هل يجوز قول المأمومين أثناء دعاء الإمام "حقًّا.. نشهد.. صدقًا وعدلاً.. يا الله"؟

السبت، 08 يونيو 2019 03:00 ص
هل يجوز قول المأمومين أثناء دعاء الإمام "حقًّا.. نشهد.. صدقًا وعدلاً.. يا الله"؟ الشيخ على أحمد رأفت
كتب لؤى على

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

قال الشيخ على أحمد رأفت، عضو مركز الأزهر العالمى للفتوىٰ الإلكترونية، إن الدعاء من أجَلِّ العبادات التى أمر بها الله تعالىٰ ورسوله الكريم صلىٰ الله عليه وآله وسلم، وبه جاء الأمر مطلقًا؛ فيشمل ذلك كل هيئاته؛ فى الصلاة و خارجها، سرًّا أو جهرًا، فرادىٰ أو جماعات. قال تعالىٰ : ﴿وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِى يُرِيدُونَ وَجْهَهُ﴾ [الكهف: 28]، وامتثالُ الأمر الوارد بالآية الكريمة يحصل بمشاركة الداعين الجماعية فى الدعاء، ويحصل بالتأمين عليه.

 

وأضاف فى معرض رده على سؤال هل يجوز قول المأمومين أثناء دعاء الإمام (حقًّا - نشهد - صدقًا وعدلا - يا الله)، أن الدعاء فى القنوت سنة نبوية سار عليها العلماء عبر القرون جميعها، ومن الأدعية المأثورة فى القنوت ما رُوِى عن سيدنا الحسن رضى الله عنه أنه قال: علمنى جدى رسول الله صلىٰ الله عليه وآله سلم كلماتٍ أقولهنَّ فى قنوت الوتر: "اللهم اهدنى فيمن هديت، وعافنى فيمن عافيت، وتولَّنى فيمن تولَّيت، وبارك لى فيما أَعطيت، وقنى شرَّ ما قضيتَ، فإنك تَقْضى ولا يُقْضى عليك، إنه لا يَذلُّ من واليت، تباركتَ ربَّنا وتعاليت".

 

وأما قول المأمومين عقب دعاء الإمام ءامين فمعناه: "اللهم استجب"، وفيه طلبٌ لاستجابة الدعاء؛ وهو أمرٌ محمود، فعن حبيب بن مسلمة الفهرى رضى الله عنه أنه سمع رَسُولَ اللهِ صَلَّىٰ اللهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ يقول: «لَا يَجْتَمِعُ مَلَأٌ فَيَدْعُو بَعْضُهُمْ وَيُؤَمِّنُ سَائِرُهُمْ إِلَّا أَجَابَهُمُ اللهُ». وعندما يُثنى الإمام علىٰ الله جلَّ جلاله فالمأموم مخير بين إعادة الثناء أو الإقرار به أو ذكر الله أو استخدام بعض الألفاظ الواردة؛ مثل قولهم: "يا الله" و"نشهد" و"حقًّا" ؛ لأن هذه الألفاظ الطيبة لا تخالف أصول الشرع فى شيء، بل هى مشروعة ولها أصل فى سنة الحبيب المصطفىٰ صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم وعمل أصحابه رضى الله عنهم والسلف الصالح من بعدهم: فقد ورد عن حذيفة رضى الله عنه فى وصف صلاة النبى صلى الله عليه وآله وسلم: "أنه إذا مر بآية فيها تسبيح سبَّح، وإذا مر بسؤال سأل، وإذا مر بتعوُّذٍ تعوَّذ.

 

و الخلاصة : فكما يُسَنُّ للمصلى الثناءُ والتسبيح عند المرور بآية تسبيح، والاستعاذة عند المرور بآية عذاب؛ فإنه من باب أولىٰ يشرع له الثناء علىٰ الله تعالىٰ فى الرد علىٰ الإمام بقوله "يا الله" و"حقًّا" و"نشهد". وعليه فقولهم هذا مشروعٌ ولا حرج فيه، ولا وجه للقول ببدعية ذلك، ولا يجوز النهى عنه.

 










مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة