طالب الرئيس اللبناني ميشال عون، القوات المسلحة والأجهزة الأمنية، باتخاذ الإجراءات اللازمة نحو ضبط الوضع الأمني في منطقة (عاليه) بمحافظة جبل لبنان، وذلك على خلفية ما شهدته المنطقة اليوم من توترات أخذت طابعا عنيفا واشتباكات مسلحة.
وذكرت رئاسة الجمهورية اللبنانية - في بيان مساء اليوم الأحد - أن عون أجرى اتصالات عاجلة لمعالجة الوضع الأمني الذي اضطرب في منطقة عاليه، وأنه دعا إلى انعقاد المجلس الأعلى للدفاع صباح الغد في قصر بعبدا الجمهوري.
وشهدت منطقة الجبل اليوم اشتباكات نارية مسلحة، وتبادلا لإطلاق النيران، على خلفية زيارة أجراها وزير الخارجية رئيس "التيار الوطني الحر" جبران باسيل، إلى الجبل لافتتاح مراكز للتيار، حيث قام عدد من أنصار وأعضاء الحزب التقدمي الاشتراكي بقطع الطرق لمنع استكمال جولة باسيل، احتجاجا على تصريحات أدلى بها واعتبروا أنها تشعل الفتن بين أهل الجبل من الدروز والمسيحيين.
وقُتل عنصران أمنيان من مرافقي وزير شئون النازحين صالح الغريب، أحد الحلفاء السياسيين لرئيس التيار الوطني الحر، وسط تبادل للاتهامات مع الحزب التقدمي الاشتراكي بالمسئولية عن إطلاق النيران واشتعال الأزمة وسقوط قتلى ومصابين.
وأوقف باسيل زيارته إلى بلدات منطقة (عاليه) كما اتهم التيار الوطني الحر، في بيان رسمي، الحزب التقدمي الاشتراكي بالقيام بتحركات أمنية وصفها بالمشبوهة، تذكر اللبنانيين بزمن الحرب الأهلية، ومؤكدا التمسك بمصالحة الجبل (مصالحة بين المسيحيين الموارنة والدروز عام 2001 أنهت الاقتتال بين الجانبين وحرب الجبل) .
من جانبهم، اعتبر قياديون بالحزب التقدمي الاشتراكي أن الوزير جبران باسيل يعمد إلى إطلاق تصريحات تشعل الفتنة، واستفزاز العواطف على نحو يهدد سلامة العيش المشترك ومصالحة الجبل، مشددين في نفس الوقت على أن الحادث الذي وقع اليوم "لن يزعزع مصالحة الجبل التاريخية والتي باتت من المسلمات". على حد قولهم.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة