جريمة اكتملت جميع أركانها تجسد تعديا صارخا على النفس حيث شكل المتهمون كتيبة للإعدام، حيث قتلوا شابا فى مقتبل العمر، وبدلا من أن يزف إلى عروسه زف إلى قبره ولم يكتفوا بأن يقتلوه بل ألقوه فى المياه، مثبت به حجرا ثقيلا وهو حى بعد اختطافه وتعذيبه.
الحكم
حكمت المحكمة بجنايات دمنهور، برئاسة المستشار أحمد حسام النجار والمستشارين حسام الصياد وأشرف عبد الراضى، بإحالة 3 عمال إلى مفتى الجمهورية، لإبداء الرأى الشرعى فى الحكم بإعدامهم لاتهامهم بتعذيب وقتل "قهوجى" عمدا مع سبق الإصرار والترصد، عبارة أسدلت الستار على قضية استنكرها كل من يعرفها، كما قررت المحكمة تحديد جلسة 20 أغسطس المقبل، للنطق بالحكم على باقى المتهمين فى الواقعة.
وترجع أحداث القضية إلى العثور على جثة "ح ر خ" 21 سنة المقيم محافظة المنوفية، موثوق اليدين والقدمين بترعة الرياح البحيرى بمركز كوم حمادة، وأسفرت جهود الأجهزة الأمنية إلى تحديد مرتكبى واقعة القتل وهم "م ح ص" 25 سنة و"أ ع ال" 31 سنة و"م ج ر" 23 سنة و"م أ. ا" "م . ا م" عمال ومقيمين بمحافظة المنوفية، وبتقنين الإجراءات القانونية تم ضبط المتهمين وبمواجهتهم اعترفوا بارتكابهم الواقعة بسبب وجود خلافات سابقة بسبب الجيرة.
البداية
بلاغ من الأهالى بالعثور على جثة شخص فى العقد الثالث من العمر غير واضح الملامح يرتدى كامل ملابسه وبه بعض الإصابات، ووردت معلومات من وحدة مباحث مركز الشهداء بمديرية أمن المنوفية، بوجود حالة غياب لشخص يدعى "حسام رجب محمد" 21 سنة، عامل ومقيم بقرية سرسموس دائرة مركز الشهداء والمحرر بشأنه المحضر رقم 1401 لسنة 2018 إدارى مركز الشهداء ومبلغ بغيابه وتم التنسيق مع أهليته حيث حضر إلى ديوان المركز "محمد ر م خ " 24 سنة مقيم بسرسموس الشهداء، شقيق المتغيب ووالدته "نجلاء ع م" 39 سنة، ربة منزل ومقيمة بذات العنوان .
الخلافات قديمة
وقال شقيق المتوفى، إن شقيقه تغيب عن المنزل يوم 6 مارس وقامت والدته بتحرير المحضر اللازم بالتغيب 9 مارس، لافتا إلى أنه حرر محضر يتهم فيه المتهمين بالتورط فى تغيب شقيقه قبل معرفة أى تفاصيل عن غيابه، مشيرا إلى أن المتهمين قاما قبل ذلك بخطفه واحتجازه فى منزلهم وإجباره على التوقيع على إيصالات أمانة كى ينازل عن المحاضر.
الجثة موثقة
وبتطوير خطة البحث تبين أن الواقعة انطوت على خطورة إجرامية شديدة متمثلة فى التعدى الصارخ على النفس والمال وما ظهر من معالم للجثمان عقب خروجه من المياه وأنه ثبت معه كتلة خرسانية ملفوفة بسلسلة حديدية محكمة بقفل حديدى ووجود لاصق شفاف حول الفم واليدين، مما يشير إلى وجود قصد جنائى يقين فى إزهاق روح المتوفى.
تبديل الملابس للمقتول
كان من نتائج التحريات، أن المتوفى "حسام رجب محمد" 21 سنة، عامل بمقهى بمدينة الحرفيين ومقيم بقرية سرسموس مركز الشهداء وينتمى إلى أسرة متوسطة الحال ويتمتع بسمعة طيبة ولم يسبق اتهامه فى أى وقائع جنائية، وأكدت التحريات اختفاءه يوم 6 مارس حال عودته من لقاء أحد أصدقائه الذى قام بتوصيله بالقرب من مسكن المتوفى ومن كانوا برفقته يتمتعون بسمعة طيبة، وأكدت التحريات أن المجنى عليه لم يكن يرتدي التيشرت الكحلى اللون الذى ظهر حال خروجه من المياه مرتديا إياه وكذا التيشرت الآخر بنى اللون ما يشير إلى قيام المتهمين بإلباسه تلك الملابس سعيا لإخفاء جريمتهم .
عاهة تؤكد شخصية القتيل
وأكدت التحريات أن المتوفى مع عائلة "حافظ" والتى تطورت إلى وقائع اختطاف واحتجاز وإحداث عاهة مستديمة، وأكدت التحريات بصورة قاطعة أن المجنى عليه لم يكن له دور فى الخلافات والصراعات، وأنه كان لديه رغبة محمومة لإنهاء تلك الخلافات وسعيا لإثبات الذات وفرض السيطرة بالقوة والانتقام عزم "محمد ح ص" أحد أطراف الخلاف وعقد النية على خطف المجنى عليه وإزهاق روحة ليثبت لنفسه وللكافة أنه قادر على الانتقام .
المجرمون
وتنفيذا لما انتوى عليه وأصر على ارتكابه المتهم أكدت التحريات قيام كل من "محمد ح ص" 26 سنة، وسبق اتهامه فى قضايا سرقة وسلاح نارى وإحداث عاهة، والمتهم الثانى "محمود ا ع" 20 سنة، و"مراد ا م" 35 سنة، و "محمد ج ع" 22 سنة، واتفقا على تنفيذ ما عقد عليه الأول وساعده وعاونه ورافقه باقى المتهمين بان قاموا باختطاف المجنى عليه واحتجازة والتعدى علية وإزهاق روحة .
كما أكدت التحريات أنهم استعانوا بـ" أمير ع م " 32 سنة، كامل بكافتيريا، وذلك فى رصد المجنى علية وإخطارهم بمكان تواجده وتمكينهم من الظفر به وخاصة أنه من أصدقاء المتوفى، ويمتلك مسكن مطل على مسكن المجنى عليه، وعلى خطوط السير المؤدية إليه .
مأمورية للضبط
وقامت مأمورية برئاسة النقيب أحمد القليعى تنسيقا مع أمن الاسكندرية وتم القبض على المتهم الاول والثانى، وقامت مأمورية أخرى برئاسة الرائد محمد أبو غزالة والنقيب عمر عرفات تنسيقا مع امن المنوفية مع اللواء سمير أبو زامل مدير أمن المنوفية واللواء سيد سلطان مدير إدارة البحث الجنائى بالديرية، وتم ضبط باقى المتهمين .
الاعتراف
وبمواجهة المتهمين بما أكدته التحريات أقروا جميعا بالاشتراك فى واقعة خطف واحتجاز وتعذيب وقتل والتخلص من جثمان المتوفى وقرروا أثناء مواجهتهم ارتكاب الواقعة وقال المتهم الرئيسى "محمد ح ص" إن الخلافات بين العائلتين بسبب الجيرة تطورت لتعدى كلا العائلتين على الاخر بالضرب سواء باليد أو بالاسلحة البيضاء وإطلاق الاعيرة النارية، ونتج عن تلك المشاحنات العديد من الاصابات وكان من نتاج ذلك صدور العديد من الاحكام لكلا الطرفين وسجن على أثرها بعض الأفراد من العائلتين وتطور الأمر إلى قيام بعضهم باختطاف البعض الأخر وكان آخر تلك المشاحنات أن قام عم المتوفى بإطلاق أعيرة نارية عليه مما أدى لاصابته فى قدمه، مهددا إياه بالقتل وأنه بمجرد أن شفى من تلك الإصابة عقد العزم وبيت النية على الانتقام من عم المجنى عليه "متولى م خ" إلا أنهم اصطدموا بأنهم لا يقدرون على تحديد محل إقامته، فوسوس لهم شيطانهم باختطاف نجل شقيقة المجنى عليه وتعذيبه حتى يرشدهم إلى حيث بقطن عمه لعلمهم بأن المجنى عليه لا صلة له بتلك المشاحنات وأن يعتزلها لاختلاف طباعة عن طباع باقى الاسرتين.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة