قال الرئيس الروسى فلاديمير بوتين إن حجم الخسائر التي مُنيت بها بلاده على خلفية العقوبات المتبادلة بين روسيا والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة تُقدر بنحو 50 مليار دولار، فيما خسر الاتحاد الأوروبى 240 مليار دولار.
وأضاف بوتين -خلال الحوار السنوي المباشر مع المواطنين- أن "الإجراءات التقييدية الغربية منذ عام 2014 أدت إلى خسارة روسيا 50 مليار دولار، فيما خسر كل من الاتحاد الأوروبي 240 مليار دولار، والولايات المتحدة 17 مليار دولار، واليابان 27 مليار دولار".
وتابع بوتين -حسبما أوردت قناة (روسيا اليوم) الإخبارية اليوم الخميس، أن "روسيا لم تدخل في سجال مع أحد، ولهذا السبب لا يدور الحديث عن أي مصالحة مع الدول الغربية"، مشيرًا إلى أنه "من غير المرجح أن تحدث تغييرات جذرية فى موقف الغرب تجاه موسكو".
وتطرق بوتين إلى الصين، قائلًا إنه "لا توجد خلافات سياسية للدول الغربية معها، مثل تلك التي تشهدها العلاقات بين روسيا والغرب، بما في ذلك في إطار الأزمة الأوكرانية"، واصفًا في هذا السياق الاتهامات الموجهة إلى روسيا باحتلال منطقة دونباس شرق أوكرانيا بـ"الهراء والكذب".
وأضاف بوتين أن "الإجراءات التي تتخذها الولايات المتحدة في إطار الحرب التجارية ضد الصين أيضًا تمثل نوعا من العقوبات، وهدفها ردع تطور البلاد".
وتابع بوتين أن "نفس الشيء يحدث مع روسيا الآن، وسيحدث معها لاحقا، ولهذا السبب، إذا أردنا تبوؤ مكانة مرموقة، يجب علينا أن نصبح أقوياء، بما في ذلك وبالدرجة الأولى في قطاع الاقتصاد".
ورحب الرئيس الروسى بالدعوات الأوروبية إلى رفع الإجراءات التقييدية، متسائلا: "ما الفائدة من العقوبات!".
من جانب أخر أكد الرئيس الروسى فلاديمير بوتين، اليوم الخميس، أن مكافحة الفقر وتحسين مستوى معيشة المواطنين الروس من أهم أولويات عمل الحكومة في الفترة القادمة.
وقال بوتين - خلال الحوار السنوى المباشر مع المواطنين والذي أوردته قناة (روسيا اليوم) الإخبارية - إن الحكومة الروسية أطلقت مجموعة من المشروعات الوطنية، التي ستنعكس إيجابا على مستوى معيشة المواطن في البلاد، لافتا إلى أن الدخل الحقيقي للمواطنين بدأ بالتعافي تدريجيا بعد تراجعه في الفترة الماضية، مؤكدا أن الحكومة قامت العام الجاري بزيادة دخل المتقاعدين بأكثر من 7
%.
وأوضح بوتين أن الحكومة اضطرت فى 2019 لاتخاذ إجراء غير سار وهو زيادة ضريبة القيمة المضافة، وذلك بهدف تعزيز إيرادات الميزانية وتحسين البنى التحتية.
وأشار الرئيس الروسى إلى أن أداء الاقتصاد الروسي يظهر مؤشرات نمو قوية، لافتا إلى أن معدل التضخم السنوي في روسيا انخفض إلى دون مستوى الـ 5%، ويأتي ذلك مع نمو الناتج المحلي الإجمالي، مشددا على أن احتياطات روسيا الدولية تزداد، وتجاوزت مؤخرا مستوى النصف تريليون دولار، وأن ديون روسيا الخارجية عند مستوى متدن.
وفيما يتعلق بالقطاع الصحي، أكد بوتين أن هذا القطاع يواجه مشاكل كثيرة، لكن الحكومة تخطط لبناء 390 مركزا طبيا وترميم 1800 مركز.
يشار إلى أن الخط المباشر مع الرئيس الروسي هو تقليد سنوي يسير عليه بوتين للمرة الـ 17، يجيب خلاله عن أسئلة المواطنين على الهواء مباشرة، والتي تتمحور عادة حول الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية في البلاد، وعدد من القضايا الدولية.
كما أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أن بلاده ستقلص الإنفاق العسكري في عام 2020 إلى 2.87%، وفي عام 2021 إلى 2.8% من الناتج الإجمالي المحلي، مؤكدا أن روسيا هي القوة العسكرية العظمى الوحيدة التي تقلص الإنفاق العسكري.
وقال بوتين خلال "الخط المباشر" مع المواطنين الروس، اليوم الخميس، "لقد بلغ الإنفاق العسكري الروسي في عام 2017 نسبة 3.4% من الناتج الإجمالي المحلي، وفي العام الجاري وصل إلى 2.9%".
وأوضح أنه بالرغم من النفقات العسكرية المتواضعة لروسيا، إلا أنها تسبق منافسيها بخطوتين أو ثلاث خطوات في المجال العسكري، مشددا على أنه لا يوجد بلد فى العالم لديه مثل هذه الأسلحة الأسلحة عالية التقنية.
من جانب أخر ربط الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قضية البحارة الأوكرانيين الموقوفين لدى روسيا إثر حادث مضيق كيرتش، بمصير مواطني بلاده المعتقلين فى أوكرانيا.
وقال بوتين "يجب حل هذه القضية بشكل متكامل. وقبل القيام بذلك يجب علينا التفكير في كيفية تقرير مصير هؤلاء الأشخاص الذين يهموننا، وبينهم مواطنو روسيا الذين يعيشون في أوضاع مماثلة في أوكرانيا"، مؤكدا أن هذه القضية يعمل عليها من الجانب الأوكراني السياسي المعروف فيكتور ميدفيدشوك بتكليف من الرئيس الأوكراني السابق بيترو بوروشينكو.
وأضاف أنه تم طرح قضية الإفراج عن البحارة الأوكرانيين الموقوفين لدينا مؤخرا على خلفية حادث مضيق كيرتش، كما طرح مسألة إخلاء سبيل بعض الأشخاص الآخرين، الذين تمت إدانتهم وهم قيد السجن في روسيا.