"إذا خسرنا إسطنبول خسرنا تركيا".. مقولة أردوغان تتحول إلى حقيقة.. حزبه دفع بأقوى رجاله والخسارة كشفت حجم الانقسامات داخل "العدالة والتنمية".. وانعكاسات النتيجة تهدد الرئيس التركى بخسارة الانتخابات الرئاسية

الإثنين، 24 يونيو 2019 10:58 ص
"إذا خسرنا إسطنبول خسرنا تركيا".. مقولة أردوغان تتحول إلى حقيقة.. حزبه دفع بأقوى رجاله والخسارة كشفت حجم الانقسامات داخل "العدالة والتنمية".. وانعكاسات النتيجة تهدد الرئيس التركى بخسارة الانتخابات الرئاسية اكرم امام اوغلو واردوغان
تحليل أحمد عرفة

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

 

"إذا خسرنا إسطنبول خسرنا تركيا "، كانت هذه هى جملة الرئيس التركى رجب طيب أردوغان قبل اتنتخابات المحليات التى أجريت فى مارس الماضى، فلم يكن يتوقع الرئيس التركى حينها بأن ما قاله سيتحقق وأن يخسر حزبه "العدالة والتنمية" انتخابات بلدية إسطنبول.

 

تعد هذه الخسارة قاسية لعدة أسباب على رأسها أن إسطنبول هى مسقط رأس الرئيس التركى كما أنها تعد العاصمة الاقتصادية لتركيا، وبالتالى كان يعتمد العدالة والتنمية على بقائها فى يديه لضمان بقاءه كحزب حاكم يسيطر على جميع الأمور فى تركيا.

 

أهمية مدينة إسطنبول بالنسبة للرئيس التركى دفعت حزب العدالة والتنمية للدفع بالرجل الثانى بعد أردوغان فى الحزب وهو بن على يلدريم رئيس وزراء تركيا السابق، ورئيس البرلمان التركى وأحد أقرب الرجال إلى أردوغان، ليكون مرشح الحزب فى تلك المدينة التركية.

 

ورغم وجود كتلة تصويتية كبيرة لحزب العدالة والتنمية فى مدينة إسطنبول، إلا أن طبيعة مرشح المعارضة التركية والقيادى بحزب الشعب الجمهورى التركى أكرم إمام أغلو باعتباره شخصية محافظة ومتدينة جعلت حظوظه تتزايد بشكل كبير قبل إجراء انتخابات المحليات.

 

وجاءت انتخابات مارس لتشهد انتكاسة كبرى لحزب العدالة والتنمية بخسارة مدن هامة على رأسها أنقرة بجانب مدن أخرى، ورغم فوز حزب أردوغان على نسبة كبيرة من البلديات إلا أن المدن الكبرى سقط فيها مرشحيها لحساب مرشحى المعارضة التركية.

 

لم يلتفت "أردوغان" كثيرا لنتائج العاصمة أنقرة التى خسر فيها حزبه، ولكن ركز على نتائج بلدية إسطنبول، بعد فوز مرشح المعارضة التركية، ليضغط هو وحزبه على اللجنة العليا للانتخابات التركية لتقرر فى النهاية خلال مطلع شهر رمضان الماضى إعادة الانتخابات فى إسطنبول، ورغم القرار الذى اعتبرته المعارضة التركية حينها انقلاب من رجب طيب أردوغان على الديمقراطية فى تركيا إلا أنها قررت التحدى والالتزام بقرار العليا للانتخابات التركية لأنهم كانوا على ثقة من فوز مرشحهم.

 

طيلة الفترة الماضية شنت أجهزة أردوغان وإعلامه فى تركيا حملة تشويه وهجوم على مرشح المعارضة التركية فى محاولة لإضعاف حظوظه خلال إعادة الانتخابات، ولعل على رأسها هجوم أردوغان الأسبوع الماضى على أكرم إمام أوغلو ودعوة المواطنين فى تركيا لعدم انتخابه.

 

جاءت الضربة الكبرى لأردوغان وحزبه خلال جولة إعادة الانتخابات ليفوز مرشح المعارضة التركية على مرشح أردوغان، ضربة جعلت أردوغان وبن على يلدريم يخرجان ويعترفان بالهزيمة ويعلنان فوز أوغلو خاصة أنهما لن يستطيعا الضغط من جديد على اللجنة العليا للانتخابات التركية لإعادة الانتخابات مرة أخرى.

 

اللافت للنظر أن الكتلة الإسلامية وخاصة حزب العدالة والتنمية فى مدينة إسطنبول كبيرة إلا أن مرشح أردوغان خسر تلك الجولة وهو ما يؤكد وجود انقسامات ضخمة فى حزب العدالة والتنمية خاصة بعد تزايد الاتتهامات بسوء إداء أردوغان للحزب.

 

ما يخشى منه أردوغان أن تنعكس نتيجة انتخابات إسطنبول على الانتخابات الرئاسة التركية التى يمنى الرئيس التركى النفس بالاحتفاظ بمنصبه خاصة بعد توسيع صلاحياته، إلا أن مرشح المعارضة التركية أصبح أكبر خطر يهدده فى تلك الانتخابات، وتتحقق مقولة أردوغان إذا خسرنا إسطنبول سنخسر تركيا.

 

 

 

 







مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة