أكد الشيخ أمين عبد الواجد أمين، وكيل الوزارة بمديرية أوقاف الجيزة، أن العمل الجماعى عبارة عن عملية تتعاون فيها مجموعة من الأشخاص بهدف تحقيق غاية مُعينة يصبو إليها كُل فرد من أفراد المجموعة، ولهذا يُعد العمل الجماعى أمرًا صعبًا في بعض الأحيان، إذ العمل بروح الفريق وبذل كامل الطاقات فى جميع الأمور التى يواجهها أفراد المجموعة لا تُعد أمرًا سهلاً.
وقال عبد الواجد: "إن العمل الجماعى يحتاج للتنظيم والترتيب المسبق لتعاون أفراد الفريق، باستخدام طاقاتهم، وإبداعاتهم، وأفكارهم الفردية ودمجها معًا للحصول على النّتائج المطلوبة، وقد حث النبي (صلى الله عليه وسلم) على لزوم الجماعة وعدم مفارقتها، حيث قال :"ستَكونُ بعدى هَناتٌ وَهَناتُ، فمن رأيتُموهُ فارقَ الجماعةَ أو يُريدُ أن يفرِّقَ أمرَ أمَّةِ محمَّدٍ كائنًا مَن كانَ فاقتُلوهُ، فإنَّ يدَ اللَّهِ معَ الجماعَةِ".
وأضاف خلال ندوة علمية كبرى بمسجد "المغفرة" بالجيزة، أهمية العمل الجماعى بروح الفريق، حيث إن ديننا الحنيف يأمرنا بالاتحاد بالاتحاد والتعاون على البر والتقوى، قال تعالى :" وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ” كما أن العمل الجماعي له فوائد عديدة كلها داخلة في البر الذي حثنا القرآن الكريم على التعاون عليه ، منها : أنه يركز على إنجاز أهداف معينة، مما يدفع الأفراد للعمل بروح واحدة كأنهم شخص واحد، ودعم كل شخص منهم للآخر، ومُساعدته على الإنجاز ، كما أن من فوائد العمل الجماعي إزالة جميع القيود التي تمنع أي شخص من القيام بعمله من خلال تبادل الخبرات، والمعارف وغيرهما، وكذلك فإن العمل الجماعي يعزّز قدرة الأفراد على التّعاطي مع الأمور الّتي تحدث أثناء العمل بمرونة وسلاسة أكبر من قبل.
وأشار أن التاريخ الإسلامى قد حوى نماذج غاية في الروعة من خلال العمل الجماعي ، كما في هجرة النبي (صلى الله عليه وسلم) حيث وظف رسول الله كل واحد منهم في مكانه ، ليؤدي مهمة خاصة به، وتجتمع مهمات الفريق كله في إنجاح العمل، وكذلك حفر الخندق فقد حفز الرسول (صلى الله عليه وسلم) فيهم روح العمل الجماعي.
وقال الدكتور السيد مسعد السيد وكيل مديرية أوقاف الجيزة، إن عنوان الندوة مكون من ثلاث كلمات:”روح، العمل، الجماعي”، وأن كلمة روح تعني أن يعمل أفراد الفريق الواحد معا على اختلاف قدراتهم وخبراتهم وأدائهم بشكل منسجم بحيث كل فرد يبذل أقصى جهده ؛ لإتمام العمل بأعلى كفاءة، والتعاون مع الفريق بتكامل، حتى يحققوا الهدف الذي يجمعهم دون إظهار الفارق بينهم فى الأداء أو الخبرة.
وأكد أن بناء المجتمع بالعمل الجماعى يمثل صلب الإسلام وأساسه، وأن الله (تعالى ) يحب العمل الجماعي ، فكما هو معلوم أن الارتباط وثيق بين فاتحة الكتاب والصلاة، فنقول: ” إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ ” ونقول:” اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ ” بصيغة الجمع حتى ولو صلينا منفردين، كما أن الله (تعالى) قد شرع لهذه الأمة الاجتماع في أوقات معلومة، منها ما هو في اليوم والليلة كالصلوات الخمس، ومنها ما هو في الأسبوع كصلاة الجمعة، ومنها ما هو في السنة كصلاة العيدين؛ لأجل التواصل، والعطف ، والرعاية ؛ ولأجل نظافة القلوب ، والدعوة إلى الله – عز وجل- بالقول والعمل.
وأضح أن من عظمة الإسلام أنه جعل المؤمنين ينتفع بعضهم بعمل بعض، فالأعمال التي يشتركون فيها كصلاة في جماعة فإن كل واحد منهم تضاعف صلاته إلى سبعة وعشرين ضعفًا لمشاركة غيره له في الصلاة، فعمل غيره كان سببًا لزيادة أجره كما أن عمله سبب لزيادة أجر الآخر بل قد قيل : إن الصلاة يضاعف ثوابها بعدد المصلين، ولتنمية روح العمل الجماعي لأنه رمز للقوة لذا حرم الإسلام كل ما من شأنه إفساد العلاقة بين أفراد المجتمع كالكبر، والاختيال، والغضب، والحقد، والحسد ، واحتقار المسلم ، والاستخفاف بحقوقه.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة