تمر اليوم الذكرى الـ 221، على وصول أسطول الحملة الفرنسية على مصر بقيادة نابليون بونابرت إلى سواحل الإسكندرية، بهدف الدفاع عن المصالح الفرنسية، منع إنجلترا من القدرة على الوصول للهند، وكذلك كان للحملة أهداف علمية.
وبحسب كتاب "موسوعة رشيد "الجزء الأول": التاريخ والاستحكامات الحربية"، فإن الإنجليز نما إلى علمهم أخبار مغادرة نابليون بونابرت على رأس حملة كبرى، فحاولوا التصدى للحملة وتدميرها، فتوجهوا إلى جزيرة مالطا، لكنهم وجدوا أن حملة نابليون غادرتها نحو الشرق منذ 5 أيام، فرجحوا إنها سوف تقصد مصر، واتجه الأسطول الإنجليزى إلى الإسكندرية ووصل يوم 28 فلم يعثر هناك للفرنسيين على أي أثر.
ويشير الكتاب على الرغم من السرية التامة التى أحاطت بتحركات الحملة الفرنسية وبوجهتها فإن أخبارها تسربت إلى بريطانيا العدو اللدود لفرنسا، وبدأ الأسطول البريطانى يراقب الملاحة فى البحر المتوسط وتوقعت بريطانيا أن تكون وجهة فرنسا مصر، وذلك دليل على عزمها اقتسام مناطق النفوذ فى العالم العربى وتسابقهما فى اختيار أهم المناطق تأثيرا فيها، لتكون مركز ثقل السيادة والانطلاق منه إلى بقية المنطقة العربية.
وكان الجيش الإنجليزى عندما علم بقدوم الحملة إلى مصر، أرسل حملة يقودها الأميرال هوراشيو نلسن مزودا بثلاث عشرة بارجة قوة كل منها أربعة وسبعين مدفعا، معادا واحدة قوتها خمسون، وكان الأسطول البريطانى يعادل الفرنسى فى القوة.
واستطاع نلسن الوصول إلى الإسكندرية قبل وصول الحملة بثلاث أيام، وأرسل بعثة صغيرة للتفاهم مع محمد كريم حاكم المدينة وإخباره أنهم حضروا للتفتيش على الفرنسيين الذين خرجوا بحملة كبيرة وقد يهاجمون الإسكندرية التى لن تتمكن من دفعها ومقاومتها، لكن السيد محمد كريم ظن أن الأمر خدعة من جانب الإنجليز لاحتلال المدينة تحت دعوى مساعدة المصريين لصد الفرنسيين، وأغلظ القول للبعثة، فعرضوا أن يقف الأسطول الإنجليزى فى عرض البحر لملاقاة الحملة، وأنه ربما يحتاج الأسطول للتموين بالماء والزاد مقابل دفع الثمن، لكن السلطات رفضت هذا الطلب، لتترك الأسطول الإنجليزى للمواجهة مع الحملة الفرنسية فى معركة أبى قير والتى انتهت بتدمير الأسطول الإنجليزى.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة