يعتبر مسجد المجاهدين واحدا من أقدم المساجد فى مدينة أسيوط وهو من المساجد المعلقة، حيث إنه يقع على ربوة عالية منذ نشأته عام 1708م؛ ومئذنته تعتبر أعلى مآذن الصعيد ارتفاعًا وهى من المآذن الممشوقة معماريًا، ويقع بميدان المجاهدين غرب مدينة أسيوط.
يقول الدكتور أحمد عوض الصعيدى، مدير عام الآثار الإسلامية والقبطية بأسيوط، عن مسجد المجاهدين: "أنشأه الأمير محمد بك أمير اللواء السلطانى، وهو أحد أمراء الألوية من قبل الدولة العثمانية، فى سنة 1120هـ/ 1708م، ويقع هذا المسجد فى منطقة ميدان المجاهدين بحى غرب مدينة أسيوط، وشُيد المسجد على غرار المساجد العثمانية وله مئذنة مملوكية الطراز ترجع للعصر المملوكى، كما أن المسجد الحالى بُنى على أنقاض مسجد بُنى فى العصر المملوكى ولم يتبق منه سوى المئذنة فقط".
ويضيف مدير عام الآثار الإسلامية والقبطية بأسيوط، يتكون التخطيط المعمارى لجامع المجاهدين من الداخل من مساحة يتوسطها 3 صفوف من الأعمدة الخشبية بكل صف 4 أعمدة، وجدار القبلة ينحرف قليلا جهة الغرب لتأخذ الاتجاه الصحيح للقبلة، كما يتوسط المسجد المحراب وهو عبارة عن حنية نصف دائرية يتوجها طاقية معقودة بعقد نصف دائرى، وقد زخرف أعلى المحراب بزخارف هندسية قوامها أشكال نجمية نفذت بالطوب المنجور؛ كما يوجد على يمين المحراب المنبر وهو من الخشب المزخرف بزخارف هندسية بطريقة السدايب، أما دكة المؤذن فهى من الخشب وتقع بوسط الجدار الشمالى وهى مستطيلة الشكل ترتكز على أربعة أعمدة ويصعد إليها بسلم خشبى.
وتابع سقف جامع المجاهدين مسطح من الخشب عبارة عن عروق خشبية تحمل فوقها ألواح متراصة وتستند على 8 أعمدة خشبية وترتبط الأعمدة بينها بروابط لحمل أدوات الإنارة ويتوسط السقف شخشيخة من الخشب فتح فى جوانبها الأربعة نوافذ للإضاءة والتهوية، كما ألحق بالجامع مئذنة تقع بالزاوية الشمالية الشرقية وتبرز عن سمات الواجهة الشرقية، وأهم ما يميز مئذنة جامع المجاهدين تعتبر أعلى مآذن الصعيد ارتفاعًا وهى من المآذن الممشوقة معماريًا، حيث بنيت بالكامل بالطوب المنجور، وتتكون من قاعدة مربعة وأربعة طوابق مثمنة الشكل زخرفت جوانبها بدخلات مستطيلة تنتهى بعقود مدببة، وينتهى كل طابق بثلاثة صفوف من المقرنصات تحمل شرفة خشبية مثمنة ثم تنتهى المئذنة بدروة صغيرة ثم قمة مخروطية الشكل.
كما ألحق بالجامع قبة ضريحية تقع خلف الجدار الغربى على يسار الميضة، وهى عبارة عن مساحة مربعة الشكل يغطيها قبة قطاعها نصف دائرى وبأرضية القبة الضريحية تركيبة خشبية بسيطة وبالجدار الجنوبى حنية محراب صغير، كما كان توضع صناديق خشبية بها مصابيح للإضاءة حيث جرت العادة على أن تضاء مع المغرب وتطفئ في وقت الإمساك.
وأكد الصعيدى أن مسجد المجاهدين تم الانتهاء من تطويره وترميمه لأول مرة فى تاريخه منذ إنشاء المسجد، حيث شملت ترميم مئذنة المسجد، التى تعد من أكبر المآذن فى أسيوط، وتجديد الأرضيات والكهرباء ودورات المياه، وترميم حوائط وأعمدة المسجد، وترميم المنبر مع الاحتفاظ بالمحراب (القبلة) كما هى لأثريتها، وتجديد البوابة الخارجية لتكون على الطراز الإسلامى، كما يتكون المسجد من مدخل ضخم يعلوه عقد ثلاثى الفصوص، واجهته من الطوب الأسود، وبه بئر ماء، ويحيط بحوائط المسجد زخارف خشبية منقوش عليها نهج البردة.
مسجد المجاهدين (12)
مسجد المجاهدين (12)
مسجد المجاهدين (13)
مسجد المجاهدين (14)
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة