وصل التوتر الأمريكى - الإيرانى إلى ذروته الأشهر الأخيرة، وكاد يصل فى وقت من الأوقات إلى نقطة خطيرة، يصعب فيها العودة للوراء، فعندما يشعل فتيل الحرب بين الطرفين لن تضع الحرب أوزارها دون أن تخلف وراءها تداعيات أخطر على المنطقة، فماذا حدث؟ ولماذا؟ وماذا تريد أمريكا؟ وماذا تريد إيران من العرب؟.. سيجيب "اليوم السابع" بشكل مبسط على كل هذه التساؤلات ويقدم للقراء والمتابعين للشأن الإيرانى، أهم الأسئلة فى هذا المجال.
متى بدأ الصراع الأمريكى – الإيرانى ووصل إلى حافة الحرب؟
بدأ الصراع منذ صعود الرئيس الأمريكى دونالد ترامب لسدة الحكم فى 2017، وعقب انسحابه من الاتفاق النووى الإيرانى فى مايو 2018، واعادة فرض حزم العقوبات المشددة على إيران. ويمكن إيجاز التوتر بتسلسل زمنى فى النقاط التالية:
- وصل التوتر ذروته مع ارتفاع وتيرة الهجمات على ناقلات النفط فى مياه الخليج، وأشارت الولايات المتحدة بـأصابع الاتهام إلى إيران.
- مع ارتفاع وتيرة التوتر تهديدت إيران باغلاق مضيق هرمز إذا منعت من تصدير نفطها.
- وردت الإدارة الأمريكية إن أي تحرك من إيران لإغلاق مضيق هرمز الاستراتيجى غير مقبول
- وعززت واشنطن عززت حضورها العسكري في منطقة الشرق الأوسط وأرسلت الولايات المتحدة حاملة الطائرات "يو إس إس أبراهام لينكولن" وقاذفات بي-52 إلى الخليج، كما نشر منظومة باتريوت والبارجة الحربية "يو إس إس أرلينجتون" وأعلنت إرسال 120 ألف جندى
- قررت إيران قررت خفض التزاماتها فى الاتفاق النووى وأمهلت الأوروبيين 60 يوما للالتفاف على العقوبات
- الحرس الثورى هددت باستهداف مصالح وحاملة الطائرات الأمريكية فى الشرق الأوسط
- ترامب حذر إيران من الاقدام على أي خطوة سيكون معتبرا أنه سيكون "خطأ فادحا"
- وفى 14 يونيو 2019 فشلت الوساطة اليابانية بين طهران وواشنطن وخامنئى رفض رسالة ترامب التى نقلت عبر رئيس وزراء اليابانى
- وفى 20 يونيو 2019 اسقطت إيران طائرة أمريكية مسيرة فوق الخليج كادت تشعل فتيل الحرب
- الرئيس الأمريكى تراجع عن ضرب إيران فى اللحظة الأخيرة ودعا للحوار غير المشروط
- 27 يونيو 2019 بدأت إيران تقليص التزاماتها من الاتفاق النووى ردا على انسحاب أمريكا منه
- وتهدد طهران فى 7 يوليو المقبل ببدء مرحلة ثانية من الحد من التزاماتها الواردة فى الاتفاق النووي
لماذا انسحبت واشنطن من الاتفاق النووى؟
انسحبت الإدارة الأمريكية من الاتفاق النووى الإيرانى (المبرم من قبل مجموعة 5+1، الولايات المتحدة، فرنسا، بريطانيا، روسيا، الصين بالإضافة إلى ألمانيا) 2018.
السبب: يرى الرئيس الأمريكى دونالد ترامب أن الصفقة النووية مع إيران من أسوء الصفقات التى عقدتها الولايات المتحدة، إذ أنها تجاهلت 3 نقاط أساسية، هى صواريخ إيران الباليستية، وسلوك طهران فى المنطقة، فضلا عن المدة الزمنية التى تطلق العنان لطهران فى البرنامج النووى فى عام 2025، ورفضت إيران الطلب الأمريكى بإدخال تعديلات على بنوده، كذلك رفضت الشروط الأمريكية الـ 12 التى طرحها وزير الخارجية مايك بومبيو فى مايو 2018.
قائد الحرس الثورى حسين سلامي
ماذا تريد الولايات المتحدة من إيران؟ ولماذا فرضت العقوبات عليها؟
ترغب واشنطن إجبار النظام الإيرانى على العودة لطاولة الحوار، للتوصل لإتفاق جديد يرضى ترامب، على أن تغيير الأخيرة من سلوكها فى المنطقة، وتوقف عداءها مع أبرز حلفاء واشنطن تل أبيب، وتوقف تمددها ودعم المليشيا الموالية لها فى مناطق نفوذها الاقليمى.
وما هى العقوبات الأمريكية المفروضة على إيران حتى الان؟
فرضت أمريكا حزمتين مشددتين من العقوبات الاقتصادية ، كان أول دفعة 7 أغسطس والثانية نوفمبر 2018. واستهدفت القطاعات الأساسية للاقتصاد الإيرانى، وهى قطاع النفط والقطاع المصرف.
- ثم عقوبات فى 2019 شملت قطاع البتروكيماويات.
-اعلنت أمريكا إلغاء إعفاءات تصدير النفط الإيرانى وفرضت عقوبات على الصلب والحديد
- فرض قيود على التعاملات المالية الخارجية مع الدول التي تتعامل معها إيران
- وتم إدراج الحرب الثورى الإيرانى على قائدة التنظيمات الارهابية.
- ووضع أسماء أكثر من 700 فرد وكيان وسفن وطائرات على قائمة العقوبات.
- وتم سحب التفويض الممنوح للكيانات الأجنبية المملوكة أو التى تسيطر عليها للولايات المتحدة، من أجل إنهاء بعض الأنشطة مع الحكومة الإيرانية أو الأشخاص الخاضعين لولاية الحكومة الإيرانية.
- كما تم فرض عقوبات على رأس النظام المرشد الأعلى على خامنئى ومكتبه
- وفرضت عقوبات على 8 قيادات بارزة فى الحرس الثورى، وهم: العميد على رضا تنكسيرى قائد بحرية الحرس الثورى، العميد أمير علي حاجي زاده قائد القوات الجيوفضائية بالحرس الثورى، العميد محمد باكبور قائد القوات البرية بالحرس الثورى.
بالاضافة الى ٥ قيادات من قوات بحرية الحرس الثورى وهم: عباس غلامشاهي، رمضان زيراهي، يدالله بادين، منصور روانكار، علي عظمايي.
روحانى
لماذا ترفض إيران التفاوض مع ترامب؟
ترفض إيران التفاوض بسبب العقوبات المشددة التى تخنق اقتصادها، والانسحاب الامريكى من الاتفاق النووى، ولم تغلق طهران باب الحوار بشكل تام رغم رفض المرشد الأعلى بالقيام بأى نوع من التفاوض مع الولايات المتحدة، لكن الرئيس المحسوب على المعتدلين حسن روحانى، لم يغلق باب الحوار ويشترط على واشنطن العودة للإتفاق اولا لبدء الحوار.
إلى أين الصراع الأمريكى- الإيرانى فى الخليج؟ وماذا عن الحرب؟
ستظل الولايات المتحدة تشدد من ضغوطها على إيران لكن وليس بالضرورة تطور هذا الصراع ودخوله لمرحلة الحرب، فالطرفان متفقان على رفض الحرب فى الوقت الراهن، بل ستفرض الولايات المتحدة المزيد من العقوبات على النظام الإيرانى للإنصياع إلى مطالبها بحسب براين هوك المبعوث الأمريكى الخاص بإيران، وستسعى طهران لإستغلال ما لديها من كروت.
كيف يؤثر التوتر الأمريكى- الإيرانى على المنطقة؟
هددت طهران باغلاق مضيق هرمز الذى يعبر منه نحو 40% من ناقلات النفط للبلدان الخليج العربى المصدرة له حال تم فرض عقوبات عليها تحول دون تصدير نفطها أو تصفير صادراتها من النفط بحسب الإدارة الأمريكية، التهديد الإيراني جاء على لسان قائد الحرس الثورى رضا تانجسيري الذي قال "إذا مُنعنا من استخدام (مضيق هرمز)، فسنغلقه. في حال وجود أي تهديدات، لن يكون لدينا أدنى تردد في حماية والدفاع عن ممر إيران المائي". ويعد ضيق هرمز ممر مائي دولي استراتيجي يمر عبره حوالى ثلث إمدادات النفط العالمية، وهو يربط بين مياه الخليج وخليج عُمان. ومن شأن اغلاقه أن يرفع يؤدى إلى خلل فى امدادات النفط وفى أسواق النفط العالمى.
ماذا تريد إيران من العرب؟
تتبنى طهران أجندة سياسية تعمل على مد نفوذها فى المنطقة، عبر دعم وكلاء لها فى البلدان العربية تتخذ منهم أذرع لتنفيذ مخططاتها، إذ ترجح طهران أن بنى علاقاتها السياسية مع بعض الجماعات الفاعلة فى المنطقة وليس مع حكومات البلدان، على نحو ما نراه فى لبنان واليمن والعراق وسوريا، وتقديم الدعم لحزب الله وللحوثيين وللحشد الشعبى والسيطرة على مفاصل البلدان ومواطن صنع القرار بها، تصريحات مسئوليها تكشف بين الفينة والأخرى عن هذا المخطط، تصريحات تكشف بوضوح ماذا تريد إيران من جيرانهم من دول مجلس التعاون الخليجى.
منذ سنوات ادعى احد مسئوليها بسيطرة بلاده على أربعة من العواصم العربية، فى العراق ولبنان واليمن وسوريا. وفى 2016 أكد العميد باقر زادة قائد بالقوات المسلحة الإيرانية، "ضرورة أن تبقى سيطرة إيران مستمرة على تلك المناطق، ومن مستلزمات ذلك هو التواجد المقتدر"، بحسب تعبيره- ،تصريحات لم تكن الأولى، فقد أكد رئيس الأركان العامة للقوات المسلحة الإيرانية، اللواء محمد باقرى أن بلاده بحاجة إلى قواعد بحرية فى اليمن وسوريا.وقال باقرى "الإسلامية الإيرانية لها حضور فعال فى البحار والمحيطات وهى تسعى إلى توسيع نطاق عملها... لدينا حاجة لوجود قواعد بحرية خارج الحدود، وربما عندما يأتى الوقت المناسب سيكون لدينا قواعد بحرية إما على الجزر أو قواعد عائمة فى السواحل اليمنية والسورية".
بالاضافة إلى ذلك هناك تهديدات إيرانية للبلدان الخليجية التى تشكل عمق الأمن القومى العربى والمصرى، ففى حال شنت الولايات المتحدة هجوم على إيران، رصد العديد من المراقبين تهديدات بضربالقواعد الأمريكية المتواجدة بالخليج.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة