فى الوقت الذى تعانى فيه المرأة الإيرانية من اضطهاد السلطات الحاكمة فى بلادها، بسبب القيود المتزايدة المفروضة عليها، فإن البطش يبقى مضاعفا من قبل الحكومة الإيرانية فى مواجهة الإيرانيات الكرديات، وذلك فى إطار الانتهاكات التى طالما يرتكبها نظام "الملالى" فى مواجهة معارضيه، خاصة مع تزايد الضغوط الدولية المفروضة عليهم، جراء العقوبات الأمريكية.
أثناء أحد التدريبات العسكرية
وهنا ربما لم تجد مئات الفتيات الإيرانيات من الطائفة الكردية سوى التطوع للانضمام إلى الميليشيات المتواجدة فى العراق، فى محاولة للهروب من نار الاضطهاد الحكومى الذى تمارسه السلطات الإيرانية بصددهم، إلى نيران المعارك، عبر المشاركة فى الحرب المندلعة منذ سنوات ضد ميليشيات تنظيم داعش الإرهابى.
المجندات لعبن دورا رئيسيا فى الحرب على الإرهاب
وتتواجد غالبة الإيرانيات المشاركات فى المعركة ضد داعش على الأراضى العراقية، وخاصة فى إقليم كردستان العراق، والذى يحظى بحكم ذاتى، حيث قادت الميليشيات الكردية حربها ضد العناصر المتطرفة فى تلك المنطقة، بالاتفاق مع الحكومة العراقية، بسبب مخاوف من تدخل الميليشيات الشيعية، والتى ربما يصبح تواجدها فى المناطق الكردية ذات الأغلبية السنية غير مقبولا من سكان المنطقة.
إيرانيات تقررن الالتحاق بالميليشيات الكردية
وبالتالى كانت هناك حاجة ملحة للاعتماد على الفتيات الإيرانيات، من الطائفة الكردية، باعتبارهن طرفا موثوق به، فى من قبل السكان الأكراد، وبالأخص السيدات، واللاتى تنتمين إلى حزب حرية كردستان، والذى يعد أحد أبرز الجماعات المتمردة ضد الحكومة الإيرانية، فى ظل سعيها إلى الحصول على الحقوق الوطنية للأكراد داخل إيران.
إيرانيات تلتحقن بالميليشيات الكردية
وعن سبب الانغماس فى المعركة العسكرية، تقول إحدى السيدات الإيرانيات المشاركات مع الميليشيات الكردية، إن الهدف الرئيسى يبقى هو الابتعاد عن إيران، فى ظل الحريات التى تحظى بها المرأة فى إقليم كردستان العراق، إذا ما قورنت بنظيرتها الإيرانية، وذلك بالرغم من أن المرأة الكردية قضت سنوات طويلة فى خوض المعارك الدامية.
إيرانيات فضلن ساحة المعركة العسكرية عن الحياة فى طهران
وأضافت أن الرجل فى المناطق الكردية بالعراق يعتمد على المرأة ودورها بصورة كبيرة، خاصة وأنها لعبت دورا هاما فى حصول المناطق الكردية بالعراق على الحكم الذاتى، بينما مازالوا يكافحون للحصول على الاستقلال الكامل، بالتالى فتبقى ملهمة لمجتمعها فى ظل شراكتها للرجل فى كل مناحى الحياة، بما فيه الكفاح المسلح ضد الميليشيات الإرهابية، والتى كانت تمثل تهديدا وجوديا لهم.
تدريب عسكرى
لعبت المقاتلات الكرديات دورًا مهمًا فى إنقاذ الآلاف من الأيزيديين المحاصرين من قبل داعش فى جبل سنجار بالعراق فى عام 2014 وتحرير مدينة الرقة التى كانت تسيطر عليها ميليشيات داعش فى عام 2017، فى الوقت الحالى، حيث تقف النساء على الخطوط الأمامية فى المعركة، مما ساهم بصورة كبيرة فى إكسابهم شهرة عالمية.
تدريبات عسكرية
أما الوضع الاقتصادى، فربما يمثل البقاء فى كردستان العراق أفضل بكثير من إيران من الناحية الاقتصادية، فى ظل العقوبات المفروضة على طهران، والتى تشمل حظر استيراد النفط، فى الوقت الذى يتمتع فيه الإقليم الكردى بثرائه النفطى، بالإضافة إلى المخاطر الأخرى، التى باتت تحدق بطهران، والتى ربما تدفع بالبلاد نحو الحرب فى المستقبل القريب، خاصة وأن الأوضاع الراهنة باتت تنعكس على حياة المواطنين بصورة واضحة.
جانب من المجندات الإيرانيات
ففى تقرير لها، قالت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية أن المواطنين الإيرانيين لم يعودوا قادرين على شراء اللحوم بسبب الزيادة الكبيرة فى أسعارها، بينما أصبح الدجاج المحلى المصدر الرئيسى للبروتين فى البلاد، وهو ما يطرح العديد من التساؤلات حول مستقبل الاقتصاد الإيرانى، خاصة مع تصاعد التوتر فى المرحلة الراهنة بين طهران وواشنطن، وتوسع دائرته بصورة كبير، لتشمل دول الغرب الأوروبى التى كانت تحمل موقفا متعاطفا تجاه طهران مع بداية حقبة ترامب وقرارته المتواترة ضد الإيرانيين
كرديات إيرانيات يقومن بتدريبات عسكرية
مجندات إيرانيات
ميليشيات كردية بكردستان العراق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة