وزير الخارجية: العودة إلى الحوار الشامل السبيل الوحيد لحل الأزمة السودانية

الخميس، 20 يونيو 2019 03:20 م
وزير الخارجية: العودة إلى الحوار الشامل السبيل الوحيد لحل الأزمة السودانية وزير الخارجية سامح شكرى وسفير مصر فى أديس أبابا خلال إلقاء كلمة مصر
كتب : أحمد جمعة

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

أكد وزير الخارجية، سامح شكرى، أن اجتماع الشركاء الإقليميين للسودان فى أديس أبابا يهدف إلى استمرار متابعة تطورات الأوضاع فى السودان، والتنسيق بين دول الجوار السودانى وترويكا الرئاسة الإفريقية ومفوضية الاتحاد الإفريقى والإيجاد، لتقديم الدعم للأشقاء فى السودان فى هذه المرحلة الحرجة من تاريخهم، بما يساعدهم على وضع تصور بشأن إدارة المرحلة الانتقالية، مع قيام الشركاء الإقليميين بمساعدتهم على تخطى معوقات الفترة الحالية التى تواجه الانتقال السلمى للسلطة.

وقال شكرى فى الكلمة الافتتاحية له فى اجتماع الشركاء الإقليميين للسودان فى أديس أبابا، الخميس، إن الاجتماع يأتى استكمالا للمسيرة التى بدأت في القمة التشاورية التى عقدت بالقاهرة فى 23 إبريل الماضى، والتى تم الاتفاق خلالها على عقد اجتماع اليوم لمواصلة تنسيق جهودنا للوقوف بجانب السودان الشقيق لتحقيق الانتقال الديمقراطى والاستقرار.

ونقل وزير الخارجية فى مستهل كلمته تحيات الرئيس عبد الفتاح السيسى رئيس جمهورية مصر العربية ورئيس الاتحاد الإفريقى، وتمنياته بنجاح الاجتماع فى المساهمة فى مساندة السودان الشقيق فى الوصول إلى تحقيق تطلعات شعبه فى الحرية والديمقراطية والاستقرار والرخاء.

وأشار شكرى إلى التحديات الداخلية فى السودان والتى أضحت بالغة التعقيد، مؤكدا متابعة مصر بمزيج من القلق والأسى الأحداث فى السودان، لافتا إلى أن السبيل الوحيد للحل هو العودة إلى الحوار الشامل الجامع بين مختلف القوى السياسية فى السودان والتوصل لحل سياسى يرضى جميع الأطراف، ويحقق تطلعات الشعب السوداني ويحافظ على أمن وسلامة السودان ومقدراته ومؤسساته ووحدته، موضحان أن الخلاف والتناحر لن يفضى إلى الحل المنتظر لبناء مستقبل جديد للشعب السودانى.

وأوضح شكرى أن ما يمر به السودان الشقيق من ظروف استثنائية حالية تتطلب تكاتف وتنسيق الجهود الإقليمية لوقف حالة الاحتقان الراهن على الساحة السودانية والعمل على تصفية الأجواء وتهيئتها للمضي قدماً بالحوار بين الأطراف السودانية لتحقيق الانتقال الديمقراطى المنشود وبما يضمن الحفاظ على مؤسسات الدولة ويلبى تطلعات ورغبات الشعب السودانى الشقيق فى رسم مستقبل واعد لبلاده.

وأشار شكرى إلى مقررات القمة التشاورية للشركاء الإقليميين حول السودان التي عقدت بالقاهرة فى 23 إبريل الماضى، والتى أكدت على عدد من الثوابت التى من شأنها أن تعزز من فرص تحقيق الانتقال الديمقراطى فى السودان، والتى أبرزت مبادئ وغايات الاتحاد الأفريقى نحو تعزيز السلم والأمن والاستقرار فى القارة وغلبة الحلول الإفريقية للمشاكل الأفريقية، والالتزام بوحدة وسيادة السودان، والدعم الكامل لدور الاتحاد الأفريقي والإيجاد ودول الجوار فى مساندة جهود السودان لتجاوز التحديات السياسية والأمنية والاقتصادية التى يواجهها، وسرعة استعادة النظام الدستورى من خلال حوار سياسى جامع يقوده السودانيون أنفسهم، بما فيهم المعارضة في كل من دارفور وجنوب كردفان والنيل الأزرق، وذلك بهدف إرساء نظام ديمقراطى يقوم على مبدأ سيادة القانون والديمقراطية والعدالة والحرية واحترام حقوق الإنسان وتحقيق التنمية الاقتصادية المستدامة.

وأكد شكرى أن  تحرك مصر يأتي من واقع مسئوليتها كرئيس حالي للاتحاد الإفريقي ودورها تجاه دول الجوار خاصة السودان، وأخذاً في الاعتبار العلاقات والروابط التاريخية الراسخة والأزلية التي تربط بين شعبي وادي النيل، والمسئولية تقع على عاتق كل منا للمساهمة بفاعلية في تقديم كافة أوجه الدعم والمساندة للسودان وتخفيف وطأة الضغوط والتدخلات الخارجية، وعدم ترك الساحة خالية مما يضعف الجبهة الإفريقية ويفرض عليها حلولاً خارجية لا تعبر عن تطلعات شعوبها وتزيد من تفاقم الأزمات فيها.

وأشار إلى أن الهدف من الاجتماعات إرسال رسالة دعم للأشقاء في السودان وإدراكاً لخصوصية الشأن السوداني ولأهمية إغلاق الباب أمام أية تدخلات خارجية والتأكيد على أهمية التوصل لحل من صنع السودانيين أنفسهم عبر استئناف الحوار والمفاوضات الشاملة بمشاركة كافة الأطراف السودانية وبما يضمن نجاح العملية السياسية في اجتياز الظروف الراهنة ووضع تصور متكامل لإدارة المرحلة الانتقالية.

وأعرب شكرى عن أسفه للتطورات التى شهدتها الساحة السودانية، وما أسفرت عنه من تعليق عضوية السودان فى الاتحاد الإفريقى كدولة شقيقة ذات دور نشط إقليمياً وساهمت بخطوات إيجابية عبر مراحل تاريخها فى إحلال السلام على مستوى القارة، مضيفا: "ندرك أن الشعب السودانى شعباً مثقفاً وواعياً ويدرك أهمية ودور مؤسساته الوطنية، ونحن على يقين بأنه سيحمى ثورته ويجنى ثمارها؛ إن هذا الشعب العظيم الذى خرج فى ثورة سلمية من أجل التغيير لديه من القدرة والمسئولية الوطنية ما يخوله للوصول ببلاده إلى بر الأمان والمضى قدماً لتحقيق طموحاته وآماله".

وأشار وزير الخارجية إلى أهمية دور دول الجوار وترويكا الرئاسة الإفريقية والإيجاد ومفوضية الاتحاد الإفريقى فى مساندة الشعب السودانى، داعيا لبلورة تصور عملى يساهم في تهيئة المناخ للمضي قدماً فى الحوار السودانى الداخلى، ويدعم جهود إعادة بناء الثقة بين الأطراف السودانية وينسق الجهود الإقليمية وجهود دول القارة الإفريقية فى هذا الشأن.

ورحب شكرى بالجهود التى يقوم بها كل من "موسى فقيه" رئيس مفوضية الاتحاد الإفريقى، و"أبي أحمد" رئيس وزراء إثيوبيا ورئيس تجمع الإيجاد، لاستئناف الحوار بين الأطراف السودانية، مؤكدا الحرص التام على الاستفادة من كل هذه الجهود الحميدة وتحقيق تكاملها وترابطها من أجل دعم الشعب السودانى فى تحقيق طموحاته.

وأكد شكرى ثقته فى قدرة الشركاء الإقليميين للسودان على السعى لتأمين تطلعات الشعب السوداني نحو تحقيق التحول الديمقراطى بما يؤدى لإرساء نظام ينعم بالتنمية والاستقرار والرخاء ويحافظ على مؤسسات الدولة الوطنية الممثلة لكافة أطياف ومكونات المجتمع السودانى.

 

 

 

 

 







مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة