الشيخ إمام أحد أشهر المنشدين والملحنين المرتبطين بالحركة الوطنية فى مصر، جسد مع الشاعر الكبير أحمد فؤاد نجم ثنائيًا فنيًا تاريخيًا، يكاد يكون أبرز ثنائى فى التاريخ المصرى الحديث، وكان ذلك بداية التحول فى مسار الشيخ إمام الغنائى.
وتمر اليوم ذكرى رحيل الشيخ إمام الـ24، واسمه الحقيقي إمام محمد أحمد عيسى (2 يوليو 1918 - 7 يونيو 1995)، عن عمر ناهز عند وفاته 87 عامًا، تاركًا وراءه أعمالاً فنية نادرة.
وحسب كتاب "عباقرة الإنشاد الدينى" للكاتب محمد عوض، تفتحت أذن الشيخ، عندما كان صغيرًا كفيفًا، مبكرًا على صوت كروان السماء الشيخ محمد رفعت، فكان يحرص دائمًا على الذهاب إلى مسجد فاضل باشا بدرب الجماميز بالقاهرة، حيث الشيخ رفعت يقرأ القرآن الكريم، وعندما سمعه الشيخ رفعت ذات مرة يقرأ القرآن بصوت جهور أعجب به، ودعا له، فكان أول من تنبه بمواهبه، وعليه قام والده باصطحابه عام 1929 للدراسة بالجمعية الشرعية السنية بحى الأزهر، وظل أربع سنوات يدرس فيها، أتم خلالها حفظ القرآن الكريم، وأصبح يلقب بـ"الشيخ إمام" من حينها حتى وفاته.
فى منتصف الثلاثينيات، اشترك الشيخ إمام فى اجتماع لمجموعة من المكفوفين كان ضمنها المطرب والملحن سيد مكاوى، وكان إمام عاشقا لألحان الشيخ زكريا أحمد، وتعرف عليه عن طريق الشيخ درويش الحريرى، فتقرب منه وانضم إلى بطانته، واستعان به الشيخ زكريا فى حفظ الألحان الجديدة، واكتشاف نقاط الضعف بها، حيث كان زكريا ملولا لا يحب الحفظ، فاستمر معه إمام طويلا.
كان ضمن مهام "إمام" أن يحفظ ألحان الشيخ زكريا لكوكب الشرق أم كلثوم قبل أن تغنيها، وكان إمام يفاخر بهذا فى جلسات الأنس فيغنيها لأصحابه، ولما بدأت الألحان تتسرب إلى الناس قبل أن تغنيها أم كلثوم، وعرف الشيخ زكريا أحمد بهذا، على الفور قرر الاستغناء عن الشيخ إمام، ومن بعدها اتجه الشيح إمام للعزف على العود، وتعلمه، واستفاد من موشحات شيخه درويش الحريرى، ليبدأ من هنا رحلته الطويلة مع العزف.