ظاهرة الثأر واحدة من أشد الظواهر خطورة بالمجتمع المصرى، وأصبح تبادل إزهاق الأرواح فى الصعيد من الأعمال اليومية المعتادة دون النظر إلى ما بعد تلك الأفعال وما يترتب عليها من إهدار للدماء، وتشريد الأطفال الأيتام حتى أنه ذهب فيها عشرات الأبرياء أحيانا مما ليس لهم اى علاقة بكلا العائلتين.
ومؤخرا ظهرت مبادرة جديدة للصلح بمحافظة أسيوط، تحت عنوان "أسيوط بلا ثأر"، تحت إشراف مديرية الأوقاف، متمثلة فى الدكتور عاصم القبيصى، وكيل وزارة الاوقاف، بالتنسيق مع اللواء جمال نور الدين، محافظ أسيوط، وجامعة الأزهر، وجامعة أسيوط، وذلك من أجل خلق مفاهيم تنويرية عن أضرار الثأر، وتبعاته التى تؤثر سلبا على المجتمع، وجاءت المبادرة بعد أن وقع 3 قتلى داخل أحد المساجد، بمركز ديروط أخذا بالثأر، أثناء أدائهم لصلاة الجمعة شهر فبراير الماضي.
وفى تصريحات خاصة أثناء حواره لـ"اليوم السابع"، قال الدكتور عاصم القبيصى، وكيل وزارة الاوقاف، وصاحب مبادرة "أسيوط بلا ثأر" أن المبادرة بدأت منذ شهر فبراير الماضى وأن عدد حالات الثأر بأسيوط 500 حالة ثأرية، موزعة على المحافظة، ومنها حالات ثأرية قديمة جدا منذ أكثر من 20 عاما، وهناك أيضا حالات ثأرية حديثة ملتهبة ومتأججة.
وأضاف القصبى، أنه أجريت حتى الآن 60 حالة تصالح فى القضايا الثأرية، وإنهاء الخصومات، والمبادرة جاءت من أجل إحياء رأية "ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعا"، وقد لقيت المبادرة قبولا جماهيريا وقبولا سياسيا، وتبناها اللواء جمال نور الدين محافظ أسيوط بشكل شخصى، حيث تحقق الكثير من التصالح فى الخصومات الثأرية، فهناك حالات وصل عدد القتلى فيها إلى أكثر من 15 قتيل، وكان للواء المرحوم جمال شكر، مدير أمن أسيوط، والذى وافته المنية فى شهر رمضان الماضى، فضلا فى تبنى العديد من حالات التصالح وانهاء الخصومات.
وقال القصبى، أن هناك العديد من الجهود المبذولة من المبادرة وجميع أعضاءها المنوطين بالمبادرة حيث يسعون للوصول إلى نقطة الالتقاء فى التصالح فى قضايا ثأرية كثيرة كما أن هناك محاولات من أطراف أخرى من العائلات، حيث وصل إلى مكتب المحافظ خلال الأيام القليلة الماضية 10 حالات ثأر يطلبون فيها التدخل من اجل الصلح وبعد إرسالها إلى مكتب المحافظ تحول إلى مديرية الاوقاف ويتم احالتها إلى الائمة وبالتعاون مع بيت العائلة والمختصين فى لجان المصالحات.
وأشار إلى أنه تتكاتف الجهات متمثلة فى محافظة أسيوط ومديرية الأمن فى الالمام بالخصومات الثأرية على مستوى المحافظة، وكان للواء منتصر عويضة، رئيس المباحث الجنائية بمديرية أمن أسيوط، دوا بارز فى امداد المديرية بالخصومات الثأرية، وأسماء العائلات وأكثر المراكز ثارا والخصومات القديمة والحديثة.
وأوضح أنه حتى الآن هناك أكثر من 700 قافلة دعوة للائمة بمحافظة أسيوط وجميع مراكزها لنشر الوعى وأوجه التسامح والعفو، وكيفية التصدى لهذه الظاهرة وتفريغ المشاحنات بين العائلات، حيث يقوم الدعاة بالتوعية ضد هذه الظاهرة عملا بقوله "ومن احياها فكأنما أحيا الناس جميعا".
وذكر، أن أكثر المراكز عددا فى الخصومات هو مركز (صدفا)، حيث أجريت به العديد من وقائع التصالح، وإنهاء الخصومات الثأرية، ومنها خصومات قديمة، وخصومات حديثة، وستستمر المبادرة فى عملها حتى تتمكن من القضاء على الـ 500 خصومة ثأرية بجميع مراكز المحافظة.