بعد سنوات من الخلافات.. الكنيسة القبطية تخطو نحو الوحدة المسيحية.. الكاتدرائية تستضيف أولى جلسات الحوار اللاهوتى مع "الأرثوذكسية الروسية" برئاسة مطران لوس أنجلوس.. كمال زاخر: قفزة لمحو شقاق الماضى

الأحد، 02 يونيو 2019 04:00 م
بعد سنوات من الخلافات.. الكنيسة القبطية تخطو نحو الوحدة المسيحية.. الكاتدرائية تستضيف أولى جلسات الحوار اللاهوتى مع "الأرثوذكسية الروسية" برئاسة مطران لوس أنجلوس.. كمال زاخر: قفزة لمحو شقاق الماضى البابا تواضروس الثانى ومطران لوس أنجلوس
سارة علام

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

اختتمت هذا الأسبوع جلسات الحوار اللاهوتى الثنائى بين الكنيستين الأرثوذكسية والروسية الأرثوذكسية، وذلك بمقر الكاتدرائية المرقسية بالعباسية إذ ترأس الأنبا سيرابيون مطران لوس أنجلوس لجنة الحوار الثنائى بين الكنيستين الأرثوذكسية والروسية الأرثوذكسية.

البابا تواضروس: الكنائس أعضاء فى جسد المسيح الواحد

منذ وصوله إلى سدة كرسى مارمرقس عام 2013، يسعى البابا تواضروس الثانى بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية بخطى جادة نحو ملف الوحدة المسيحية إذ خصص زيارته الخارجية الأولى لزيارة الفاتيكان، فالكنائس كلها أعضاء فى جسد المسيح الواحد مثلما يقول البابا، لذلك فإن قرار البابا ببدء الحوار مع كنيسة الروم الأرثوذكس يتسق تمامًا مع المسيرة التى بدأها مصليًا فى الكثير من كنائس الطوائف الأخرى، فاتحًا قلبه للمحبة والعيش المشترك دون أن ينظر لنقاط الخلاف.

بين الكنيسة القبطية والكنيسة الروسية

بين الكنيسة الروسية والكنيسة القبطية تاريخ من العلاقات الطيبة، إذ زار البابا شنودة الاتحاد السوفيتى فى عام 1988 وزارها مرة سابقة فى عام 1972، وكانت الزيارة الأولى فى عام 72 لشكر الكنيسة على مشاركتها فى حفل تنصيب البابا شنودة سنة، وكانت الزيارة الثانية عام 88 للمشاركة فى احتفال الكنيسة الروسية بمناسبة مرور ألف عام على مسيحيتها ومعموديتها.

 

ماذا قال البابا تواضروس عن الكنيسة الروسية؟

يقول قداسة البابا تواضروس إن روسيا تضم 800 دير للرهبان والراهبات وفيها مئة ألف راهب وراهبة، وأكثر من مئة ألف كنيسة

وفى كنائس روسيا كلها لا يوجد مقاعد، فهم يقفون بالساعات الطويلة فى الصلوات، وبعض الأديرة يوجد فيها مصحات أو عيادات صحية.

وتابع قداسة البابا تواضروس: أطلعنا على أنشطة كثيرة فى الكنيسة الأرثوذكسية الروسية واتفقنا على عمل لجنة مشتركة يرأسها من الجانب الروسى المطران ايلاريون وهو مسئول الشئون الخارجية فى الكنيسة الروسية مع الانبا سيرابيون أسقف الكنيسة القبطية فى إيبارشية لوس أنجلوس.

عن الكنيسة الأرثوذكسية الروسية

تعرف أيضا بكنيسة روسيا الأرثوذكسية المسيحية وهى أكبر كنيسة أرثوذكسية شرقية مستقلة، حيث يربو عدد أتباعها على 125 مليون شخص، وتعدّ الكنيسة الوطنية لروسيا ومقر بطريركها هو موسكو. وقد وصلت المسيحية للبلدان السلافية الشرقية بفضل جهود مبشرين يونانيين بعثوا من الإمبراطورية البيزنطية فى القرن التاسع الميلادى.

أعيد تأسيس البطريركية عام 1917 قبل شهرين من بدء الثورة البلشفية وذلك بتنصيب تيخون كبطريرك للكنيسة، ولكن تحت الحكم السوفييتى كانت الكنيسة محرومة من حقوقها القانونية وتعرضت لعملية قمع واضطهاد وخسرت الكثير من أتباعها نتيجة سيادة الفكر الإلحادى فى الاتحاد السوفييتى وفى عام 1925 سجن البطريرك وقتل بأمر السلطات، ولكنها شهدت نهضة روحية كبيرة عقب انهياره عام 1991 حيث عاد إليها الملايين من الروس.

وقد انفصلت الكنيسة الروسية الأرثوذكسية فى الولايات المتحدة عن الكنيسة الأم فى موسكو عام 1970.

ويتبع للكنيسة الروسية الأرثوذكسية عدة كنائس أرثوذكسية خارج روسيا، أبرزها: الكنيسة اليابانية الأرثوذكسية، الكنيسة الأوكرانية الأرثوذكسية، الكنيسة الصينية الأرثوذكسية والكنيسة الكورية الأرثوذكسية.

فيما رأى الكاتب المتخصص فى الشأن القبطى كمال زاخر، أن قرار الحوار بين الكنيستين متوقع بالتوازى مع توجهات البابا تواضروس الانفتاحية تجاه الكنائس الأخرى، إذ عمد إلى فتح النوافذ ومد طرق التقارب مشيرًا إلى أن الإعلان عن تلك الخطوة يأتى بالتزامن مع ترتيبات عقدها البابا بالمجمع المقدس للكنيسة القبطية وعمل فيها على تغيير عضوية بعض اللجان المتعلقة بالحوار اللاهوتى.

ولفت زاخر إلى أن التغييرات التى أجراها البابا تواضروس فى الكنيسة القبطية، واحدة من الدعامات التى تدفع هذا الحوار، فلن يبدأ الحوار وهناك من يحاول أن يثبت من صاحب العقيدة الصحيحة ومن المخطئ بين الكنيستين.

وأضاف: هدف الحوار فى الأساس هو محاولة وجود نقاط اتفاق وفهم مشترك،مؤكدًا أن الكثير من نقاط الاختلاف يرجع لاختلاف الثقافات بين المدرسة اللاتينية واليونانية فى القرون الأولى لافتًا إلى أن البابا حين قرر بدء الحوار مع الكنائس المختلفة فى الإيمان بدأ بالدائرة القريبة وهى الكنيسة الأرثوذكسية الشقيقة، ثم يتجه نحو الكنائس الأخرى.

وأشار زاخر إلى أن البابا تواضروس حين حاول تمرير اتفاقية قبول معمودية الكاثوليك قد انطلق نحو قفزة فى المجهول ومن ثم جاءت بنتائج عكسية، لكن الحوار مع الروس الأرثوذكس مدعوم بالكثير من الأمل.

وأكد المفكر القبطى، أن التقارب بين الباباوين والثقة المتبادلة سيؤدى إلى الاقتراب فى الرؤى مضيفًا: الشيطان يسكن فى التفاصيل ولكن الاقتراب من القمم يسهل الكثير، والاقتراب على مستوى الأساقفة والمطارنة يدعم فكرة التواصل أيضًا خاصة، مع وجود بعثات شبابية ترسلها الكنيسة لكليات اللاهوت فى روسيا ستعزز من فكرة التقارب.

الجدير بالذكر أن الأسابيع الماضية شهدت زيارة وفد للأكاديمية اللاهوتية الروسية للكنيسة القبطية جرى خلالها التعرف على الثقافة القبطية وزيارة عدد غير قليل من الأديرة.







مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة