يبدو أن حالة الفوضى التى شهدتها الساحة السورية بسبب التنظيمات الإرهابية مازالت تلقى بظلالها على الحياة فى الداخل، وهو ما يبدو واضحا فى صعوبة وصول قطاع كبير من المواطنين السوريين على أبسط حقوقهم، ومنها الاستقرار فى منازلهم، أو حتى تلقى أبسط العلاجات، مما قد يصيبهم من أمراض.
ففى مشهد جديد يعكس حجم معاناة المواطن السورى، أصبح علاج ألام الأسنان أمرا عسيرا، فى ظل الدمار والخراب الذى حل فى مناطق مختلفة من البلاد، على أيدى هؤلاء الإرهابيين.
ولعل مخيم الريان أحد المخيمات التى تعد شاهدا على حجم هذه المأساة، حيث لا توجد عيادات طبية، الأمر الذى دفع بعض أطباء الأسنان إلى ابتكار وسيلة مهمة لعلاج المرضى و هى التنقل بين المخيمات عبر شاحنات مخصصة لذلك.
تقول سيدة سورية تدعى نجوى، إنها تتلقى الرعاية الطبية لأسنانها فى هذه الشاحنات لأول مرة منذ سنوات طويلة، موضحة أن الفوضى التى شابت سوريا منعتها من العلاج الأمر الذى أدى لتدمير أسنانها.
جانب من النازحين السوريين
فعلى الرغم من معاناتها الشديدة من جراء آلام الأسنان التى لحقت بها، إلا أنها لم تبدى اهتماما بالأمر لسنوات طويلة، ربما بسبب ما تعانيه من جراء الفوضى التى شابت البلاد منذ عام 2011، وسيطرة التنظيمات الإرهابية على مدينتها لسنوات.
وبحسب ما روت نجوى لوكالة "رويترز"، فإنها كانت تعيش فى مدينة الرقة السورية، والتى سيطر عليها تنظيم داعش الإرهابى، و منها عاصمة لخلافته المزعومه، إلا أنها تمكنت من الهرب منها قبل ثلاثة سنوات، لتبدأ رحلتها مع النزوح من مخيم إلى أخر، إلى أن استقر بها الحال فى نهاية المطاف فى مخيم الريان.
وأوضحت: "بسبب النزوح المتكرر.. انقطعنا بشكل كبير عن زيارة الأطباء".
سيدة داخل العيادة المتنقلة
ويبدو أن الرعاية الطبية المتاحة فى بعض المخيمات، تأتى عبر الشاحنات، فى صورة عيادات متنقلة، تحمل أطباء فى بعض التخصصات.
ويقول أحد الأطباء المتنقلين إنهم ربما لا يستطيعون تقديم العلاج بصورة كاملة للمرضى، حيث يكتفى عددا من المرضى بالحصول على مسكنات، حتى يستطيع التكيف مع آلامه.
وتظل عيادة الأسنان المتنقلة في كل مخيم بضعة أشهر كل مرة وتعالج العشرات كل يوم ممن لا يمكنهم الذهاب للمدينة لزيارة الأطباء.
طبيب متنقل يقدم العلاج لطفل
على الجانب الآخر، تمثل العيادات المتنقلة محاولة لاحتواء أزمة قطاع كبير من المرضى الذين حاولوا عبور الحدود إلى دول الجوار، وعلى رأسها تركيا، بينما لم يتم السماح لهم بالدخول، و فى الوقت نفسه لا تقدم العلاج للعديد من المصابين بأمراض خطيرة.
ففى تقرير لها قبل عدة أشهر، أبرز موقع "يو إس إيه توداى" معاناة السوريين، فى تقرير منشور على موقعه الإليكترونى، حيث أكد أن قطاع كبير من السوريين يعانون من أمراض خطيرة كالقلب والسكر، بالإضافة إلى أمراض الجهاز التنفسى، ولكن بالرغم من ذلك ربما لا يجدون الكثير من الاستجابة من قبل السلطات التركية.
طفل يعانى من ألم فى أسنانه
وأشار الموقع إلى تقارير أصدرتها العديد من المنظمات الحقوقية، والتى أكدت أن النظام التركى يأبى السماح للنازحين السوريين الذين يعانون من بعض الأمراض الخطيرة، الدخول إلى أراضيهم لتلقى الرعاية الطبية.
إلا أن فكرة العيادات المتنقلة ربما لا تكفى لعلاج بعض الأمراض المزمنة، حيث أشارت عدة تقارير إلى احتياج عدد من المرضى لإجراء عمليات حساسة إلا أنهم لم يتمكنوا من ذلك بسبب نقص الرعاية الطبية.
عدد من النازحين السوريين
عيادة أسنان متنقلة
مواطنان سوريان
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة