يبدو أن لقاء رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماى مع الرئيس الروسى فلاديمير بوتين، على هامش قمة العشرين، كان ملفتا للاهتمام الدولى والعالمى، باعتباره اللقاء الأول الذى جمع بينهما، بعد أكثر من عام من المقاطعة بين البلدين، على خلفية أزمة تسميم الجاسوس الروسى المشترك سيرجى سكريبال، على الأراضى البريطانية، وهو الحادث الذى وجهت فيه لندن اتهاما مباشرا لموسكو بالتورط فيه، في الوقت الذى نفت فيه موسكو هذه الاتهامات جملة وتفصيلا.
تيريزا ماى
إلا أن اللقاء لم يكن الشيء الوحيد الملفت في لقاء بوتين ماى، وإنما أيضا رداء رئيسة الوزراء البريطانية، خاصة وأنها ليست المرة الأولى التي ظهرت فيها بهذا الفستان الأحمر،المكون من قطعتين، والذى صممته المصممة البريطانية أماندا واكيلى، حيث أنها اعتادت على ارتدائه في مناسبات عدة جمعتها مع زعماء العالم الأقوياء.
تيريزا ماى مع أحد المعارضين العماليين إبان وجودها فى وزارة الداخلية
تكرار ارتداء الفستان الأحمر في اللقاءات أو المناسبات الهامة التي تحضرها ماى ربما يعكس شغفها باللون الأحمر، باعتباره يرمز للقوة، في الوقت الذى تشهد بريطانيا عدد من المآزق السياسية، على رأسها أزمة بريكست، وصعوبة الوصول إلى اتفاق مع الاتحاد الأوروبى، حول الخروج، بالإضافة إلى تأرجح العلاقة مع الحليف الأمريكي، وتأزم العلاقة مع موسكو، وأخيرا استقالة رئيسة الوزراء من منصبها على خلفية فشلها السياسى في إقناع البرلمان الأوروبى باتفاقها مع قادة أوروبا.
تيريزا ماى مع أوباما
فستان ماى الأحمر ظهرت به في عدة مناسبات ولقاءات دولية، منها لقائها مع الرئيس الأمريكي باراك أوباما على هامش قمة العشرين في 2016، و في الوقت الذى كان يعتمد فيه أوباما على حليفته الألمانية أنجيلا ميركل، على حساب لندن، والتي تمثل الحليف التاريخى لواشنطن منذ الحرب العالمية الثانية.
ماى وبوتين فى لقائهما عام 2016
ظهرت ماى كذلك مع الرئيس الروسى فلاديمير بوتين في نفس القمة، بنفس الفستان، ربما في إشارة إلى قوة بريطانيا وقدرتها على مضاهاة القوى الروسية الصاعدة بقوة.
ماى وترامب بالبيت الأبيض
كما أنها ارتدته كذلك في الزيارة التي قامت بها إلى واشنطن، بعد أيام قليلة من تنصيب الرئيس دونالد ترامب، حيث كانت أول زيارة لزعيم أجنبى يزور الولايات المتحدة في عهد ترامب، حيث كان الهدف الرئيسى من الزيارة هو محاولة استقطاب واشنطن لعقد اتفاقات تجارية، وكذلك لاستعادة التحالف القديم بين البلدين، بعد سنوات من الاعتماد الأمريكي على ألمانيا في عهد الإدارة السابقة.
ماى وترامب
فستان ماى لم يقتصر على حقبتها كرئيسة الوزراء، وإنما كان ظهورها به قد سبق ذلك إبان وجودها في منصب وزير الداخلية في حكومة رئيس الوزراء البريطاني السابق ديفيد كاميرون، حيث اعتادت على ارتدائه في لقاءاتها مع خصومها السياسيين سواء داخل حزبها (حزب المحافظين)، أو المنافسين المنتمين لحزب العمال.
ماى وبوتين فى لقائهما على هامش قمة العشرين بأوساكا اليابانية
الكاميرات التقطتها في العديد من المناسبات السياسية بينما كانت ترتدى الفستان نفسه مع أعضاء بالبرلمان البريطاني، من بينهم القيادى العمالى البارز شوكا أومانان في عام 2014.
وهنا تثور التساؤلات حول ما إذا كان ارتدائها المتكرر للفستان لدعم الأزياء البريطانية أم أنه يمنحها قدر من الثقة بنفسها، خاصة في لقاءاتها مع خصومها، سواء في الداخل البريطاني أو على المستوى الدولى، في ظل الصفعات المتتالية التي تتلقاها منذ توليها منصبها، والتي أدت في النهاية إلى استقالتها من منصبها.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة