حددت وزارة الأوقاف، موضوع "من مظاهر العظمة في الشريعة الإسلامية السماحة والتيسير"، ليكون موضوع خطبة الجمعة القادمة.
من جانبه أكدت وزارة الأوقاف: أن السماحة خُلق أصيل في ديننا وفي ثقافتنا وفي تكويننا وفطرتنا، وجيناتنا الوراثية , فكتاب ربنا (عز وجل) يدعو إلى العفو والتسامح , حيث يقول سبحانه : "خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ"، ويقول سبحانه: "وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْنًا وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلَامًا" , ويقول سبحانه : "وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا أَلَا تُحِبُّونَ أَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ" , ويقول سبحانه : "وَلَا تَسْتَوِى الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ* وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ" , ويقول نبينا (صلى الله عليه وسلم) : "رَحِمَ اللَّهُ رَجُلاً سَمْحًا إِذَا بَاعَ ، وَإِذَا اشْتَرَى ، وَإِذَا اقْتَضَى" , ويقول (صلى الله عليه وسلم) : "دَخَلَ رَجُلٌ الْجَنَّةَ بِسَمَاحَتِهِ قَاضِيًا وَمُتَقَاضِيًا" , ويقول (صلى الله عليه وسلم): "إِنَّ الرِّفْقَ لاَ يَكُونُ في شَيْءٍ إِلاَّ زَانَهُ وَلاَ يُنْزَعُ مِنْ شَيْءٍ إِلاَّ شَانَهُ ", ويقول (صلى الله عليه وسلم) : " اللَّهُمَّ مَنْ وَلِىَ مِنْ أَمْرِ أُمَّتِى شَيْئًا فَشَقَّ عَلَيْهِمْ فَاشْقُقْ عَلَيْهِ وَمَنْ وَلِيَ مِنْ أَمْرِ أُمَّتِي شَيْئًا فَرَفَقَ بِهِمْ فَارْفُقْ بِهِ".
وأضافت فى بيان لها: أن تحديد المصطلحات وبيان مفهومها بمنتهى الدقة أمر فى غاية الأهمية، إذ ينبغي أن تكون التعريفات جامعة مانعة كاشفة دفعًا للوهم والالتباس ، فتحت مسمى الالتزام والأحوط والاحتياط فتحت أبواب التشدد التي ساقت وجرفت الكثيرين فى طريق التطرف ، حتى ظن الجاهلون أن التحوط فى التدين يقتضى الأخذ بالأشد ، وأن من يتشدد أكثر هو الأكثر تدينًا وخوفًا من الله (عز وجل)، مع أن الإسراع فى التحريم دون تيقن ودليل قاطع أمر يحسنه الجاهلون والمتطرفون ، أما الفقه الحقيقى فهو رخصة من ثقة ، وهو التيسير بدليل , وهو السماحة بيعا وشراء , وقضاء واقتضاء , وإيمانا بحق التنوع والاختلاف ، ولم يقل أحد من أهل العلم المعتبرين إن الفقه هو التشدد ، ذلك لأن الله (عز وجل) يقول : " يُرِيدُ اللّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلاَ يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ " ويقول سبحانه: "وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة