"الحياة بعد الستين" مشروع بتكلفة 50 مليون دولار سنويا لتحسين حياة المتقاعدين فى موسكو.. زيادة متوسط العمر إلى 86 بحلول 2030.. المشروع أسفر عن 30 زيجة.. ومسئول روسى: جزء من الأمن الأجتماعى وتقوية روابط الأسرة

حيوية ومتعة الشباب لا يمنعا الإنسان من التفكير فى حياته بعد سنوات طويلة، عندما يتقاعد عن العمل ويصبح من فئة كبار السن؛ فكثيرا ما يسافر فكرنا إلى ذلك الزمان ويفكر فى شكل الحياة وقتها وما سيشغله على مدار اليوم ومن سيعتنى به وحالته الصحية، هذه الأمور كلها كانت دافعا لإطلاق موسكو مشروع كبير بميزانية سنوية تبلغ 50 مليون دولار لتحسين حياة كبار السن والمتقاعدين.

المشروع الذى حظى باهتمام واسع من نحو 30 ألف شخص شاركوا فى المنتدى الثالث للابتكارات المجتمعية، الذى استضافته العاصمة الروسية موسكو، الأسبوع الماضى، جاءت فكرته بناء على بيانات ديمغرافية أظهرت أنه بحلول عام 2030 سيبلغ عدد المتقاعدين فى أنحاء موسكو 4 مليون شخص مقارنة بـ3 مليون حاليا فوق سن الخمسين عاما.

وأوضح فلاديمير فيليبوف، نائب رئيس حكومة موسكو للعمل والحماية الاجتماعية فى حديثه لـ"اليوم السابع"، أن المشروع تم إطلاقه قبل عام، ويهدف إلى تحسين جودة الحياة لكبار السن وتقديم لهم الرعاية الصحية على المستوى البدنى والنفسى وذلك من خلال برنامج مجانى بالكامل يوفر رعاية صحية شاملة من خلال المستشفيات ومراكز العلاج ورعاية نفسية من خلال مراكز أنشطة اجتماعية مؤهلة على مستوى عال لتقضية أوقات فراغهم فى أنشطة وأعمال مختلفة تعمل على مدار اليوم.

وأشار إلى أن متوسط الأعمار فى موسكو يبلغ حاليا 79 عاما مقارنة بـ70 عاما فى 2010، وتشير التوقعات إلى أنه سيبلغ 86 عامل فى 2030، إذ تأتى موسكو ضمن أفضل عشرة مدن على مستوى العالم، لافتا إلى أن هذا يأتى نتيجة للسياسة الاجتماعية للمدينة والتى تتطلب مزيد من التطور إذ سيحتاج أولئك الأشخاص مزيد من الخدمات الاجتماعية بل والإنخراط فى المجتمع بدلا من العزلة داخل منازلهم.

ويقتصر المشروع على إقليم موسكو حيث تنفصل ميزانية كل إقليم روسى عن الآخر، ويعد ذلك الإقليم هو الأغنى فى روسيا؛ وأشار فيليبوف إلى أن الأنشطة التى توفرها هذه المراكز تشمل علوم الكمبيوتر وفصول للرسم والرقص وصالات ألعاب رياضية وجميعها دون مقابل حيث يستخدم الشخص البطاقة الاجتماعية الخاصة به.

ومنذ إنطلاقه فى مارس 2018 وحتى الآن جذب المشروع 160 ألف شخص، واظبوا على حضور الفصول المختلفة أكثر من مرة أسبوعيا، والتى تقدم خدماتها شركات خاصة تتكفل الحكومة دفع المقابل المادى لها، ونتيجة لسياسة المشروع التى تشجع على مزيد من الاقبال على الحياة كشف المسئول الروسى أن الفصول أسفرت حتى الآن عن زواج 30 زوج وزوجة ألتقوا هناك وقرروا الزواج.

لكن اللافت أن هذه المراكز الاجتماعية، المؤهلة بشكل عال والتى تتوزع فى أحياء موسكو المختلفة، لا تقتصر فقط على كبار السن، إذ توفر أماكن لهو للشباب والأطفال.

وفى زيارة "اليوم السابع" لأحد هذه المراكز، قال مكسيم لوخين، مسئول رعاية الزائرين، إن الهدف لا يقتصر فقط على أن يقضى كبار السن أوقاتهم بشكل أفضل وأكثر فائدة، ولكن "نهدف أيضا لربط الأجيال وتقوية روابط العائلة لانه يمثل عاملا رئيسيا فى الأمن الاجتماعى".

وأوضح أن المركز يوفر أنشطة مختلفة لأعمار مختلفة كما يوجد مطبخ كبير يسمح للجدات باستقبال أحفادهم بعد انتهاء اليوم الدراسى وطهو ما يريدوه من طعام، لافتا إلى أن المركز يوفر أيضا الخضروات والفاكهة مجانا، وأشار إلى أن الحكومة تستهدف أن يصل عدد هذه المراكز إلى 146 بحلول عام 2022.