الوان متشعبة لخيوط متراصة، تشكل وحدات زخرفية متناسقة الترتيب، موزعة على الأكمام والصدر وحول الخصر على تشكيلات من الملابس النسائية متعددة الاستخدام، هذه الخيوط المطرزة والوحدات الزخرفية المرسومة بحرفية عالية، باستخدام الإبرة والخيط يدويا، هى رسومات فنية أبدعت فى نقشها قديما السيدات البدويات فى شبه جزيرة سيناء.
تطرز على الأثواب وأقنعة الرأس حتى تغطى ملامحها، وتجعل من ترتديها تسير بها فى أبهى حُلة كأنها لوحة فنية تشكيلية تسير على الأرض، وهى تحمل رسالة وعنوان من ترتديه، حيث إنه لكل قبيلة بدوية تشكيل معروف من الرسومات وألوان الخيوط، بعضها تتميز باللون الأزرق وهى قبائل مناطق الساحل، وأخرى باللون الأحمر وهى قبائل مناطق عمق شرق سيناء، وأخرى باللون الأصفر المستق من طبيعة الرمال والجبال فى مناطق عمق وسط سيناء، كل لون مميز تتخلله منحنيات وعروق من ألوان أخرى تضيف لمشهد الثوب جمالا يزيده بهاء ووقارا.
هذا التفرد فى ملابس بدويات سيناء يتلاشى تدريجيا خلال العقدين الأخيرين، إلا أن إبداع المرأة السيناوية لم يترك هذا الإرث يندثر، فقد عكفت مجموعات من السيدات، على استخلاص هذه القطع القماشية المطرزة، وإعادة تركيبها على مفردات الحياة اليومية من شالات وشنط حريمى، ثم إبداع أفكار جديدة للتطريز وهو استخدام الوحدات الزخرفية على مشغولات الهاند ميد من حقائب يد وأغطية الهواتف المحمولة، والميداليات، والاتجاه لاستخدامها فى أمور حياتية أخرى ننقشها على مفارش السفرة، وملايات الأسرة، والستائر، والمجالس العربية وصالونات الاستقبال.
تقول إحدى السيدات، التى تشجع عشرات الأسر على تصنيع مشغولات مطرزة، وإعادة بيعها بهامش ربح محدود عبر مواقع التواصل الاجتماعى، هذه الاستخدامات لا تعتبرها المرأة السيناوية انتصارا لتراث جداتهن، وأن انتصارهن الحقيقى لتراث أجيال من سيدات البادية أن الملابس والقطع التراثية المطرزة بأسس وإبداعات من خيال أفكار الجدات قديما، أصبح ارتداؤها لدى كثير من الفتيات والسيدات موضة عصرية، بل هى سمة تحرص على الخروج بها حتى من يتبوأن العمل العام، وكثير من السيناويات اللواتى يشغلن مراكز قيادية حكومية وخاصة تجدهن بشكل رسمى يرتدين هذه المطرزات على ملابسهن الحديثة، كما أن كبرى الفنادق فى القاهرة والمحافظات السياحية، فضلا عن المعارض الخاصة بالمنتجات اليدوية، يحرص القائمون عليها على توفير ملابس سيناء المطرزة بمنصات عرضها.
وأوضحت أن الملابس يتم تطريز وحدات من التشكيلات الفنية عليها، والتطريز يتم يدويا تقوم به منفردة سيدة أو سيدات وفتيات فى منزل واحد، وهن فى الغالب من الباحثات عن مصدر دخل لهن بشكل مناسب ووجدن ضالتهن فى حرفة جداتهن، فهن من ناحية استفدن من هذا الإرث وساهمن فى إحيائه، وفى وصول منتج محلى بسيط للعالمية، ومن هذه المشغولات الثوب السيناوى التقليدى المطرز، وحاليا يتم التحديث بالتطريز على العبايات بكل أشكالها وألوانها وتصميماتها المختلفة المناسبة لكل ذوق ومكان اجتماعى والمخصصة أيضا للمناسبات، فضلا عن الشالات المنوعة وأغطية الرأس وما يلف حول العنق، والكريبات، وأنه مع زيادة الطلب وتنوع الأذواق خصوصا مع الانفتاح على بيئات أخرى لها خصوصية فى ملابسها، أصبح يتوفر المنتج المطرز على هيئة قطع تصلح لإعادة استخدامها وتثبيتها على قطع الملابس والمشغولات وفقا لذوق كل مستخدم لها.