يحيى العالم فى الرابع من يونيو من كل عام، اليومِ العالمى لضحايا الاعتداءات من الأطفال الأبرياء، والذى خصصته الأمم المتحدة فى عام 1982 بهدف ضمان حصول جميع الأطفال على حقهم فى الحرية والكرامة وتوفير أرضية ملائمة لهم حتى يكبروا فى بيئة آمنة.
وفى 19 أغسطس سنة 1982 عقدت جلسة استثنائية طارئة للجمعية العامة للأمم المتحدة بشأن القضية الفلسطينية أعربت خلالها الجمعية العامة عن شعورها بالفزع إزاء العدد الكبير من الأطفال الفلسطينيين واللبنانيين ضحايا أعمال إسرائيل العدائية، كما قررت بالمناسبة ذاتها إحياء الرابع من يونيو من كل سنة كـ يوم دولى للأطفال الأبرياء ضحايا العدوان.
العديد من الكتب والروايات الأدبية، تناولت العنف والاعتداءات ضد الأطفال الأبرياء، مادة درامية لمحتوى الرواية، فى محاولة لتسليط الضوء على مثل هذه الجرائم:
مدرسة الخلاعة
هى رواية للكاتب والنبيل الفرنسى دوناتيان ألفونس فرانسوا، ماركيز دى ساد، وصفت بأنها إباحية وشهوانية، وكتبها دى ساد فى عام 1785م، وتحكى قصة أربعة أثرياء خليعين يقومون بتجربة أقصى درجات الإشباع الجنسى فى العربدة، وهم يقومون بذلك بأن يغلقوا على أنفسهم لمدة أربعة أشهر فى قلعة منيعة فى سان مارتن دى بيلفيل فى فرنسا، مع ست وأربعين ضحية، معظمهم من الذكور الشباب والإناث المراهقات، ويدخلون معهم أربعة مديرات لبيوت دعارة ليروين قصصهن ومغامرات حياتهن، شكلت مغامرات المديرات مصدر إلهام لانتهاك وتعذيب الضحايا، والذى يتصاعد تدريجيا حتى يصل إلى الموت فى بعض الأحيان.
ظل العمل غير منشور حتى القرن العشرين. تم ترجمته فى الآونة الأخيرة إلى العديد من اللغات، منها الإنكليزية واليابانية والألمانية. تم حظره من قبل بعض الحكومات بسبب موضوعاته حول العنف الجنسى والقسوة المفرطة.
أوليفر تويست
الرواية الثانية للمؤلف الإنجليزى تشارلز ديكنز، صدرت عام عام 1838م، تدور أحداث القصة حول شخصية (أوليفر تويست)، هذا الطفل الصغير الذى ماتت أمه بعد ولادته مباشرة، لاحظ الطبيب أن الأم لا ترتدى خاتم زفاف فظن أن الطفل غير شرعى، إلا أن هذا الانطباع كان مجرد حكم متسرع على الطفل الصغير حيث من عادة تشارلز ديكنز إحاطة الغموض حول رواياته، أما والده فقد مات بعد ولادته بعدة أشهر.
ثم تتناول حياة الطفل الصغير الذى عاش ضحية مجتمعه الفاسد، فكافح المصاعب، وتحمل المشقات، ولكن القدر كان أقوى منه فأوقعه فى أيدى جماعة من اللصوص لتستخدمه فى تحقيق أغراضها الشريرة، ولكن الخير أقوى من الشر، ولا بد لهذا الصغير أن يتحرر وينتصر على المؤتمرات ليستقبل من جديد الحياة بوجه جديد، وإرادة صلبة، ليعيش حراً شريفاً.
الرجل الضاحك
رواية لفيكتور هوجو عام 1869 أثناء إقامته فى منفاه على جزيرة "جيرزى" البريطانية القريبة من السواحل الفرنسية، ويروى الكاتب قصة سبعة أشخاص جمعت بينهم الجريمة، آلوا أن يسوموا الغلام ألواناً من الخسف والعسف! كانوا يزجرونه، ويزمجرون بوجهه، ثم يطلقون أيديهم إلى رأسه بلطمة قاسية.
كان الغلام ابن العاشرة يئن، فلا ينفطر لأنينه كبد، ولا يرق لتوجعه فؤاد، بالرغم من وجود امرأتين مع الجماعة المجهولة الغاية. ولما انتهوا من حمل أثقالهم إلى السفينة، وصعدت المرأتان لآخر مرة، وهم الغلام باللحاق بهما، دفعه رجل من الرجال بخشونة فألقاه أرضاً! وما هى إلا لحظة حتى رفع اللوح الخشبى الذى كان يصل السفينة باليابسة.
شارع العطايف
رواية للروائى السعودى عبد الله بخيت، صدرت الرواية لأول مرة عام 2009 عن دار الساقى فى لندن، يروى المؤلف فى روايته هذه قصة حياة ثلاثة شخصيات مسحوقة فى طىء تاريخ غير معروف فى السعودية.
محور القصة يدور حول: "ناصر" وهو فى سن المراهقة يتعرض للاغتصاب على يد رجال "شارع العطايف" فيجن ويقتل أى شخص يتزوج ببنت عمه التى يحبها، و"شنغفة" وهو عبد معاق الذى يكتشف رغم الحرية التى يكتسبها أنه ظل نفسيًا فى سجن، وتؤدى طريقته العدوانية وإدمانه على الخمر إلى إعدامه فى نهاية المطاف، أخيرًا قصة "سعد" وهو ابن عائلة فقيرة، يعشق إحدى نساء البغاء فى "جزيرة اللؤلؤ" الغامضة، هذه الرواية من خلال أسلوب لغوى مليء بمشاهد محلّية وتجربة الحرمان، يمنح عبد اللّه بن بيخت فيها للمهمشين فى أى مجتمع صوتًا يعبّرون به عن كوارثهم الشخصية.
أين ولدي؟ حكاية اختطاف صبى سوري
رواية للكاتب السورى وليد عودة، صدرت عام 2013، عن الدار العربية للعلوم، تدور أحداثها عن عائلة سورية مسالمة تعانى الأمرين بسبب ويلات الحرب. تهاجر من اللاذقية الى طرطوس هرباً بعد اقتحام الجيش، وتتعرض الى كارثة إنسانية بعد اختطاف ولدهم الوحيد، حيث يفعلون المستحيل فى محاولة لاسترداده. والرواية ملحمة انسانية رائعة تلقى بعض الضوء على معاناة الشعب السورى المكلوم.