فى مثل هذا اليوم - 28 رمضان فى السنة الرابعة من الهجرة - تزوج النبى محمد صلى الله عليه وسلم - بالسيدة زينب بنت خزيمة بن الحارث التى لقبت بأم المساكين.
السيدة زينب بنت خزيمة - رضى الله عنها - أكرمها اللَّه عز وجل بالزواج من رسوله - صلى الله عليه وسلم - وجعلها فى كنفه وإلى جواره، وكفى بها كرامة، وهى خامس زوجات النبى - عليه الصلاة والسلام - وكانت قبل زواجها من النبى - صلى الله عليه وسلم - متزوجة من عبد الله بن جحش، الذى قتل فى يوم أحد، وقيل فى روايات إنّها كانت - رضى الله عنها - متزوجة من الطفيل بن الحارث بن المطلب بن عبد مناف، ثم خلف عليها أخوه عبيد بن الحارث، تزوّجها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بعد زواجه من أم المؤمنين حفصة بنت عمر رضى الله عنها، وزوّجه إياها عمّها قبيصة بن عمرو الهلالى، وأصدقها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أربعمائة درهم كمهر لها، وقد كان ذلك فى شهر رمضان من السنّة الثالثة للهجرة.
وقد كنيت بهذه الكنية فى الجاهلية، حيث عرفت واشتهرت بالإنفاق والكرم على الفقراء والمساكين، والعطف عليهم والرأفة بهم، وبعد دخولها الإسلام زاد حنانها وتصدقها عليهم، فكانت رضى الله عنها لا يأتيها دينار ولا درهم إلا أنفقته على الفقراء والمساكين، وعلى إطعامهم وكسوتهم. وذكر أنها كانت تبذل قصارى جهدها فى رعاية الأيتام والأرامل، وتفقد شئونهم، ورعايتهم، وقضاء حوائجهم.
اختلف فيمن تولى زواجها من النبى - صلى الله عليه وسلم - ففى الإصابة عن ابن السائب الكلبى: أن الرسول صلى الله عليه وسلم خطبها إلى نفسها فجعلت أمرها إليه فتزوجها، وقال ابن هشام فى السيرة: زوَجه إياها عمها قبيصة بن عمرو الهلالى، وأصدقها الرسول صلى الله عليه وسلم أربعمائة درهم. اختلفوا أيضا فى المدة التى أقامتها ببيت النبى - صلى الله عليه وسلم - ففى الإصابة رواية تقول: كان دخوله بها بعد دخوله على حفصة بنت عمر، ثم لم تلبث عنده شهرين أو ثلاثة وماتت، ورواية أخرى عن ابن كلبى تقول: (فتزوجها فى شهر رمضان سنة ثلاث، فأقامت عنده ثمانية أشهر وماتت فى ربيع الآخر سنة أربع).
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة