تسعى الدولة العراقية لتحييد نفسها عن أى صراع إقليمى قد يؤثر على أمن واستقرار البلاد، وخاصة فى ظل محاولات التنظيمات المتطرفة العودة إلى استهداف المدن العراقية تحت مظللة الوجود الأجنبى فى التراب العراقى، وهو التحرك الذى تتخوف منه السلطات العراقية التى تسعى لاستئصال بقايا تنظيم داعش وملاحقة خلايا التنظيم المتطرف.
تخوف الدولة العراقية من استخدام أراضيها فى الصراع الإقليمى الراهن بين الولايات المتحدة الأمريكية وإيران، يؤثر على أمن واستقرار البلاد، وترتبط بغداد بعلاقات متميزة مع واشنطن وطهران وتسعى للحفاظ عليها وتنميتها بما يعود بالنفع على الجميع.
وفي إطار التحركات التى تقوم بها الحكومة العراقية لتحييد البلاد عن أى صراعات إقليمية، قرر رئيس الوزراء العراقى، القائد الأعلى للقوات المسلحة العراقية عادل عبد المهدى، منع أى قوة أجنبية بالعمل أو الحركة على الأراضى العراقية بدون إذن، واتفاق وسيطرة من الحكومة العراقية.
وقال رئيس الوزراء العراقى فى قراره - حصلت اليوم السابع على نسخة منه - مساء الثلاثاء، إنه يحظر على أى دولة من الإقليم أو خارجه من التواجد على الأراضى العراقية وممارسة نشاطاتها ضد أى طرف آخر سواء كانت دولة مجاورة آخرى أو أى تواجد أجنبى داخل العراق أو خارجه بدون اتفاق مع الحكومة العراقية.
ومنع رئيس الوزراء العراقى عمل أية قوة مسلحة عراقية أو غير عراقية خارج إطار القوات المسلحة العراقية أو خارج إشراف القائد العام للقوات المسلحة العراقية.
وقرر عبد المهدى منع أية قوة مسلحة تعمل في إطار القوات المسلحة العراقية، وتحت أمرة القائد العام للقوات المسلحة من أن تكون لها حركة أو عمليات أو مخازن أو صناعات خارج معرفة وادارة وسيطرة القوات المسلحة العراقية وتحت اشراف القائد العام.
وأكد رئيس وزراء العراق أن البلاد مرّت خلال الفترة الماضية بظروف معقدة من حروب داخلية وخارجية، ومن حل الجيش، وفرض الاحتلال على العراق، ووجود قوات أجنبية، وتدخلات خارجية، وقيام تشكيلات مسلحة او استخدام أراضى العراق لأعمال مسلحة ضد أهداف ودول وقوى خارج إرادة الدولة العراقية.
وأشا عبد المهدى إلى المعاناة التى عاشها الشعب العراقى من النشاطات التخريبية والأعمال الإرهابية خصوصاً القاعدة وداعش واحتلالها مساحات واسعة من الاراضى العراقية، والتى تصدت لها القوات المسلحة بكافة صنوفها من الجيش والشرطة وقوات الحشد الشعبى والعشائرى والبيشمركة والمتطوعين وباسناد دول التحالف والدول الصديقة والمجاورة.
ويربط مراقبون بين قرار رئيس الوزراء العراقى عادل عبد المهدى من ناحية والتحذيرات الأمريكية لبغداد من قيام بعض التشكيلات الأجنبية والكتائب العراقية المسلحة باستهداف أى مصالح عراقية فى البلاد.
وحاول مسلحون مجهولون استهداف السفارة الأمريكية فى العاصمة بغداد بصواريخ كاتيوشا، إلا أنها سقطت فى محيط السفارة وأخطأت الهدف، فضلا عن محاولة بعض الخلايا النائمة استهداف بعض التمركزات الأمنية وكان آخرها استهداف القصور الرئاسية، ومحاولة استهداف القوات الأمنية العراقية فى مدينة الموصل.
وتحاول الدولة العراقية لعب دور الوساطة فى تهدئة الأوضاع والتوتر الراهن بين واشنطن وطهران ونزع فتيل الأزمة، وذلك لتجنيب البلاد من صراع إقليمى يهدد أمن واستقرار العراق ودول الإقليم.