تنفيذا لتكليفات الرئيس عبد الفتاح السيسى بدراسة نقل مركبى خوفو إلى المتحف المصرى الكبير، تفقد الدكتور مصطفى مدبولى، رئيس مجلس الوزراء، السبت الماضى، متحف مركب خوفو، والذى يضم المركب الأولى، كما تفقد أعمال رفع وترميم مركب خوفو الثانية، يرافقه وزير الآثار واللواء عاطف مفتاح، المشرف العام على مشروع المتحف المصرى الكبير والمنطقة المحيطة.
وبعد تفقد رئيس الوزراء للموقع بدأت وزارة الآثار فى تنفيذ تعليمات الرئيس عبد الفتاح السيسى رئيس الجمهورية، وتستعد وزارة الآثار فى الوقت الحالى لدراسة نقل مركب خوفو الأولى، الموجود بمنطقة آثار الهرم، إلى المتحف المصرى الكبير.
وسوف تعتمد الدراسة على نقل المركب فى غضون عام، حتى تكون ضمن معروضات المتحف المصرى الكبير المقرر افتتاحه فى 2020م.
ومن السيناريوهات التى سيتم مناقشتها خلال وضع الدراسة كما صرح إحدى القيادات فى تصريحات خاصة لـ "اليوم السابع"، هو نقلها على مرحلتين أو ثلاث مراحل، والاحتمال الأكثر تطبيقًا هو تفكيكها وإعادة تركيبها مرة أخرى فى المتحف المصرى الكبير.
ولمزيد من التأكد والدقة، تواصلنا بدورنا مع اللواء عاطف مفتاح، المشرف العام على المتحف الكبير والمنطقة المحيطة، الذى كشف لنا عن الأسباب التى جعلته يفكر فى نقل مركب خوفو الأول من مكانه الحالى إلى المتحف الكبير، وهى أن المبنى الذى يعرض به المركب حاليا، والذى تم إنشاؤه منذ ما يزيد عن ربع قرن ساعد وبشكل ملحوظ على القضاء على الضلع الجنوبى لأهم أثر فى العالم وهو الهرم الأكبر، الأمر الذى عمل بشكل واضح على التشويه البصرى للمنطقة الأثرية، وكذلك وجود المركب فى مبنى يفتقر إلى أسلوب عرض متميز وغير مؤهل لاستقبال ذوى الاحتياجات الخاصة.
وأضاف اللواء عاطف مفتاح، فى تصريحات خاصة لـ اليوم السابع أن فكرة نقل المركب الأول ليست وليدة اليوم، لكنها بدأت منذ فترة كبيرة وانتهت بقيامه بعرض الفكرة على الرئيس عبد الفتاح السيسى، فى 28 مايو.
وأوضح اللواء عاطف مفتاح أنه من أهم أولوياته فى عملية النقل هو كيفية تأمين المركب بشكل علمى سليم، مما جعله يعمل منذ 6 أشهر قبل عرض فكرة نقل المركب على إعداد ورشة عمل وعدة اجتماعات لدراسة أنسب الحلول العلمية لنقل المركب بما يضمن سلامته أثناء أعمال التغليف والنقل، موضحا أنه تم تحديد أسلوب وأماكن الفك وإعادة التركيب، وأن أهم مرحلة من مراحل النقل بالنسبة إليه هى المحافظة والتحكم فى درجتى الحرارة والرطوبة وشدة الإضاءة طوال فترة العمل حتى لا يتأثر المركب.
وتابع أنه قام بوضع التصميم الهندسى الجديد للمبنى الذى سيعرض فيه مركب الملك خوفو الأولى والثانية، وذلك بأسلوب يعتمد على مراعاة الدقة والأسلوب العلمى المتميز فى العرض المتحفى.
وفيما يتعلق بالمركبة الثاني أوضح اللواء عاطف مفتاح، أن مراحل العمل تسير بشكل علمى سليم طبقا للجدول الزمنى، حيث نجح فريق العمل المصرى اليابانى فى استخراج 1060 قطعة خشبية من الحفرة من إجمالى متوقع 1260 قطعة خشبية وتم إجراء أعمال الترميم الأولى لعدد 1030 وتم نقل 834 قطعة خشبية إلى المتخف الكبير.
فريق العمل اليابانى المصرى يستخدم تقنية التصوير ثلاثى الأبعاد فى توثيق القطع الخشبية لمركب خوفو الثانية، وذلك بعد الانتهاء من أعمال الترميم الأولى لها وتعبر هذه التقنية من أفضل الطرق المستخدمة فى أعمال التوثيق، حيث تعطى تفاصيل غاية فى الدقة والوضوح ومن خلالها يمكن رؤية القطعة من جميع الاتجاهات هذا ومن المقرر تصوير حميع القطع تمهيدا لتجميع أجزاء المركب على أجهزة الحاسب الآلى قبل البد فى تجميعها على الواقع والطبيعة، وبذلك يتم التلاشى إلى أخطاء عند التجميع.