ساعات قليلة تفصلنا عن الاحتفال بالذكرى السادسة لثورة 30 يونيو 2013، والتى اندلعت فى كافة ميادين محافظات الجمهورية، للتنديد ورفض حكم جماعة الإخوان الإرهابية بعد فشلهم فى الحفاظ على الدولة المصرية على كافة المستويات والأصعدة سياسيا واقتصاديا وأمنيا.
ومن بين المشاهد الثابتة فى الأذهان، مشهد بيان 3 يوليو عقب ثورة 30 يونيو، بمشاركة وفود ممثلة عن كافة أطياف وفئات المجتمع وكان من بينهم الهارب محمد البرادعى، والذى تولى بعد ذلك جبهة الإنقاذ مع ممثلى الأحزاب السياسية.
ومع حالة التشكيك التى حاولت جماعة الإخوان الإرهابية ممارستها حول الثورة الشعبية فى 30 يونيو، والدعوات التحريضية التى أطلقتها الجماعة آنذاك لممارسة أعمال العنف ضد الدولة المصرية وتدمير مؤسسات الدولة، كان للبرادعى حوار مهما مع مجلة "دير شبيغل" الألمانية ، قال فيه "إن أكثر من 20 مليون مصرى خرجوا للشوارع فى ميادين المحافظات المختلفة بسبب الوضع الذى لم يكن مقبولا؛ وأكد أنه بدون عزل مرسى من منصبه كنا فى طريقنا لتصبح مصر دولة فاشية، أو كانت ستنشب حرب أهلية".
ولم يكتف البرادعى بذلك خلال حواره ، بل اعترف بأن عهد الإخوان لم يكون لدى الدولة المصرية برلمان منتخب، وأن مرسى تم انتخابه بشكل ديمقراطى، ولكنه حكم بشكل استبدادى وانتهك روح الديمقراطية، بالإضافة إلى استهداف السلطة القضائية، والضغط على الإعلام، واستخدام منصبه لأخونة مؤسسات الدولة وتحديدا المناصب العليا، وضرب بعرض الحائط كل القيم العالمية، وقاد البلاد نحو انهيار اقتصادى.
هروب البرادعى فى أغسطس 2013
فضل البرادعى أن يكون المشهد الأخير له داخل الدولة المصرية تحت عنوان "الخيانة والهروب" وذلك بحسب ما صدر من بيانات من سياسيين ورموز جبهة تمرد خلال هذه الفترة، اذ أنه قدم استقالته فى أغسطس 2013 بالتزامن مع فض الاعتصام المسلح لجماعة الإخوان الإرهابية فى رابعة العدوية.
من جانبه أكد إبراهيم ربيع، القيادى السابق بجماعة الإخوان، أن إصرار محمد البرادعى، المدير السابق للوكالة الدولية للطاقة الذرية، على الدفاع عن الإخوان والإرهابيين يأتى كتكليف من أولياء أمره فى الخارج الذين يمولونه من أجل أن يخرج ويطالب بوقف الأحكام الصادرة عن الإرهابيين.
وفى نفس السياق، أكد الدكتور طه على، الباحث فى علم الاجتماع السياسى، أن محمد البرادعى أصبح يستخدم أسلوب المزايدة من خلال حسابه على "تويتر"، حيث أصبح يستخدم منصبة السوشيال ميديا سواء للدفاع عن جماعات إرهابية، أو الهجوم على دول والمزايدة عليها.
وأضاف الباحث فى علم الاجتماع السياسى، أن محمد البرادعى لا يعرف خصوصيات كل دولة، ولكنها يسعى للتدخل فى شؤون الدول الأخرى ، موضحا أنه يهاجم دول بعينها بينما نجده يتجاهل تماما سياسات الولايات المتحدة الأمريكية وجرائمها فى المنطقة، حيث إن البرادعى لا يغرد ضد أخطاء الغرب ضد المنطقة العربية، ولكنه يتدخل فى شؤون داخلية وسياقات ثقافية للبلاد.