قال أيمن نصرى رئيس المنتدى العربى الأوروبى للحوار وحقوق الإنسان بجنيف، إن فوز مرشح المعارضة أكرم إمام أوغلو بانتخابات إسطنبول هو مؤشر خطير يعكس التغير الواضح والسريع فى الوضع السياسى التركى فقد ظل هذا الحزب لفترات طويلة لا يحمل أى دلالات سياسية وبدون أى منافسة تذكر وكان من نصيب حزب العدالة والتنمية الحزب الحاكم.
وأضاف رئيس المنتدى العربى الأوروبى للحوار وحقوق الإنسان بجنيف، أن هذا الفوز هو رسالة واضحة من الشعب التركى أنه غير راضى تماما عن الأداء السياسى لأردوغان وحزبه الحاكم وقد ظهر هذا الاعتراض بشكل واضح فى التعامل مع الملف السورى وأيضا العلاقة التركية المتوترة مع دول الاتحاد الأوروبى وروسيا.
وتابع أيمن نصرى: إلغاء نتائج الانتخابات فى المرحلة الأولى أغضب غالبية الناخبين وجعلهم أكثر أصرار على المشاركة بكثافة لترجيح كفة مرشح المعارضة، فهناك رسالة قوية من المعارضة التركية مفادها أن المنافسة فى كافة الاستحقاقات الدستورية القادمة سوف تكون فى منتهى الشراسة وتحمل العديد من المفاجآت لأردوغان ورفاقه.
وأوضح أن شهر العسل قد انتهى بين أردوغان والشعب التركى خصوصا أن شعبية أردوغان مرتبطة بشكل كبير بتحسن الوضع الأقتصادى فى الفترة الماضية وهو ما بدأ بالتغير من خلال وضع غير مستقر ومتدهور نسبيا وهى الورقة التى طالما استخدمها أردوغان لتعزيز قبضته لحكم البلاد والقضاء على خصومه السياسيين وأصبح لا صوت يعلو على الصوت التغيير وإعلان الناخب التركى لرفضه فكرة الحزب الواحد الذى يرغب بشدة فى ترسيخ حكم أردوغان لسنوات طويلة هو ما يُنذر بمواجهات حتمية بين النظام الحاكم والمعارضة فى الفترة المقبلة سيسعى فيها أردوغان إلى تعزيز قبضته من خلال استخدامه أساليب وطرق غير مشروعة لضمان أستمراره فى حكم البلاد وتوريثه، لافتا إلى أن ما يحدث من تغييرات سريعة فى الشارع السياسى التركى هو بالفعل رسالة قوية اللهجة من الشارع التركى بأن حلم الخليفة العثمانى هو حلم بعيد المنال.