أطلق الجيش الوطني الليبية عملية عسكرية لتحرير العاصمة طرابلس من قبضة الإرهابيين والمليشيات المسلحة، والعمل على تفعيل مؤسسات الدولة الليبية التى تهيمن عليها جماعات متشددة وإجرامية وتبتز سكان العاصمة.
كان القائد العام للقوات المسلحة الليبية المشير خليفة حفتر قد أصدر أوامره فى الرابع من أبريل الماضى إلى قوات الجيش الليبي بدخول العاصمة طرابلس لتحريرها من قبضة المليشيات المسلحة والجماعات الإرهابية المتواجدة فى تلك المنطقة.
وأكد المشير خليفة حفتر فى كلمة إلى قواته عبر اللاسلكى، أنه حان موعد الفتح المبين للعاصمة طرابلس لتحريرها وعدم رفع السلاح إلا فى وجه من يرفعه بوجه قوات الجيش الليبى.
وأضاف المشير خليفة حفتر فى كلمته "من ألقى السلاح فهو آمن ومن رفع الراية البيضاء فهو آمن.. سلامة المواطنين وآمنهم وأعراضهم وضيوفنا الأجانب وأهلنا وأعراضنا كلها أمانة فى أعناقكم".
وأشار المشير خليفة حفتر إلى أن قوات الجيش الليبى تستجيب لنداء أهالى طرابلس لتحريرها من قبضة المليشيات والجماعات الإرهابية، مؤكدا أن القوات ستستكمل مسيرتها مسيرة الكفاح والنضال.
ويرى مراقبون أن عملية الجيش الليبى لتحرير طرابلس ستساهم بشكل كبير فى تعزيز الحل السياسى الذى ترفضه التشكيلات المسلحة التى تسيطر على مؤسسات الدولة فى طرابلس، وتفرض القرارات على المجلس الرئاسى الليبى برئاسة فائز السراج الذى بات مسيرا وليس مخيرا فى طرابلس.
ارتكبت المليشيات المسلحة جرائم كبيرة فى العاصمة طرابلس بحق السكان المحليين وتهريب الوقود والاتجار فى البشر، فضلا عن ممارستها لأبشع الجرائم ضد النساء وكبار السن الذين يصطفون أمام المصارف الليبية فى طرابلس لصرف مستحقات المواطنين، فيما تعرقل التشكيلات المسلحة عمل المصارف وتسعى لابتزاز المؤسسات المالية للحصول على مزيد من الاعتمادات المالية.
وتعاني العاصمة الليبية طرابلس على مدار السنوات الماضية من أزمة توافر الوقود، وتصطف السيارات فى طوابير طويلة تفسر جزء من الأزمات التى تعصف بحياة المواطن الليبى الذى يعانى من نقص السيولة وشح المحروقات، بالإضافة لعجز حكومة الوفاق الوطني الليبية عن التوصل لأى حلول للمشكلات التى تعانى منها طرابلس، فضلا عن فشلها في تحجيم دور محافظ مصرف ليبيا المركزى فى طرابلس الصديق الكبير والذى يعد أحد أبرز ممولى المليشيات المسلحة.
وفشلت بعثة الأمم المتحدة للدعم فى ليبيا فى تقريب وجهات النظر بين الفرقاء الليبيين، وعززت البعثة الانقسام السياسى بين كافة المكونات والأطراف الليبية، وباتت منحازة إلى طرف على حساب الآخر وهو ما دفع المكونات السياسية فى مدن المنطقة الشرقية للمطالبة بتغيير المبعوث الأممى غسان سلامة والفريق المعاون له، مؤكدين ان البعثة الاممية باتت مخترقة من عناصر المليشيات المسلحة التى تتركز فى طرابلس.
وتتطلع الأطراف والمكونات الليبية إلى تعيين مبعوث أممى جديد فى ليبيا يكون محايدا فى عمله ويعمل على رأب الصدع بين المكونات الليبية، وتعزيز الثقة بين كافة الاطراف للبدء فى تفعيل العملية السياسية واستئناف الحوار السياسى، بالإضافة إلى تفعيل بنود الاتفاقات السياسية الموقعة بين الليبيين وخاصة اتفاقي الزاوية والصخيرات ولعل أبرز البنود هى تفعيل الترتيبات الامنية التى تقضى بحل التشكيلات المسلحة وتسليم أسلحتها.
فيما تلتزم بعثة الامم المتحدة للدعم فى ليبيا الصمت تجاه الممارسات التركية الداعمة للمليشيات المسلحة بالعتاد والسلاح، وتوريد عدد كبير من المدرعات والطائرات بدون طيار لعرقلة عملية الجيش الوطني الليبى لتحرير طرابلس، وهو ما يؤكد فشل البعثة الأممية التام فى منع التدخل الخارجى فى الشأن الليبى وتغاضيها عن ممارسات بعض الدول الإقليمية فى دعم تشكيلات مسلحة وجماعات إرهابية.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة