"لأول مرة.. زوجة تُنذر زوجها على يد محضر: بطل حشيش"..كان هذا عنوان الدعوى الأبرز التى أثارت الرأى العام خلال الأيام الماضية، حيث نزلت كالصاعقة على رأس قطاع عريض من الرجال، ما اعتبروه سبباَ صريحاَ من أسباب الطلاق للضرر، ولكن بعد إتاحة الفرصة لعلاج الزوج أو الزوجة المتعاطين.
غرابة "الإنذار" هو ما أثار الرأى العام، وذلك لصعوبة إثبات أن الزوج يتعاطى المخدرات، إلا أن الأكثر مفاجأة وغرابة معاَ هو صدور حكم قضائى لصالح إحدى الزوجات بـ"التطليق للضرر" بسبب تعاطى زوجها للمخدرات، وذلك بعد أن فشلت جميع محاولات الزوجة فى إقناع زوجها بالإقلاع عن شرب الحشيش، فلم تجد وسيلة رادعة، إلا رفع دعوى قضائية ضده.
البداية تمثلت فى إقامة المدعية "ل.م" دعواها ضد المدعى عليه "أ.س"، بموجب صحيفة دعوى قالت فيها أنها تزوجته بموجب عقد شرعى مؤرخ في 7 يونيو 2006، ودخل بها وعاشرها معاشرة الأزواج، ورزقت منه بولدين وقد كانت نعم الزوجة المطيعة له، وملبية لكافة احتياجاته واحتياجات أبنائها، وكانت تسانده فى جميع مراحل حياته، وحريصة على راحته واستقراره ولم تلحق به أى أذى، وقدمت كل التضحيات في سبيل الأخذ بيده إلى الأمام والإصلاح، وتحسين وضعه المادى والمعنوى بمساعدة أهلها حتى تستقر حياتهم.
إلا أن الزوج المدعى عليه "أ.س" لم يبال بكل هذه التضحيات، وضرب بها عرض الحائط، برغم تسترها عليه أملا فى رجوعه، وارتكب العديد من الأفعال غير المشروعة، وحُكم عليه في العديد من الجرائم، حيث حُكم عليه بالسجن 4 سنوات فى إحدى قضايا المخدرات، ونظراَ لهذه السلوكيات وغيرها من الأسباب التى ألحقت ضرراَ كبيراَ بالزوجة، فإنها تطلب التطليق مع موافاتها بحقوقها الشرعية من مؤخر صداق وحضانة أبنائها، ونفقتهم ونفقة إهمال وأجرة حضانة وأجرة سكن.
وبالجلسة المحددة لنظر الدعوى، حضر عن الزوجة المدعية "ل.م" دفاعها، ولم يحضر الزوج المدعى عليه "أ.س" برغم صحة إعلانه والمحكمة قررت السير فى غيبته، كما حضر حكم الزوجة شقيقها، وبعد تحليفه اليمين القانوني أرشدته المحكمة إلى المهمة المكلفين بها من حيث التعرف على أسباب الشقاق بين الزوجين، ومحاولة الإصلاح بينهما، وإقامة البينة على الظالم منهما، وأجلت لحضور المدعى عليه وإحضار حكمه، ثم أعذر بضرورة حضوره وإحضار حكم عنه ولم يحضر فكلفت المحكمة أحد الموظفين كحم عنه بعد تحليفه اليمين القانوني، وأرفق تقريرى الحكمين، وتبين منهما عدم التوصل إلى حل ينهى النزاع صلحاَ، فقررت المحكمة عقد جلسة سرية، وبها حضرت المدعية رفقة دفاعها ولم يحضر المدعى عليه.
وبمناقشة الزوجة، ذكرت أنها اكتشفت بعد زواجها بفترة بأن زوجها يتعاطى فى المخدرات، وأنها سترته أملا فى إصلاحه ولكن دون جدوى، كما ذكرت بأنه تم القبض عليه فى قضية مخدرات، كما تم القبض عليه أيضا عند إنجابها لابنها الأول، ونظراَ للعهدة وتدخل أهل الخير رجعت إليه ولكن دون جدوى، حيث عاد لسابق عهده، وأنه يرافق أصدقاء السوء، وأنه فى القضية الأخيرة تمت مداهمة البيت ليلاَ من قبل رجال الأمن وحكم فيها، فقررت المحكمة إحالة الدعوى للتحقيق حتى تثبت المدعية دعواها بطرق الإثبات كافة، وللمدعى عليه النفى بذات الوسائل.
تطليق للضرر 2
وبها حضرت المدعية رفقة دفاعها ولم يحضر المدعى عليه، وتقدم دفاع المدعية بحافظة مستندات تضمنت "صورة ضوئية من الحكم الجنائى الخاص بقضية المخدرات والمحكوم فيها المدعى عليه بالسجن لمدة 4 سنوات، وقضية سرقات أخرى، حيث قضت المحكمة بتطليق المدعية من زوجها المدعى عليه طلاق بائن للضرر، وأما عن الحقوق الشرعية المترتبة على الطلاق، إلزام المدعى عليه بأن يؤدى للمدعية مؤخر صداقها المدون بعقد الزواج، إلزامه بأن يؤدى لها نفقة عدة ومتعة طلاق، مع أحقية المدعية فى حضانة ابنتها وتقرير أجر حضانة لها، وإلزامه بأن يؤدى لها أجرة مسكن وتعويضاَ معنوياَ .
تطليق للضرر