يعد كتاب "السلوك لمعرفة دول الملوك" أحد أهم الموسوعات التاريخية عن مصر، جمع فيه المقريزى وسجل فيه معلومات كثيرة عن العصر الأيوبى والمملوكى من سنة 764 هـ إلى سنة وفاته 845 هـ.
يؤرخ الكتاب لفترة تاريخ مصر الوسيط، حيث يؤرخ لفترة حكم الدولتين الأيوبية والمملوكية لمصر، حيث سجل فيه مصنفه تاريخ مصر منذ بداية الدولة الأيوبية ودولة المماليك، وانتهى فيه إلى أواخر سنة 844هـ/1440م، أى قبيل وفاته، وهى فترة مهمة من التاريخ الإسلامى، فقد واكبت ظهور شخصيات وأحداث مهمة، حيث تناول شخصيات وأحداث مهمة فى تلك المرحلة، وختم به مؤلفاته الكبرى عن تاريخ مصر فى العصر الإسلامى، وسبقه مؤلفان هما "عقد جواهر الأسفاط من أخبار مدينة الفسطاط"، و"اتعاظ الحنفاء بأخبار الأئمة الخلفاء"، وقد انتهى منه المقريزى أواخر سنة 844هـ/1440م، أى قبيل وفاته بعامين.
وذكر المقريزى فى كتابه هذا من ملك مصر من الملوك الأكراد الأيوبية، والسلاطين المماليك التركية والجركسية، وحصر أخبارهم الشائعة، واستقصى أعلامهم الذائعة، وحوى الكتاب أكثر ما فى أيامهم من الحوادث والمجريات، ولم يعتنِ بالتراجم والوفيات كعادة كثير من كتب التاريخ.
قدّم المقريزى فى أربعة أجزاء ضخمة صورة شاملة عن الفترة الممتدة منذ نهاية القرن الثانى عشر وصولاً منتصف القرن الخامس عشر، متناولاً تاريخ النظام السياسى وأبرز محطاته وخلفيات اجتماعية وشخصية عن الملوك والولاة.
وقد دون المقريزى فى كتابه، حوادث كل عام فى فصل مستقل يحمل عنوان العام، وختم الحوادث بذكر الوفيات، والترجمة لأصحابها فى شىء من الاختصار المعتمد فى الأرجح.
والمؤلف هو مؤرخ مسلم، شيخ المؤرخين العرب أحمد بن على المقريزى المعروف باسم "تقى الدين المقريزى" ولد وتوفى فى القاهرة (764 هـ ـ 845 هـ) (1364م - 1442م) ممن اهتموا بالتأريخ بكل نواحيه.