"عزيزى الله،
أمى ميتة. ماتت وهى تصرخ وتشتم، وبختنى. لعنتنى. أنا ممتلئة. حركتى متلكئة. أعود من البئر فيمسى الماء فاتراً. أحضر الصينية فيبرد الطعام. أجهّز الأطفال للمدرسة فيأتى موعد العشاء. لم ينبس ببنت شفة. جلس قرب السرير ممسكاً بيدها وهو يبكى، يرجوها أن تبقى وألا ترحل.
سألتنى أمى عن الطفلة الأولى: ابنة من هي؟ قلت إنها ابنة الله. ما كنت عرفت رجلاً آخر أو ما الذى يتعين على قوله. ألمت بى الدهشة حين بدأ الألم يعتصرنى وتحركت أحشائى لألفظ بعدئذٍ من فرجى تلك الطفلة الصغيرة وهى تمص إصبعها.
لم يزرنا أحد.
استفحل مرضها أكثر فأكثر.
أخيراً سألتنى: أين هي؟
قلت: أخذها الله.
أخذها. أخذها أثناء نومي. قتلها هناك فى الغابة. وكان يود قتل هذا أيضاً لو استطاع".
إنها رواية "اللون أرجوانى" للكاتبة أليس ووكر، والتى حققت فور صدورها فى العام 1982، شهرة عالمية مدوية، نالت على أثرها ووكر، جائزة "بوليتزر" المرموقة، وتحولت على يد السينمائى الأميركى ستيفن سبيلبرج إلى فيلم ناجح بالعنوان نفسه، فى العام 1985.
وتحكى الرواية عن سيلى الفتاة السوداء المضطهدة بشكل مضاعف للونها ولأنوثتها وتلاحقها لعنة اللون والجنس أينما حلت حيث تتعرض للاغتصاب من قبل زوج أمها وتتعرض إلى الاضطهاد والمعاملة بمنتهى الإذلال كخادمة من قبل زوجها كما تتعرض لعنف نفسى عندما تفصل عنوة عن شقيقتها والإنسان الوحيد الذى تشعر معه بالأمان والحنان وهى الكائن الوحيد الذى يخفق قلبها لها بالحب فى عالم يقوم على القسوة والوحشية وهو ما يجعل العزلة تطبق عليها من جميع الجهات.