قال رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي (الموساد) اليوم الاثنين، إن لدى إسرائيل والدول العربية الحليفة للولايات المتحدة ما قد تكون فرصة فريدة لإبرام اتفاق سلام في المنطقة نظرا لمخاوفها المشتركة المتعلقة بإيران.
وأضاف رئيس الموساد جوزيف (يوسي) كوهين، في ظهور علني نادر، أن الجهاز شكل قوة مهام هدفها رصد فرص تحقيق السلام في منطقة لا ترتبط إسرائيل فيها بعلاقات كاملة إلا مع بلدين هما مصر والأردن.
وتابع قائلا في مؤتمر هرتزليا، وهو منتدى أمني دولي سنوي منعقد بالقرب من تل أبيب "يلمح الموساد اليوم فرصة نادرة، ربما تلوح للمرة الأولى في تاريخ الشرق الأوسط، للتوصل إلى تفاهم في المنطقة من شأنه أن يفضي إلى اتفاق سلام شامل".
وأضاف كوهين "المصالح المشتركة والحرب مع خصوم مثل إيران وإرهاب الجهاديين والعلاقات الوثيقة مع البيت الأبيض وقنوات الاتصال مع الكرملين تتحد كلها معا لتشكيل ما قد يكون فرصة لا تتاح سوى مرة واحدة".
وجمعت الولايات المتحدة شخصيات بارزة عربية وغير عربية في البحرين الأسبوع الماضي لتشجيع الاستثمار في الاقتصاد الفلسطيني بما قد يساعد في استئناف محادثات السلام مع إسرائيل.
وقاطع الفلسطينيون مؤتمر المنامة، إذ يرون أن إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب متحيزة لصالح إسرائيل ويعتبرون أن هناك حيلة لحرمانهم من هدفهم المتمثل في إقامة دولة مستقلة. أما إسرائيل، التي أرسلت وفدا غير رسمي إلى المؤتمر، فقد اعتبرته فرصة لتعزيز علاقاتها بالعالم العربي.
وتأمل واشنطن أن تمول الدول الخليجية الثرية خطة أمريكية للتجارة والاستثمار تتوقع إسهام دول مانحة ومستثمرين بمبلغ 50 مليار دولار للاقتصاد الفلسطيني واقتصادات دول عربية مجاورة.
لكن الفلسطينيين والكثير من العرب في المنطقة رفضوا الخطة الاقتصادية واعتبروها غير مجدية من دون اتفاق سياسي، وهو هدف أخفقت جهود السلام السابقة مرارا في تحقيقه.
وقال كوهين في خطابه الذي لم يشر فيه إلى الفلسطينيين إلا في سياق التهديدات التي تمثلها الفصائل المسلحة لإسرائيل، إن العديد من الدول العربية "لا تستطيع مواجهة سلوك إيران البلطجي".
وأشار إلى برنامج إيران النووي وتقديمها العون لمسلحين في لبنان وسوريا واليمن ومناطق أخرى ومسؤوليتها المزعومة عن سلسلة هجمات تخريبية استهدفت ناقلات نفط في الخليج في الآونة الأخيرة.
وأضاف كوهين أن تحسين إسرائيل علاقاتها مع سلطنة عمان، التي زارها رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في أكتوبر الماضي، أعقب "جهدا سريا مطولا من الموساد" للسعي إلى تعزيز العلاقات.
وأشار إلى ما وصفها بأنها "مجموعة متنامية من الدول المسؤولة والجادة" في المنطقة لديها "قنوات اتصال مفتوحة مع إسرائيل"، لكن من دون علاقات رسمية، وتتعاون معها بطرق مختلفة. ولم يحدد كوهين تلك الدول بالاسم.
ومع تهديد إيران بتجاوز الحدود التي يفرضها الاتفاق المبرم في 2015 لكبح مشاريعها النووية والذي انسحبت واشنطن منه العام الماضي، أكد كوهين من جديد سياسة إسرائيل الخاصة بعدم السماح لخصمها اللدود بامتلاك قنبلة نووية.
وقال "لم يوقع الموساد أو دولة إسرائيل على الاتفاق النووي وسنفعل كل ما يلزم لضمان عدم امتلاك إيران أسلحة نووية أبدا".
وأبلغ مصدران رويترز اليوم الاثنين، بأن إيران تخطت الحد المسموح لها بامتلاكه من مخزون اليورانيوم المخصب بموجب الاتفاق النووي، في تحد لمطالب الدول الأوروبية الموقعة على الاتفاق لها بضرورة الالتزام به رغم العقوبات الأمريكية.
وتنفي طهران السعي لحيازة قنبلة نووية.
وقال كوهين، قبل ورود أنباء تخطي طهران الحد المسموح به من اليورانيوم المخصب "يتعلق الأمر حاليا بتخصيب اليورانيوم بنسبة مئوية منخفضة نسبيا وبكميات ليست كبيرة. يتمثل الخطر في تسريع وتيرة التخصيب وزيادة الكميات".
وتابع قائلا "تخيلوا ما سيحدث إذا أصبح مخزون المواد لدي الإيرانيين قابلا للانشطار على مستوى التخصيب للأغراض العسكرية، ثم على مستوى الاستخدام في قنبلة بالفعل. سيكون الشرق الأوسط، ومن بعده العالم بأسره، مكانا مختلفا. لذلك على العالم ألا يسمح بحدوث ذلك".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة