة حاسمة بين مرشح المعارضة التركية أكرم إمام أوغلو، ومرشح حزب العدالة والتنمية بن على يلدريم، والتى من المتوقع أن تحسم اتجاهات التصويت فى انتخابات بلدية إسطنبول المقرر لها نهاية الشهر الجارى.
المناظرة تأتى بالتزامن مع استطلاعات رأى تفوق فيه مرشح المعارضة التركية على مرشح حزب أردوغان، حيث أعلن رئيس شركة سونار للدراسات، هاكان بيراكشى، نتيجة الدراسة التى أجريت حول انتخابات رئاسة بلدية إسطنبول أكدت تفوق أكرم إمام أوغلو على منافسه بن على يلدرم بفارق خمس نقاط.
وتواصل شركات الأبحاث بحسب صحيفة زمان التركية نشر نتائج استطلاعات الرأى الأخيرة التى أجرتها فيما يخص انتخابات رئاسة بلدية إسطنبول التى سيتم إعادتها فى 23 يونيو الجارى، ونشر بيراكشى نتائج الدراسة الأخيرة التى أجرتها شركته عبر حسابه بموقع التواصل الاجتماعى تويتر، وكشفت الدراسة عن حصول أكرم إمام أوغلو على 52.3% من الأصوات، بينما حصد بن على يلدرم 47% من دعم الناخبين.
وتعد هذه هى المناظرة السياسية الأولى التى تشهدها تركيا منذ نحو 20 عاما حسبما أشارت وسائل الأعلام التركية، ومن المقرر إذاعتها فى بث مشترك بين عدد كبير من الفضائيات التركية، كما سيتم إتاحة ترجمة للغة العربية واللغة الإنجليزية على بعض الشاشات.
وفرضت أجواء المناظرة سخونة شديدة على الأجواء المصاحبة لإعادة الانتخابات، حيث تداول المستخدمون لشبكات التواصل الاجتماعى صورة قديمة لأركان نجل بن على يلدريم مرشح حزب العدالة والتنمية الحاكم فى إسطنبول تم التقاطها له فى إحدى صالات القمار داخل كازينو بإندونسيا، قبل أيام من إعادة إجراء الانتخابات المقرر لها فى نهاية الشهر الجارى.
ونشطت هذه الصورة على شبكات التواصل الاجتماعى، عقب الجدل الذى تسبب فيه تصريحات بن على يلدريم التى تحدث فيها عن الخاتم الذى يرتديه، وقال إنه هدية من نجلى، الحجر الذى يحمله الخاتم تم اقتلاعه من حجر مقام إبراهيم بالكعبة، من دون تقديم أى عن معلومات عن كيفية اقتلاع حجر خاتمه من مقام إبراهيم الذى يتم الحفاظ عليه داخل قفص زجاجى، ومن أين حصل نجله على هذا الحجر.
من جانبه قال بشير عبد الفتاح الخبير فى الشئون التركية، إن المناظرة المرتقبة بين بن على يلدريم مرشح حزب العدالة والتنمية لرئاسة بلدية اسطنبول، وأكرم إمام اوغلو مرشح حزب الشعب الجمهورى ستنتهى لصالح الطرف الشاب الذى يمتلك الحيوية، ولديه موقف أقوى بكثير وهو أكرم إمام أوغلو.
وأكد أن كل المؤشرات تؤكد أن الشعب التركى مصر على معاقبة حزب العدالة والتنمية، بسبب اعتدائه على الديمقراطية، والضغوط التى مارسها على اللجنة العليا للانتخابات حتى يصدر قرار بإعادة الانتخابات مرة أخرى، مشيرا إلى أن المناظرات عادة تخدم الطرف الذى ليس لديه تجربة سابقة يحاسب عليها وهذا هو موقف أكرم إمام أوغلو.
وأوضح بشير عبد الفتاح أن أكرم إمام أوغلو أعلن أنه اكتشف فى 14 يوما فقط تولى فيها رئاسة بلدية إسطنبول مجموعة كبيرة من وقائع الفساد، إضافة إلى ملفات أخرى تجعل موقفه أقوى بكثير من بن على يلدريم، الذى خسر الجولة السابقة، وسبق أن خسر الانتخابات أيضا فى أزمير ولا يمتلك الكاريزما الشخصية لإقناع الناخبين.
وأضاف: "أعتقد أن حزب العدالة والتنمية مرعوب من المناظرة التى ستجرى غدا، ليس فقط خوفا من سقوط بن على يلدريم، ولكن خوفا من ترسيخ انطباع لدى الناخب التركى بأن هناك آخرين فى هذا البلد قادرون على الحكم وليس العدالة والتنمية وحده، وهو ما ينعكس على اتجاهات التصويت فى الاستحقاقات الانتخابية القادمة".
وتوقع عبد الفتاح أن المناظرة ستتسم بالهدوء الشديد، نظرا لأن السياق العام فى تركيا لا يسمح بأجواء ساخنة فى المناظرة، كما أن المنافسة هنا على رئاسة بلدية وليس رئاسة الجمهورية بالاضافة إلى أن المناظرة فى حد ذاتها ليست حدثا معتادا فى الأجواء السياسية التركية.
وفى نفس الإطار أشار طه على، الباحث السياسى، إلى حزب العدالة والتنمية يخشى خسارة مدينة إسطنبول، خاصة مع تزايد شعبية إمام أغلو فى المدينة التركية وتأكيد استطلاعات الرأى بقرب فوز مرشح المعارضة، موضحا أن تلك المناظرة سيكون لها كلمة الحسم فى تحديد من هو الفائز فى تلك الانتخابات التى ستجرى نهاية الشهر الجارى.
وأضاف الباحث السياسى، أن جماهير إسطنبول أغلبها أصبحت تدعم إمام أوغلو لأنها تريد التغيير بعد أن سيطر حزب العدالة والتنمية لسنوات على تلك المدينة، مؤكدا أن خسارة بن على يلدريم سيهدد مستقبل أردوغان فى الانتخابات الرئاسية التركية المقبلة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة