أكد الرئيس اللبنانى ميشال عون، أن التطرف السائد حاليا فى العالم يولد الإرهاب وأصبح بمثابة "عدوى فكرية".. مشيرا إلى أن وسائل التواصل الاجتماعى سهلت انتشارها، فأشعلت الحروب الداخلية والحروب المضادة فى محاولة للقضاء عليها .
جاء ذلك خلال افتتاح الرئيس اللبنانى (مؤتمر الطاقة الاغترابية) فى دورته السادسة والذى تنظمه وزارة الخارجية اللبنانية، بهدف ربط المغتربين اللبنانيين بوطنهم، وإلقاء الضوء على النماذج الناجحة من المغتربين وتكريمهم .
وقال عون: "الفكر لا يُحارَب إلا بالفكر؛ فالسلاح يقتل إنسانا، يدمر منزلا، يمحو مدنا، ولكنه لا يغير فكرة ، بل على العكس يرسخها ويزيدها تطرفا وتعصبا".. مشيرا إلى أن لبنان بإمكانه أن يقدم النموذج للعالم ، خصوصا بعد التجارب السابقة التى عاشها وعلمته كيف يعيش تعدديته، وأن الاختلاف حق، والحوار وحده هو طريق الخلاص والسلام.
وأشار إلى أن لبنان يكافح حاليا للنهوض من أزمات مزمنة متراكمة، خصوصا على الصعيد الاقتصادي، غير أنه "يسلك درب التعافي".. مؤكدا أن كل جهد من المغتربين اللبنانيين فى هذا الصدد، من شأنه أن يساعد على المضى قدما فى طريق التعافى الاقتصادي.
من جانبه، اعتبر وزير الخارجية جبران باسيل أن لبنان بإمكانه أن يكتفى بطاقات أبنائه المغتربين، خاصة فى مجال تفعيل الشراكة بين القطاعين العام والخاص، بدلا من انتظار الدعم الخارجي.
وأشار إلى أن اللبنانيين المغتربين هم أولى بأن يكونوا شركاء الدولة فى مشروعات إنشاء محطات الكهرباء ومصانع تدوير النفايات والسكك الحديدية والموانىء البحرية والمشاريع الاستثمارية الضخمة .
وقال إن المؤتمر ينعقد فى ظل جهود لإقرار موازنة عامة صعبة، ومن شأنه أن يسهم إيجابا بنمو الاقتصاد وتفعيل التبادل التجارى بين لبنان والدول التى يقطنها المغتربون، بزيادة الصادرات اللبنانية إليها، وتشجيع الشركات الناشئة، ومشاريع إعادة إعمار سوريا والمشرق .
وشدد باسيل على أن لبنان لن يقبل بأن يتحول إلى وطن بديل للاجئين الفلسطينيين والنازحين السوريين ، مؤكدا أنه لن يحل فى لبنان إلا ابن اللبنانى المغترب بوصفه "صاحب الحق الأول فى وطنه الأول".