كانت للخسارة الكبيرة التى تعرض لها الرئيس التركى رجب طيب أردوغان وحزبه فى انتخابات مدينة إسطنبول، انعكاسات قوية على حلفاءه ومؤيديه الذين أصبحوا ينفضون من حوله ويشنون هجوما عليه، بل إن بعضهم ترك حزبه وأصبح يؤسس لحزب جديد بعيد عن العدالة والتنمية.
وأكدت صحيفة "زمان"، التابعة للمعارضة التركية، أنه بالتزامن مع الصفعة التى تعرض لها حزب العدالة والتنمية ورئيسه أردوغان، بسبب الخسارة الكاسحة التى تعرض لها مرشح الحزب بن على يلدريم أمام مرشح حزب الشعب الجمهورى أكرم إمام أوغلو، بدأت كواليس السياسة التركية تشتعل بأنباء تأسيس الحزب الجديد المنشق عن أردوغان.
فهمى كورو، الكاتب الصحفى التركى المقرب من الرئيس التركى السابق عبد الله جول، كشف الأنباء المتعلقة بتأسيس حزب جديد بالتعاون بين جول ووزير الاقتصاد السابق على باباجان، بالتزامن مع خسارة حزب أردوغان المدوية فى انتخابات إسطنبول المحلية، قائلا إنه ستشهد الفترة المقبلة تشكيلاً جديدًا يشمل عبد الله جول وعلى باباجان سيكون على رأس الحزب الجديد.
وفى إطار متصل، اعترف محمد زاهد جول، مدير تحرير الاندبندنت التركية والمقرب من أردوغان ، أن نهاية حزب العدالة والتنمية اقترب بشكل كبير بعد خسارة مرشح الحزب الحاكم فى انتخابات إسطنبول.
وقال جول فى تغريدات بثها عبر حسابه الشخصى على شبكة "تويتر"، ان إمام أوغلو فاز بنسبة 54٪ وتعتبر هذه النسبة المئوية هى الأعلى فى تاريخ انتخابات أسطنبول، مشيرا إلى أنه حطم الرقم القياسى فى الانتخابات وذلك بفضل 800 ألف ناخب غيروا قناعتهم خلال ثلاثة أشهر، وأضاف: "اعتقد أن هذه النتيجة ستكون معها تداعيات كثيرة؛ ربما منها ولادة حزب جديد من رحم العدالة والتنمية".
وأشار جول إلى أن الرئيس التركى السابق عبد الله جول لم يصرح علنا بمعارضته لحزب العدالة والتنمية، وكان يصرح ببعض اختلافاته فقط لكنه أثناء العملية الانتخابية صرح علنا بشعار المعارضة، قائلا: "كل شيء سيكون رائعا".
وأضاف جول :"الانتخابات فى إسطنبول تحمل معها الكثير من المتغيرات فى السياسية فحزبا المعارضة الشعب الجمهورى والحزب الجيد كانوا قد قالوا أن لا انتخابات مبكرة لكن الأمور بعد الإعادة غيرت الكثير وهذا يعنى أن أمامنا انتخابات مبكرة ربما فى 2020 أو 2021، بمعنى أن السياسية التركية لن تنتظر حتى 2023".
وتابع فى تغريدة آخرى، قال: "الفرق بين مرشحى بلدية إسطنبول تجاوز الآن 800 ألف صوت بينما كان نحو 15 ألفا، يبدو أن قراءة رسالة الناخب فى المرة الأولى بطريقة مختلفة بل والحديث عن التزوير ومصادرة الديمقراطية دفع الناخب فى إسطنبول ليقول رسالة مفادها أرجوك افهمنى لأن الرسالة القادمة ستكون أقسى من النتيجة الحالية".
ونقلت صحيفة "زمان"، التابعة للمعارضة التركية، عن كاتب صحيفة ينى عقد التركية المؤيدة للحكومة، عبد الرحمن ديليباك، تحذيره للسلطة التركية الحاكمة على خلفية انتخابات رئاسة بلدية إسطنبول الكبرى التى فاز بها عضو حزب الشعب الجمهورى المعارض أكرم إمام أوغلو.
وأوضح كاتب صحيفة ينى عقد التركية، أنه سبق وحذر من أن خسارة حزب العدالة والتنمية بهذه الانتخابات ستنهى الحزب بالطريقة نفسها التى وصل من خلالها للحكم، لافتا إلى أن حزب العدالة والتنمية بلغ السلطة عبر البلديات، وسيرحل عنها عبر البلديات أيضا، مؤكدا فى ذات الوقت على ضرورة إنصات حزب العدالة والتنمية للتحذيرات التى يطرحها أنصاره وضرورة فصل المتجاهلين لهذه الانتقادات من صفوف الحزب.
تجدر الإشارة إلى أن عدد من رموز حزب العدالة والتنمية الحاكم شنوا خلال الفترة الأخيرة هجوما عنيفا ضد الحزب، كان بينهم أحمد داوود أوغلو رئيس الوزراء التركى الأسبق، حيث وجه رسالة إلى الحزب عقب نتائج انتخابات المحليات، أشار فيها إلى أن سياسات الحزب تسببت فى حصوله على نتائج سيئة خلال الانتخابات، وخسارة الانتخابات فى أهم المدن التركية.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة