قال الدكتور سيد خليفة، نقيب الزراعيين، مدير مكتب المركز العربى لدراسات المناطق الجافة والأراضى القاحلة "أكساد" التابع لجامعة الدول العربية بالقاهرة، إن البحث العلمى فى الوطن العربى مازال ضعيفًا، مقارنة بالبلدان الغربية، لذلك لابد أن تعمل الحكومات العربية على توحيد الجهود وتعزيزها لإيجاد بيئة مناسبة ليكون للبحث العلمى العربى أثر فى عملية التنمية المستدامة، مشددا على أن أحد أوليات تطبيق برامج البحث العلمى يجب أن تكون لتحقيق الأمن الغذائى العربى.
وشدد خليفة، فى بيان له، على إن الجامعات والمؤسسات البحثية العلمية فى الوطن العربى مدعوة اليوم أكثر من أى وقت مضى للإسهام الجاد والفعال فى حل المشاكل المختلفة، والتى تشكل عقبات أساسية فى طريق تطور المجتمعات العربية، من خلال تحويل المعارف والعلوم المكتسبة إلى مردود علمى يملك قيمة حقيقية على أرض الواقع.
وأوضح أن البحث العلمى يُعد من أبرز المقومات لتحقيق التقدم والنمو للمجتمعات الحديثة، فهو المحرك الأول للتنمية والتقدم العلمى، وأضحت الحاجة للبحوث العلمية أكبر نظراً للتقدم الواسع فى مجالات الحياة المختلفة وما صاحبه من تغير فى نمط الحياة البشرية، فأصبح البحث العلمى أكثر أهميةً لما يعكسه من نتائج على حياة المجتمعات ومتطلباتها بهدف تحقيق التنمية والتطور.
وشدد على ضرورة توفير البنية المطلوبة من المعامل والمحطات العلمية المتطورة، والذى يمثل الآن بيت خبرة عربى متقدم، من خلال 13 محطة بحثية فى دولة المقر وهى سوريا، ىمزودة بكافة مستلزمات البحث العلمى المتطورة للمحاصيل الحقلية والأشجار المثمرة والمراعى والغابات والمياه والتربة والأغنام والماعز. (ومحطتين بحثيتين نباتية وحيوانية فى كل دولة عربية لنقل نتائج الأبحاث وتعميمها)، بالإضافة إلى 7 معامل متطورة، و4 مراكز تدريبية مجهزة جيداً لعمليات التأهيل والتدريب، مجمع حى للمصادر الوراثية للأشجار المثمرة الملائمة للمناطق الجافة وشبه الجافة ( الفستق الحلبي- الزيتون- اللوز- الكرمة – التين )، ووحدة لحفظ المصادر الوراثية للقمح والشعير، ومعشبة مركزية لنباتات المناطق الجافة.
ولفت إلى أن استراتيجية المركز تستهدف أن تكون أولوية العمل فى تحويل المناطق الجافة وشبه الجافة من الوطن العربى بمواردها الطبيعية الكامنة والظاهرة، وهياكلها الاجتماعية والسكانية من مناطق هامشية للإنتاج الزراعى والحياة الريفية البدوية، إلى مناطق إنتاجية مستقرة اجتماعياً تسهم فى تحقيق التنمية الاقتصادية الشاملة لبلدانها.
وأضاف خليفة، أن المركز يعمل وفق استراتيجية متكاملة لأنشطته وفعالياته، أعدتها لجنة خاصة من كبار المتخصصين العرب بدءاً من عام 2009 ولمدة عشر سنوات، ترتكز على ميثاق استراتيجية العمل الاقتصادى العربى المشترك، وأهداف ومهام المركز والأهداف التنموية للألفية الثالثة واستراتيجية التنمية الزراعية العربية للعقدين 2005-2025.
وأوضح ان أنشطة المركز العربى لم تقتصر على إجراء الدراسات والبحوث وتقديم الخبرة والمشورة والتدريب، بل تخطتها إلى العمل كحلقة وصل بين البحوث والدراسات والتطبيق العملى لها، من خلال تطوير منهجيات وأساليب العمل المتطورة لعمليات حصر وتقييم وحماية الموارد الطبيعية الزراعية والحيوانية فى المناطق الجافة وشبه الجافة.
وشدد خليفة، على أهمية المحافظة على التنوع الحيوى والوراثى العربى الكبير والاستفادة منه فى زيادة الإنتاجية، والاستعمال الأمثل للموارد الطبيعية الزراعية من أراض ومياه وثروتين نباتية وحيوانية وتنميتها وتطوير قدراتها الإنتاجية، و نقل وتوطين التكنولوجيا الملائمة للظروف العربية وتعميم التجارب الناجحة التى ثبتت جدواها من الناحيتين الفنية والاقتصادية.
وأكد نقيب الزراعيين، أن توفير المعطيات العلمية والتطوير بما يُمَكن من التنفيذ الواسع لمهام التنمية الزراعية فى المناطق الجافة وشبه الجافة العربية، أحد أولويات العمل العربى لمواكبة تطوير القدرات العربية سواء كانت علمية أو تكنولوجية أو إنتاجية العمالة فى مجال التنمية الزراعية والحفاظ على البيئة فى المناطق الجافة العربية لتصبح قادرة على النهوض بمهام التنمية فى المناطق الجافة وشبه الجافة العربية.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة