"ربنا يوقفلك ولاد الحلال" كانت هذه الدعوة الأخيرة التى تودع بها الأم أولادها وهم يستعدون للمغادرة، والهدف الذى تقصده تيسير الأمور وقضاء المصالح إذا كانت بأيدى آخرين.
وفى تعاملنا اليومى الآن ما أحوجنا لهذا الدعاء الطيب، قد تجد عند قضاء مصلحة ما الشخص البشوش المنضبط الذى يقدم لك الخدمة برضا نفس بل ويذلل لك العقبات أو المشكلات التى تقابلك فى الإجراءات، وندعو الله أن يكثر من هؤلاء الطيبين، وفى المقابل نصادف أناسا آخرين يذيقون المتعاملين معهم ألوان العذاب ويشوهون المنظومة التى يعملون فيها، والأمثلة كثيرة فهناك من يدقق فى التعليمات واللوائح لتعقيد مصالح العباد، وهناك من يتهاون ويتقاعس ويتباطأ ليزيح عن أكتافه العمل الموكول إليه قدر المستطاع، ولا يأبه لطوابير المواطنين التى تصطف أمامه، وهناك من يعقد ويدقق ويتباطأ ويصبح مثل الرهوان والبلسم مع من يدفعون مقابل الخدمة رشوة أو ما شابهها.
وبعض مقدمى الخدمات وتحقيق المصالح يكونون ممن يخافون المسئولية ويخشون على أنفسهم من الوقوع فى الأخطاء الوظيفية فتجدهم أبطأ الناس فى التعامل وأشدهم توترا، وقد تلاحظ هذا الأمر ببساطة عند وقوفك أمام شبابيك المصالح الحكومية أو البنوك عند التعامل مع الموظفين على اختلاف طبائعهم، لذلك فالأمر يستوجب مراجعة الإدارات المختلفة فى شتى التخصصات لمستوى أداء موظفيها وسرعتهم فى التعامل ودقتهم فى الأداء ورأى المتعاملين فيهم، لنخرج بالمنظومة الإدارية والخدمية من النمطية والروتين، وألا نغفل جهد المتميزين وأن نزيد من أعداد الموظفين فى الأماكن المزدحمة مثل مكاتب الشهر العقارى وإدارات المرور وغيرها، ونرجو أن يتحول كل الموظفين ومقدمى الخدمات للجمهور إلى "ولاد الحلال" لنعفى كل أم من هذا الدعاء بعد أن نثق فى مستوى التعامل الطيب بين الناس.. كل الناس.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة