افتتحت وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات مؤتمر مستقبل مراكز البيانات، وقالت الوزارة فى كلمتها خلال الافتتاح، أن مصر تسعى إلى تبوء مركز متميز فى صناعة مراكز البيانات فى ظل ما تمتلكه من مقومات عديدة؛ حيث تعد مصر واحدة من أكثر دول العالم التى تستضيف كابلات بحرية وأرضية تمر فى أراضيها وتنقل أكثر من 80% من البيانات القادمة من أسيا إلى أوروبا والعكس.
وأشارت الوزارة إلى سعى مصر للربط مع الدول الإفريقية بشبكة متميزة للتعاون مع دول القارة فى نقل البيانات وتحسين خدمات الانترنت بها من خلال استخدام محطات الانزال وشبكة الكوابل البحرية والأرضية التى تمر فى مصر؛ مؤكدا أن هناك خطة للتعاون مع الدول الأفريقية والعربية لتحقيق التكامل فى هذه الصناعة؛ نظرا للحاجة الى مراكز تبادلية فى دول أخرى وهو ما يدعم فرص مصر فى التوسع فى هذا المجال.
وجاء ذلك فى افتتاح المؤتمر الثالث لمستقبل مراكز البيانات، وبحضور المهندس عمرو فاروق رئيس المؤتمر، وقيادات قطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، والمهندسة هالة الجوهرى القائم بأعمال الرئيس التنفيذى لهيئة تنمية صناعة تكنولوجيا المعلومات "إيتيدا"، وبعض قيادات وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات.
ويختتم المؤتمر فعالياته غدا الثلاثاء، ويضم عددا من الجلسات النقاشية التى تتناول أهم الموضوعات والقضايا المتعلقة بمستقبل صناعة مراكز البيانات باعتبارها ركيزة اساسية من ركائز التحول الرقمى وذلك بمشاركة نخبة من الخبراء ومسئولى شركات محلية وعالمية، كما يقام على هامش فعاليات المؤتمر معرض بمشاركة 30 شركة من الشركات العاملة بقطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات.
وقالت الوزارة فى كلمتها خلال المؤتمر أن مصر بما تمتلكه من حجم مهارات وقاعدة خبرات بشرية فى هذا المجال تمثل عناصر جذب للشركات العالمية الكبرى المنتجة لأحجام ضخمة من البيانات لكى تستضيف هذه البيانات فى مصر وتخدم من خلالها السوق العربية والشرق أوسطية والإفريقية؛ مؤكدة أنه يتم العمل نحو زيادة أعداد المؤهلين فى مجال العلوم والخبرات المتعلقة بقواعد البيانات من خلال عدد من المبادرات والمشروعات التدريبية التى تنفذها كل من معاهد التدريب التابعة للوزارة، وهيئة تنمية صناعة تكنولوجيا المعلومات، وذلك إلى جانب تدشين مجتمعات الابداع التكنولوجى فى محافظات مصر والتى تشمل فروع جديدة لمعهد تكنولوجيا المعلومات والمعهد القومى للاتصالات.
وأكدت الوزارة أهمية صناعة مراكز البيانات والتى تشهدا نموا بشكل مطرد حيث من المتوقع أن تتجاوز معدلات نمو الصناعة نسبة 12% سنويا حتى 2022، كما يبلغ حجم السوق العالمى لها ما يناهز 230 مليار دولار، وهو الأمر الذى يمثل تحديا لدى منطقة الشرق الأوسط وشمال افريقيا والتى يصل حجم صناعة مراكز البيانات بها ما لا يزيد عن 5 مليارات دولار مما يشير إلى أن المنطقة لم تنل نصيبها العادل من هذه الصناعة.
وكشفت الوزارة عن الانتهاء من وضع الاستراتيجية الوطنية للذكاء الاصطناعى والذى يرتبط بالبيانات الضخمة حيث تستطيع مصر من خلال الذكاء الاصطناعى تقديم قيمة مضافة لمراكز البيانات التى تستضيفها على أراضيها؛ مضيفة أن هناك خطة لبناء قاعدة مهارات وإنشاء عدد من الكليات المتخصصة فى الذكاء الاصطناعى وعلوم البيانات وذلك بالتعاون والتنسيق الكامل مع وزارة التعليم العالى والبحث العلمي، وذلك مع السعى نحو تسويق الذكاء الاصطناعى كخدمة، ولبناء حزم ضخمة ومتنوعة من وجهات البرامج التطبيقية APIs لتمكين هذه الصناعة من الانطلاق.
وأكدت الوزارة أن هذه الجهود تقترن بإصلاح تشريعى وهيكلى من خلال السعى نحو إصدار قانون حماية البيانات الشخصية والذى يعد لبنة أساسية فى صناعة مراكز البيانات حيث تم عقد حوار مجتمعى ضم الشركات العاملة فى مجال تكنولوجيا المعلومات للاستماع إلى مقترحاتها فى هذا الشأن؛ كما تبذل الوزارة جهدا كبيرا لتطويـر منظومـة حمايـة أمـن الفضـاء السـيبرانى.