تعد أفريقيا آخر منطقة رئيسية لم يصل الإنترنت إلى مناطق كبيرة منها بعد، حتى في الفئة العمرية أقل من 24 سنة المحبة للتكنولوجيا، يوجد أقل من نصف الأفارقة فقط يستخدمون الإنترنت، وأقل من 13% من الأفارقة يستخدمون موقع فيس بوك، وهو رقم منخفض جدًا.
ووفقًا لما ذكره موقع صحيفة "تليجراف" البريطانية، فإنه من مصلحة فيس بوك أن يكون الوصول إلى الإنترنت واسع النطاق وذات جودة عالية وبأسعار معقولة.
وتواجه أفريقيا عقبات مختلفة للوصول إلى الإنترنت، ومع ذلك يوجد اليوم الكثير من الأفارقة الذين يملكون هواتف ذكية والعديد منهم يمكنهم الوصول إلى بيانات الهاتف المحمول، ولكن الأسعار والجودة قليلة بسبب مشكلات الكابلات وارتفاع أسعار شركات الاتصالات خاصة مع عدم وجود منافسة.
وتكمن الصعوبة في أن عرض النطاق الترددي الأفريقي هو الأغلى في العالم، حتى بالنسبة لأولئك الذين يستطيعون تحمل تكلفة ذلك، فإن الإنترنت ينهار في كثير من الأحيان عبر مساحات شاسعة من القارة.
ويتكون العمود الفقري للشبكة في جميع أنحاء العالم من الألياف الضوئية بشكل أساسي، مع وجود روابط رئيسية تعمل بشكل عام تحت سطح البحر عبر الكابلات البحرية.
وإذا تفاعل أحد مستخدمي فيس بوك على الإنترنت مع مستخدم آخر، فيجب أن يكون كلاهما متصلاً على فيس بوك، والمشكلة في الكابلات البحرية هي أنها تتعرض للعطل بشكل روتيني بسبب العواصف، والأحداث الزلزالية، ومعدات الصيد، ومراسي السفن وما إلى ذلك، ولكن نادرًا ما يلاحظ ذلك في العالم المتقدم، حيث يوجد العديد من الطرق البديلة.
ويعمل العديد من الأشخاص، بما في ذلك إيلون ماسك على توفير النطاق العريض للأقمار الصناعية ذي الأسعار المعقولة وبكمية مقبولة، لكنهم لم يصلوا إلى هناك بعد.
في الوقت الحالي، يخدم معظم ساحل شرق أفريقيا خطين رئيسيين، وبهذا يمكن أن يؤدي انقطاع الكابلين العادي إلى حد ما إلى قطع جانب كامل من القارة، وسبب انقطاع واحد في كابل ACE (الساحل الأفريقي إلى أوروبا) في العام الماضي في اضطراب في 10 دول، وكل هذا ربما كان مقبولاً مرة واحدة، لكن الأمور تغيرت.
المشاركة فى توفير الانترنت بدأت من هنا
وقد ارتفع استخدام النطاق الترددي الدولي العالمي بنسبة 40٪ كل عام من عام 2012 إلى عام 2017، وذلك بسبب متطلبات عرض النطاق الترددي لموفري المحتوى والسحابة، فإن أمازون وأبل وفيس بوك وجوجل ومايكروسوفت مسؤولون عن حوالي 70 % من الزيادة.
وقد أدى ذلك بالفعل إلى مشاركة عمالقة الويب بشكل مباشر في أعمال الكابلات البحرية، وترقية العمود الفقري العالمي بالمتطلبات المتزايدة لشبكاتهم السحابية.
قاما مايكروسوفت وفيس بوك ببناء كبل MAREA لأن الكابلات الموجودة عبر المحيط الأطلسي حطت في الغالب في منطقة صغيرة من الساحل الشمالي الشرقي للولايات المتحدة، وأثر إعصار ساندي عليها جميعًا.
وأجرى فيس بوك شراكة مع جوجل على كابل Pacific Light الجديد من لوس أنجلوس إلى هونج كونج، وكانت السحابة الكبرى نشطة في المشاريع الحديثة الأخرى.
وقد يكون "فيس بوك" وشركات السحابة الكبرى الأخرى حريصة على ممارسة الأعمال التجارية في أفريقيا، ولكن الكابلات البحرية المغمورة في أفريقيا ليست على مستوى الوظيفة، لذلك سيتجهون أيضًا لإنشاء كابلات تحت الماء بالقارة.
إذا كان الأمر متروكًا لشركات الاتصالات لإنشاء الكابلات وامتلاكها، فقد يستمر هذا الموقف لفترة طويلة، لذا فإن الأخبار الأخيرة هي أن فيس بوك يجري محادثات لبناء كابل أفريقي جديد من شأنه تطويق القارة، وهذا يعني وجود ثلاثة خيارات كابل على الأقل على كل ساحل والقدرة على التوجيه ما يوفر موثوقية أفضل.
وتعتبر ثلاث طرق بحرية هي الحد الأدنى لمركز البيانات الرئيسي، لذلك فإن كابل "Simba" المقترح سيفتح أفريقيا أمام عمالقة الإنترنت بضربة واحدة.