ردود أفعال واسعة أثارها خسارة حزب العدالة والتنمية الذى يتزعمه رجب طيب أردوغان، فى انتخابات رئاسة مدينة إسطنبول لصالح مرشح المعارضة التركية أكرم إمام أوغلو، حيث ستنعكس هذه النتيجة بشكل كبير على شعبية أردوغان وستؤثر عليه فى الانتخابات الرئاسية التركية المقبلة.
فى هذا السياق قال الإعلامى نشأت الديهى، إن فوز المعارض التركى أكرم إمام برئاسة بلدية إسطنبول يعد شهادة وفاة سياسية للرئيس التركى رجب طيب أردوغان وحزب العدالة والتنمية.
وأضاف "الديهى"، مقدم برنامج "بالورقة والقلم"، المُذاع عبر فضائية "TeN"، الأحد، أن هزيمة على يلدرم ممثل أوردغان القوى وحزبه فى الانتخابات التركية على يد يلدرم هى بداية عهد جديد وصفعة على رأس أوردغان ورجاله.
وتابع "الديهى"، أن أوردغان حاول تخويف الشعب التركى من فوز أكرم يلدرم، لافتًا إلى تصريحات الرئيس التركى بأن فوز أكرم أوغلو برئاسة بلدية اسطنبول هو فوز للسيسى فى قلب تركيا.
وأشار "الديهى"، إلى أن فوز أكرم أوغلو هو عهد جديد لتركيا يقوده حزب الشعب الجمهورى، مؤكدًا أن أردوغان ورجاله أرادوا طمس الحقائق والمضى قدمًا فى تزويرهم للانتخابات ولكن الشعب التركى قال كلمته المدوية وأسقط حزبهم.
من جانبه قال أيمن نصرى رئيس المنتدى العربى الأوروبى للحوار وحقوق الإنسان بجنيف، إن فوز مرشح المعارضة أكرم إمام أوغلو بانتخابات إسطنبول هو مؤشر خطير يعكس التغير الواضح والسريع فى الوضع السياسى التركى، فقد ظل هذا الحزب لفترات طويلة لا يحمل أى دلالات سياسية وبدون أى منافسة تذكر وكان من نصيب حزب العدالة والتنمية الحزب الحاكم.
وأضاف رئيس المنتدى العربى الأوروبى للحوار وحقوق الإنسان بجنيف، أن هذا الفوز هو رسالة واضحة من الشعب التركى أنه غير راض تماما عن الأداء السياسى لأردوغان وحزبه الحاكم وقد ظهر هذا الاعتراض بشكل واضح فى التعامل مع الملف السورى وأيضا العلاقة التركية المتوترة مع دول الاتحاد الأوروبى وروسيا.
وتابع أيمن نصرى: إلغاء نتائج الانتخابات فى المرحلة الأولى أغضب غالبية الناخبين وجعلهم أكثر إصرارا على المشاركة بكثافة لترجيح كفة مرشح المعارضة، فهناك رسالة قوية من المعارضة التركية مفادها أن المنافسة فى كافة الاستحقاقات الدستورية القادمة سوف تكون فى منتهى الشراسة وتحمل العديد من المفاجآت لأردوغان ورفاقه.
وأوضح أن شهر العسل قد انتهى بين أردوغان والشعب التركى خصوصا أن شعبية أردوغان مرتبطة بشكل كبير بتحسن الوضع الاقتصادى فى الفترة الماضية وهو ما بدأ بالتغير من خلال وضع غير مستقر ومتدهور نسبيا، وهى الورقة التى طالما استخدمها أردوغان لتعزيز قبضته لحكم البلاد والقضاء على خصومه السياسيين وأصبح لا صوت يعلو على الصوت التغيير وإعلان الناخب التركى لرفضه فكرة الحزب الواحد الذى يرغب بشدة فى ترسيخ حكم أردوغان لسنوات طويلة هو ما يُنذر بمواجهات حتمية بين النظام الحاكم والمعارضة فى الفترة المقبلة سيسعى فيها أردوغان إلى تعزيز قبضته من خلال استخدامه أساليب وطرق غير مشروعة لضمان أستمراره فى حكم البلاد وتوريثه، لافتا إلى أن ما يحدث من تغييرات سريعة فى الشارع السياسى التركى هو بالفعل رسالة قوية اللهجة من الشارع التركى بأن حلم الخليفة العثمانى هو حلم بعيد المنال.
فيما سخر ضاحى خلفان، قائد شرطة دبى السابق، على خسارة حزب أردوغان قائلا فى تغريدة له عبر حسابه الشخصى على "تويتر": تتذكرون الطائرة التى قدمتها قطر رشوة لأردوغان ستهبط به خارج مطار اتاتورك الدولى، مضيفاً أن الاحتفالات تعم شوارع اسطنبول بعد التخلص من حزب التنمية والعدالة.
وأعرب الأتراك عن فرحتهم بعد فوز "اغلو"، بمظاهر احتفالية كرنفالية كبرى فى ميادين اسطنبول، ضمت عشرات الآلاف من المواطنين.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة