تعد التدخلات الإيرانية في الشأن البحريني سياسة قديمة تمتد لأكثر من 150 عاماً، حيث مرت بعدة مراحل، وامتداد لتدخلات طهران قام موالون لإيران بالاعتداء على مبنى سفارة البحرين فى بغداد مساء أمس وهو الحادث الذى شهد اليوم تداعيات متسارعة، فقد أعلن وزير الداخلية العراقي إحالة المتهمين بالاعتداء على السفارة البحرينية في بغداد إلى القضاء، وذلك بحسب نبأ بثته فضائية سكاى نيوز عربية.
كما شددت الوزارة على أن أمن السفارات خط أحمر لا يسمح بتجاوزه، مضيفة "أن السلطات الأمنية قد اتخذت جميع الإجراءات، وتبذل أقصى الجهود في ملاحقة المتسببن، والمحرضين على تلك الأعمال"
كما تم اعتقال 45 متظاهراً، فيما أصيب 5 من قوات الجيش العراقي بجروح أثناء عملية تفريق المتظاهرين من أمام السفارة البحرينية في بغداد.
ومن جانبها استنكرت وزارة خارجية مملكة البحرين الاعتداء الذي استهدف مبنى سفارة مملكة البحرين لدى جمهورية العراق من قبل متظاهرين، وأدى إلى أعمال تخريبية في مبنى السفارة، و حطموا الزجاج وعدداً من أبواب السفارة، ورفعوا العلم الفلسطيني فوق السفارة.
وزير خارجية البحرين
واقتحم متظاهرون عراقيون سفارة البحرين في بغداد، وأنزلوا العلم البحريني، مساء الخميس، كما استدعت وزارة خارجية البحرين، الجمعة، القائم بأعمال سفارة العراق لدى مملكة البحرين محمد عدنان الخفاجى؛ احتجاجا على تعرض سفارتها لدى العراق إلى اعتداء من قبل متظاهرين منتصف ليل أمس الخميس
وأكد الوكيل المساعد لشؤون مجلس التعاون والدول العربية بوزارة الخارجية البحرينية السفير يوسف محمد جميل، للقائم بالأعمال العراقى -وفقا لوكالة الأنباء البحرينية "بنا"، احتجاج البحرين على ما تعرض له مبنى سفارتها فى بغداد من اعتداء وأعمال تخريبية فى سلوك غير مسؤول ومرفوض بشدة.
وأعرب جميل عن ترحيب البحرين بالبيانين الصادرين عن الحكومة العراقية ووزارة خارجية العراق الرافضين لهذا الاعتداء، مؤكدا ضرورة محاسبة المتسببين، ومنع تكرار مثل هذه الممارسات، وأن تقوم الحكومة العراقية بتحمل مسؤولياتها فى تأمين وحماية سفارة وقنصلية البحرين لديها؛ وذلك وفقا لاتفاقية فيينا للعلاقات الدبلوماسية لعام 1961.
وقام الوكيل المساعد لشؤون مجلس التعاون والدول العربية بتسليم القائم بأعمال سفارة جمهورية العراق مذكرة احتجاج بهذا الشأن.
إدانة العراق لمنفذى الحادث
بدورها، أعربت الحكومة العراقية عن إدانتها الشديدة لقيام عدد من المتظاهرين بالتجاوز على مبنى سفارة مملكة البحرين الشقيقة مساء الخميس، والقيام بأعمال تخريبية مخالفة للقانون وسلطة الدولة وحصانة البعثات الدبلوماسية".
وقالت في بيان لها، إن "الأجهزة الأمنية اتخذت كافة الإجراءات الحازمة والفورية لإخراجهم من السفارة، وكذلك لإعادة النظام وتوفير الحماية اللازمة واعتقال المتسببين تمهيداً لتقديمهم إلى القضاء".
كما أوضحت أن الحكومة العراقية جادة في "منع خرق النظام والقانون، ولن تتسامح مطلقاً مع مثل هذه الأعمال، وتؤكد الحكومة رفضها المطلق لأي عمل يهدد البعثات الدبلوماسية وأمنها وسلامتها وسلامة العاملين فيها".
إيران وراء الحادث
كعادتها تطل إيران برأسها فى كل حادث يهدد أمن دول المنطقة، حيث تعد العراق أحد معاقل الميليشيات الإيرانية ، وقد سبق أن دعت وزارة الخارجية البحرينية، مايو الماضى ، مواطنيها إلى عدم السفر إلى كل من إيران والعراق، تحسبا للأوضاع غير المستقرة التي تشهدها المنطقة.
ودعت المنامة، كافة المواطنين الموجودين في إيران والعراق إلى ضرورة المغادرة وذلك ضمانًا لأمنهم وحفاظًا على سلامتهم.
الاعتداء على سفارة البحرين
وعزت الخارجية البحرينية، دعوة مواطنيها للمغادرة إلى التطورات الخطيرة والتهديدات القائمة وما تحمله من مخاطر كبيرة على الأمن والاستقرار، وتزايد التوتر بمنطقة الشرق الأوسط مؤخرا بسبب مخاوف من اندلاع صراع أمريكى إيرانى وشددت على ضرورة أخذ اقصى درجات الحيطة والحذر.
تدخلات إيرانية بالبحرين
الأطماع الإيرانية في البحرين ليست وليدة أحداث 2011 المفتعلة، بل لها تاريخ متجذر يمتد إلى عام قيام ثورة ملالي إيران، حيث كان عهد شاه إيران مليئاً بالادعاءات الكاذبة والافتراءات المكشوفة، حول أطماع إيران في البحرين وفي دول مجلس التعاون العربي، فقد بدأت التدخلات الإيرانية فى شئون البحرين عام 1979 مرحلة التدخل المباشر القائم على الإرهاب حين تسلم الحكم نظام الولي الفقيه، من خلال خطة عمل شاملة، تتبادل بها الأجهزة الرسمية الإيرانية أدواراً مدروسة بعناية.
وعملت إيران على إذكاء الطائفية، ونشر مبادئ وأيدلوجية نظام الولي الفقيه بغية إضعافها وتشطير مجتمعاتها.
وأوجد النظام الإيراني من خلال علاقاته وصلاته الدبلوماسية الواسعة، خلايا وعصابات وأحزاب مذهبية ومرجعيات دينية تؤمن بولاية الفقيه المزعومة لديه، منها جمعية الوفاق المنحلة في البحرين والتي يرأسها عيسى قاسم، حيث أسست هذه الجمعية التشطيرية للمجتمع، وبقية الميليشيات الإرهابية البحرينية الموالية للنظام الإيراني، برنامجاً ممنهجاً متواصلاً هدفه الرئيس استنزاف الاقتصاد وتركيع الدولة، وبإسناد مباشر من الحرس الثوري.
وبعد عام 1979 قام النظام الإيراني بتكوين ودعم شبكات إرهابية في المنطقة، ففي العام 1981 تم إحباط محاولة انقلاب مسلح في البحرين خططت له ما أطلق عليها الجبهة الإسلامية لتحرير البحرين.
وفي العام 1996 أعلنت البحرين الكشف عن تنظيم سري باسم حزب الله تآمر لقلب نظام الحكم، وقد تلقى المتورطون في هذا العمل الإجرامي تدريبات في طهران.
اعتداءات سفارة البحرين ببغداد
وحتى مارس 2016 أنهت نيابة الجرائم الإرهابية بمملكة البحرين التحقيق في 37 قضية إرهابية تتعلق بالعام 2014 و 2015، شملت تنفيذ تفجيرات والتخطيط لأعمال إرهابية واستدراج رجال الأمن وقتلهم، والجدير بالذكر أن جميع هذه الحوادث كانت خلايا وتنظيمات إرهابية قد تلقت تدريبات عسكرية في إيران.